أميرة المسلمية.. تتألق بفن «الدودل»

مزاج الثلاثاء ٠٨/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
أميرة المسلمية.. تتألق بفن «الدودل»

مسقط – لورا نصره

جميعنا قمنا بـ«الشخبطة» على الأوراق في مرحلة ما، ولكن معظمنا لا يعرف أن هذه الـ»شخابيط» فن معروف عالمياً وله فنانوه الشهيرون. وفي عُمان ما زال هذا الفن في طور البدايات، ويقبل عليه عدد من الشباب الهواة، ومنهم أميرة بنت هلال المسلمية، وهي ممرضة قانونية تبدع إلى جانب عملها الإنساني في هوايتها بممارسة فن «الشخبطة» أو «الدودل».

وعن مفهوم هذا الفن تقول أميرة: «فن الدودل أو الشخبطة، يُعرف بأنه الفن الذي يقوم به الشخص وهو غير منتبه لما يفعله، سواء في قاعات الدراسة، أو خلال محادثات الهاتف أو غيرها من المواقف التي تجعلنا نمسك الورقة والقلم ونطلق العنان للمخيلة، وفن الدودل يعني بجمع كمية كبيرة من العناصر في عمل واحد، سواء كانت مرتبطة ببعضها بطريقة أو بأخرى، أو غير مرتبطة، ويلاقي فن الدودل انتشاراً كبيراً في بعض الدول الآسيوية، مثل إندونيسيا والفلبين، حيث تُنظم لهذا الفن المسابقات التي يتنافس فيها الفنانون لعرض إبداعاتهم، كما تُقام فعاليات عديدة للاحتفاء بفنانيه».

بدأت أميرة مزاولة هذا الفن منذ 6 سنوات تقريباً، وتطورت فيه بمرور الزمن. تقول: «تدرجت من الرسم على الورق إلى الرسم الرقمي، والآن أرى لوحاتي في أماكن مختلفة في السلطنة، كأوراق حائط وفي لوحات الإعلانات. كما أقوم بعرض أعمالي في مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنها أكثر قدرة على إيصال «خربشاتي» إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وفيها أستطيع الاحتكاك بمختلف الفنانين من حول العالم، ومن مختلف الخلفيات الثقافية، وأقوم بعمل كل شيء بنفسي، حيث أصور وأمنتج فيديوهات أعمالي بمفردي، وفي أغلب الأحيان أصور أعمالي بنفسي، كي أتمتع بالاستقلالية وأنقل الصورة مثلما أريد بمنتهى الدقة».
وحول الأفكار التي تحملها رسوماتها، تقول: «أرسم في مختلف المواضيع المبهمة والواضحة، والتي تمسني بطريقة أو بأخرى؛ لأنني أؤمن بضرورة أن يلامس العمل الفني الفنان، أو يقنعه حتى ولو بنسبة بسيطة، ولذلك عند تعاملنا كفنانين مع مشروع معيّن، سواء مع شركة أو عمل تطوعي أو أي عمل آخر، تبقى القناعة التامة بالمواضيع المطلوبة مهمة جداً، حتى ينجح الرسم».
ويتطلب فن الشخبطة بحسب أميرة، دقة عالية، والسباحة في الخيال بسلاسة كي نستمر في وضع شيء بعد الآخر، شخصية بعد الأخرى، وهكذا يتكون العمل خربشة تلو الخربشة.
وتضيف: «أريد التشديد على أن الصبر هو عامل مهم وأساسي للفنان الذي يمارس هذا النوع من الفنون، فنحن نبني اللوحة بخطٍ تلو الآخر، حتى نحصل على لوحة مليئة بالتفاصيل».

انتشار

وعن مدى انتشار هذا الفن بين الشباب في السلطنة تقول أميرة: «يعد فن الدودل فناً جديداً نسبياً، والفنانون الصاعدون ما زالوا في خطواتهم الأولى ومعظمهم من الشباب. لكن كحال الفنون الأخرى، قد تأتي مرحلة من المراحل يكون الطلب فيها على هذا الفن عالياً جداً، أو يتمنى البعض أن يراها على الجدران أو المحلات أو الأماكن العامة، فيصبح الفنان مجبراً على العطاء، وفي سبيل ذلك توجهت لهذا العمل كي أضع بصمة تُذكر في المستقبل، وأتمنى أن أمثِّل بلدي في إحدى المسابقات العالمية في يوم من الأيام».

وقد شاركت أميرة المسلمية في «بيتشا كوتشا» مسقط، وهو حدث عالمي، يُقام في أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب الشباب الذين يمتلكون تجارب مميزة، وأيضاً شاركت في «بيهانس» مسقط 2015 وهو أيضاً حدث عالمي يُقام في أغلب مدن العالم، يستقطب الفنانين والمبدعين في مختلف المجالات.
وفي الختام تقول أميرة: «حان الوقت لنخرج من إطار المحلية إلى العالم، كي نريهم أننا نمتلك المواهب وأننا نستطيع أن نبدع أيضاً، فبقاء أعمالنا حبيسة المحلية، سيقيدنا، ويجعل طموحاتنا تبقى في أفق ضيق. علينا أن ننظر للأفق بكل عزيمة ونضع الطموح والتطور نصب أعيننا».