القدس المحتلة – نظير طه
في وقتٍ تسير في مشاريع الاحتلال على قدم وساق لتهويد الأرض الفلسطينية وابتلاعها، والتضييق على سكان الأرض الأصليين، وزعت المبادرة العُمانية الأهلية لمناصرة فلسطين المساعدات الشتوية على ما يقارب 460 أسرة في مدينة القدس معوزة ومهمشة في أحياء البلدة القديمة وسلوان والعيسوية في مدينة القدس بتمويل من الشعب العُماني.
وقالت المبادرة في بيان لها وصلت نسخة منه إلى الشبيبة يوم أمس السبت "ضمن حلمة الشتاء الدافئ التي اطلقتها المبادرة منذ دخول المنخفض الجوي اجواء فلسطين قام فريق المبادرة في القدس بالتفقد الميداني لأحوال الاسر وتسليم المدافئ والحرامات ل 260 أسرة فيما تم توزيع الكسوة الشتوية على 200 من اطفال القدس . وأضافت المبادرة في بيانها" يعتبر اهالي القدس على سلم الويات المبادرة وتحرص على دعمهم قدر المستطاع حيث تم تنفيذ عدة مشاريع في المدينة الى جانب توزيع الكفالات الشهرية للأيتام والأسر في القدس" وشكرت المبادرة أهل الخير في السلطنة على وقوفهم الى جانب إخوانهم في فلسطين بما يعزز سبل الأخوة والتضامن بين الشعبين متمنية لعُمان وشعبها الاستقرار والخير.
وفي غضون ذلك؛ أوضح المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان التابع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في تقرير الاستيطان الاسبوعي أن الاطماع الاستيطانية الاستعمارية لدولة اسرائيل ليس لها حدود، فما جرى خلال الأسبوع الفائت من استيلاء على عقارين فلسطينيين في البلدة القديمة في الخليل ما هو إلا محاولة لتهويد المنطقة المحيطة بالحرم الإبراهيمي بالكامل وإنشاء تواصل استيطاني حول ما يطلق عليه المستوطنون" مغارة المكفيلا" الحرم الإبراهيمي ومن المغارة الى مستوطنة "كريات أربع ".
وفي سياق تحريض قادة الاحتلال ووقوفهم إلى جانب انتهاكات المستوطنين قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تعقيبا على إخلاء المستوطنين مؤقتا من العقارين بأن حكومته تدعم الأعمال الاستيطانية في كل وقت ولا سيما في هذه الأيام، وأضاف أن “إسرائيل دولة يحكمها القانون ويجب احترامه” على حد زعمه ووعد بإعادة هؤلاء المستوطنين الى العقارين :”بعد أن تتم المصادقة على إجراءات شراء المبنيين المتنازع عليهما في الخليل وإسكانهما بمستوطنين يهود على غرار ما حدث فيما مضى في قضايا مماثلة.”
في الوقت نفسه يعتبر توسيع خط القطار الخفيف من أخطر وأهم المشاريع الاستيطانية التهويدية التي تنفذها بلدية الاحتلال، حيث صادقت "لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة للبلدية" على إنشاء خط ومسلك جديد للقطار الخفيف هو( الثالث ) من نوعه في القدس، بطول نحو 20 كم متواصلة، يوصل بين مستوطنات المدينة من طرفيها الشمالي والجنوبي، وأطلقت عليه اسم "الخط الأزرق"، وكان قد سبقه انشاء "الخط الأحمر" المشغّل حاليًا منذ خمس سنوات، ويبلغ طوله نحو 14 كم، ويصل بين مستوطنة "النبي يعقوب" شمال شرق القدس، ويمر بجانب أسوار القدس القديمة، وينتهي بجانب مستشفى "هداسا" غربي المدينة و"الخط الأخضر"، وهو في مراحله الأخيرة للمصادقة عليه، ليصل ما بين جبل المشارف شرق شمال القدس، وبين مستوطنة "جيلو"، وتفريعات أخرى، وسيصل طوله إلى نحو 20 كم أيضًا.
ويهدف توسيع مسار القطار ربط المستوطنات المقامة على أجزاء من مساحة الضفة الغربية المحتلة وأراضي في شرقي القدس بغربها، لتسهيل وصول المستوطنين إلى المدينة، ولإحاطتها بمستوطنات كبيرة ضمن مشروع "القدس الكبرى". ويُقطع هذا المسار أوصال الأحياء الفلسطينية، بحيث تصبح مجزأة ومعزولة عن بعضها، وما لذلك من تبعات خطيرة على السكان المقدسيين.
وفي السياق ذاته كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن فحوى اتفاق جرى مؤخراً يقضي ببناء كنيس يهودي جديد قرب حائط البراق جنوب المسجد الاقصى المبارك، على أن يكون مختلطاً ما بين الرجال والنساء، وذكرت المصادر أن أطرافا معنية توصلت إلى صيغة اتفاق بينها تقضي بتخصيص ساحة ومنطقة صلوات رسمية لليهود «المتحررين» – اليهودية الليبرالية - في المنطقة الواقعة بين جنوب طريق باب المغاربة وشمال الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك، وسوف تعرض بنود الاتفاق على الحكومة الإسرائيلية يوم غد الأحد للمصادقة عليها في جلستها الأسبوعية، مرفقة بمخططات وخرائط مرخصة لهذا الشأن، تم إعدادها من قبل البلدية العبرية في مدينة القدس وما يسمى بـ " صندوق إرث المبكى ".
كما شرعـت أذرع الاحتلال الإسرائيلي ببناء الطابق الرابع من المشروع التهويدي "بيت شطراوس" الذي يقام على بعد نحو 50 مترًا غربي المسجد الأقصى المبارك، في ساحة البراق، ضمن أبنية جسر أم البنات ، بعد الانتهاء من بنائه، سيستعمل مكتب سكرتاريا متعدد لـ"راب المبكى"، مكتب شخصي للراب نفسه، وسيضم كذلك مكاتب تشغيلية لمبنى "بيت شطراوس"، وغرف لتغيير الملابس للعمال الرجال، وأخرى للنساء، وكذلك غرفة تضم الخزائن الشخصية، علما ان الأعمال في بناء "بيت شطراوس" في مراحله المختلفة أدت إلى تدمير وتخريب آثار عريقة أغلبها من الفترات الإسلامية، وكان ما يسمى "صندوق إرث المبكى"، وهي شركة حكومية تابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية - شرعت مطلع عام 2013 في بناء "بيت شطراوس"، وهو عبارة عن إضافة مبنى من طابقين ملاصق لمبنى إسلامي كان قد استعمل من قبل الاحتلال لأغراض تهويدية استيطانية.
وكمساهمة في مشاريع تهويد مدينة القدس، طالب مكتب السياحة الإسرائيلي من المنظمات والجمعيات الرسمية وغير الرسمية، والمؤسسات الأهلية والثقافية والتربوية الإسرائيلية بنقل مؤتمراتهم واجتماعاتهم والأيام الدراسية الخاصة بهم إلى مدينة القدس المحتلة، بهدف إعادة الحياة فيها من جديد، وإنعاش الحركة السياحية الداخلية، وقال مدير عام مكتب السياحة "أمير هليفي"في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي تعيشها القدس، فإنه من الواجب أن نتوحد جميعًا ونقوي انتماءنا القومي"، مشيرًا إلى أن مكتب السياحة يعرض رزمة كبيرة من الفعاليات والنشاطات التربوية ذات الطابع السياحي والتاريخي التي تناسب الاسرة.