مصـرتترقب «ثورة الغلابة».. غداً

الحدث الخميس ١٠/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
مصـرتترقب «ثورة الغلابة».. غداً

القاهرة - خالد البحيري

حالة من الاستنفار الأمني بدأت في شوارع العاصمة المصرية القاهرة، ومعها محافظة الجيزة، وانتشار مكثف للأكمنة الشرطية في معظم الشوارع الرئيسية، وعربات مصفحة وناقلات جنود تقف على جانبي الطريق، تحسباً لمظاهرات «ثورة الغلابة» والمقرر لها غداً الجمعة (11/‏11)، والتي لا يعلم على وجه التحديد من هم الداعون لها، وما هي القيادة التي ستتحكم في حركة الحشود حال نزولها للشارع كما يصورها الإعلام المصري. وخلال ما يزيد عن الشهر لم يتحدث عن هذه الثورة المزعومة سوى الرافضين لها والمحذرين من مخاطرها على استقرار البلاد.

موقف الإخوان

ولم تفصح جماعة «الإخوان المسلمين» عن موقفها من هذه التظاهرات سوى مساء الثلاثاء، حيث أصدرت بيانا قالت من خلاله «إن قررتم الخروج والثورة فنحن في القلب منكم، وإن رأيتم غير ذلك فنحن في انتظاركم في الميدان».
وفي المقابل دعا «حزب النور السلفي» جموع المصريين بعدم المشاركة في هذه التظاهرات المتوقعة، وجاء بيانه منسجماً مع موقفه الداعم للرئيس عبدالفتاح السيسي منذ بيان الثالث من يوليو 2013 والذي عزل الجيش بمقتضاه الرئيس الأسبق محمد مرسي بعد عام واحد فقط من حكم الإخوان.

وجاء في بيان «النور» الذي حصلت «الشبيبة» على نسخة منه: «هذه دعوات ربما تقود البلاد إلى مخاطر الفوضى - لا قدَّر الله-، كما يستحيل المحافظة على سلمية هذه المظاهرات في جو يتسم بالانقسام بين طبقات المجتمع وقواه السياسية».

وأضاف: «في ظل هذا الخطاب التحريضي مما قد يترتب على ذلك من سفك للدماء، وانتهاك للحرمات، والصدام بين أبناء الشعب الواحد، وإتلاف للمنشآت العامة والخاصة؛ مما يؤدي إلى مزيد مِن الفساد والظلم لا لمعالجته، وكذلك مما يترتب على ذلك من نتائج كارثية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي يصعب معها أية محاولات إصلاحية حالية أو مستقبلية».

أما الحركات الشبابية فجاء موقف معظمها متفقاً مع ما جاء في بيان «الإخوان المسلمين»، حيث أكدت «حركة 6 أبريل» أنها لن تدعم أية حركة احتجاجية مجهولة ولن تشارك فيها، لكن في حال نزلت الجماهير إلى الشارع فإنها ستشارك.

«دعوة بلا أب»

الكثير من المراقبين وصف الدعوة إلى «ثورة الغلابة» بأنها «دعوة بلا أب»، وأنها ربما تكون حيلة من أجهزة الدولة للسيطرة على أي مظاهر احتجاجية قد تنجم عن القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها مؤخراً ومنها تحرير سعر الصرف ورفع الدعم جزئياً عن المحروقات.
وفي اتصال هاتفي مع مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل قال: «إن الترويج لتظاهرات 11 /‏11 ثم فشلها سيكون شهادة وفاة لفكرة التظاهر بشكل عام»، مؤكداً أن النظام سيتمكن بعدها من تمرير قرض صندوق النقد الدولي ولن يجرؤ أحد على التفكير في التظاهر خوفاً على حياته وحياة ذويه.

الحرس القديم

أما «الحرس القديم» أو رجال «الحزب الوطني» الذي تم حله بعد «ثورة 25 يناير» فإنهم يقفون في الصف الخلفي بانتظار أي تطور قد يدعم عودتهم بقوة مرة أخرى إلى الواجهة، وخلال الشهر الفائت رصدت «الشبيبة» عدداً من الأصوات الإعلامية المنتمية للحزب تهاجم سياسات النظام وتتهمه بعدم الخبرة والدراية السياسية.

وكتب مجدي الدقاق أحد الوجوه الإعلامية البارزة في لجنة السياسات التي كان يتزعمها جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: «خلي السلاح صاحي»، في إشارة إلى ضرورة الاستعداد لما قد يسفر عنه هذه اليوم من مخاض غير متوقع.. وفي تدوينة أخرى كتب يقول: «أبطال في الأسر وآخرون في المنفى، هذا جزاء المقاتلين»، في إشارة إلى الرئيس مبارك والفريق أحمد شفيق المقيم في دولة الإمارات منذ خسارته الانتخابات أمام مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسي.