واشنطن – ش – وكالات
حسم الأمريكيون أمس الثلاثاء السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض واختيار الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية ما بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي هيلاري كلينتون.
وفتحت مراكز الاقتراع في الولايات الأمريكية الخمسين، بين السادسة والسابعة صباحاً، وأغلقت بين السابعة والثامنة مساءً، وذلك بالتوقيت الأمريكي.
ودعى حوالي أكثر من 200 مليون ناخب الى اختيار أحد المرشحين الديموقراطية كلينتون والجمهوري ترامب، رئيسا خلفا لباراك أوباما.
وقد ادلى حوالي 42 مليون امريكي من اصل 200 مليون مسجلين على اللوائح الانتخابية باصواتهم في اطار التصويت المبكر.
ولن يعرف الفائز قبل الساعة 22,00 على الساحل الشرقي (03,00 ت غ الاربعاء)
شرارة البدء
ذكرت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قد فازت في بلدة ديكسفيل نوتش في ولاية نيوهامبشير الواقعة على الحدود مع كندا.
وحصلت كلينتون على أربعة أصوات، مقابل صوتين لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، وصوت واحد لجاري جونسون مرشح الحزب الليبراتى، وصوت آخر مفاجئ لميت رومني، الذي كان مرشحا للجمهوريين في انتخابات 2012.
وتعد هذه أول نتيجة في التصويت بانتخابات الرئاسة الأمريكية
وقد أدلى ثمانية ناخبون مسجلون في البلدة الصغيرة، لتمثل شرارة البدء في التصويت لاختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
نتائج
أظهرت مؤشرات أولية تقدم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بمجموع نتائج ثلاث بلدات في أقصى ولاية نيوهامبشير.
وحصل ترامب على 32 صوتا مقابل 25 لكلينتون.
وحصلت كلينتون على 17 صوتا مقابل 14 لترامب في هارتس لوكيشن التي يقدر عدد سكانها بأربعين شخصا، إلا أن ترامب حصل على 16 صوتا مقابل أربعة أصوات لكلينتون وتغلب عليها في ميلفيلد التي تبعد بضعة كليومترات عن ديكسفيل نوتش.
وهذه هي المرة الأولى التي يجرى فيها تصويت فى المنطقة منذ عقود.
وصوت سكان التجمعات الثلاثة، الذين لا يتجاوز عددهم العشرات، منتصف الليل، وهو تقليد انتخابي يعود للنصف الأول من القرن العشرين، وفاق عدد الإعلاميين عدد الناخبين الثمانية الذين صوتوا في ديكسفيل نوتش التي حصلت فيها كلينتون على أربعة أصوات مقابل صوتين لترامب.
ويتمتع سكان بلدة ديكسفيل نوتش منذ عام 1960 بحق التصويت فى انتخابات الرئاسة الأمريكية في منتصف الليل بالتوقيت المحلي، أي قبل ساعات من افتتاح مراكز التصويت في المناطق الأخرى.
الموقف قبيل الاقتراع
على صعيد موقف المرشحين الاخير قبيل فتح مراكز الاقتراع قال موقع "دايلى بيست" الأمريكي، إن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تقدمت في كل استطلاعات الرأي الوطنية التي أجريت في الساعات الأخيرة قبل بدء التصويت في الانتخابات.
ففي استطلاع أجرته جامعة مونماوث تقدمت كلينتون بفارق ستة نقاط عن منافسها بين الناخبين المحتملين.
أما الاستطلاع الذي أجرته شبكة فوكس نيوز، فقد منح كلينتون تقدم بأربعة نقاط مئوية، وكذلك الحال بالنسبة لاستطلاع "واشنطن بوست" و"إن بي سي نيوز"، الذي أكد تفوق كلينتون بنفس الفارق على الأقل.
وتعتمد المرشحة الديمقراطية على عدة شرائح داخل الولايات المتحدة، في مقدمتهم الأمريكيين السود، واللاتينيين.
التراشق الاخير
سيسجل التاريخ الأمريكي الحديث أن الانتخابات الرئاسية 2016 سجلت المنسوب الأعلى من التراشق الانتخابي، الذي لم يبق على غطاء مستور.
وفي آخر حفلات هذا التراشق الكلامي بين المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، والجمهوري، دونالد ترامب، أوصاف مثل "مدفع فالت"، و"وجه الفشل" و"ضقنا ذرعاً بالأغبياء"، وغيرها.
ولعل حدة تلك الأوصاف ما هي إلا مؤشر على السباق المحموم وتقارب فرص الفوز بين المرشحين قبيل ساعات من لحظة الحسم، على الرغم من ميلها إلى كلينتون، بحسب آخر استطلاعات الرأي.
"مدفع فالت" يقابل "وجه الفشل"
فمن فيلادليفا (بنسلفانيا) شنت كلينتون مساء الاثنين هجوماً عنيفاً على منافسها الجمهوري، واصفة إياه ب"المدفع الفالت" الذي لا يمكن التكهن بأفعاله أو بأضراره الخارجة حتى عن إرادته، مؤكدة أن الناخبين أمامهم "خيار واضح".وخلال مهرجان انتخابي أقيم عشية الانتخابات في فيلادلفيا (بنسلفانيا) وهو الأضخم لها على الإطلاق وشارك فيه زوجها بيل والرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، قالت كلينتون إن الأمريكيين أمامهم "خيار واضح في هذه الانتخابات، خيار بين القسمة والوحدة"، مشددة على أن منافسها الملياردير الشعبوي هو "مدفع فالت يمكنه أن يعرض كل شيء للخطر".في المقابل، قال ترامب أمام حشد في سكرانتون بولاية بنسلفانيا "أود أن أستغل هذه اللحظة لإيصال رسالة إلى كل الناخبين الديمقراطيين المتعطشين للتغيير كالجميع في بلادنا...
هيلاري هي وجه الفشل."
ولم يعر ترامب كلينتون ولا استطلاعات الرأي اهتماماً، وقال لأنصاره في ساراسوتا إنه سيفوز.
وأضاف أن كلينتون "محتالة".وتابع "ضقنا ذرعا بأن يقودنا الأغبياء".
"امريكا أولا"
اختتم المرشح الجمهوري دونالد ترامب آخر مهرجان له للانتخابات الرئاسية واعدا بجمع البلاد داخل حدود آمنة تحت شعار "امريكا أولا".وقال ترامب للصحفيين "تصوروا ماذا يمكن ان ينجز بلدنا اذا بدأنا نعمل معا كشعب واحد، له رب واحد ويحيي علما امريكيا واحدا".
"أمريكا للجميع"
على الجانب الاخر، حثت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون الناخبين في ساعات الصباح الاولى امس الثلاثاء على تبني رؤيتها ل"اميركا للجميع مليئة بالامل وكريمة"، وذلك عند اختتامها لحملتها التاريخية على امل ان تصبح اول سيدة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة.
وقالت كلينتون امام حشد من الشباب في رالي (كارولاينا الشمالية) ان "قيمنا الاساسية امام تحد في هذه الانتخابات لكن ايماني في مستقبلنا اقوى من اي وقت مضى".واضافت "لسنا مضطرين للقبول بامريكا قاتمة ومنقسمة".وتابعت "غدا بامكانكم التصويت من اجل امريكا للجميع مليئة بالامل وكريمة".
" إختيار الامل "
من جانبه جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، دعمه للمرشحة الديموقراطية، إلى البيت الأبيض هيلارى كلينتون، داعيا خلال مهرجان انتخابي ضخم فى فيلادلفيا، مساء امس الاول الاثنين الأمريكيين إلى "رفض الخوف واختيار الامل" عبر التصويت للمرشحة الديموقراطية وليس لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وامام اكثر من 40 الف شخص حضروا التجمع الانتخابي، الاضخم على الاطلاق للمرشحة الديموقراطية، قال اوباما "اراهن ان حكمة الشعب الأمريكي ولياقته وكرمه ستنتصر مرة جديدة يوم الانتخابات، وهذا رهان لم اخسره ابدا على الاطلاق.