مصـــــر تفضـل ترامـب

الحدث الثلاثاء ٠٨/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
مصـــــر 

تفضـل 
ترامـب

القاهرة - خالد البحيري

تترقب مصر الإعلان الوشيك عن الفائز في سباق الانتخابات الأمريكية، وإن كانت كل المؤشرات ترجح كفة المخضرمة هيلاري كلينتون، وهو ما لم يكن تتمناه الحكومة المصرية، فالانسجام الواضح بين توجهات المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والجهود المصرية في مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، كان يؤشر لعلاقات دافئة بين القاهرة وواشنطن بعد فتور دام لسنوات في ظل قيادة الرئيس باراك أوباما، وموقفه السلبي من ثورة 30 يونيو وما تبعها من إجراءات يوم 3 يوليو 2013 أدت إلى الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم.

ورغم أن مصر لم تعلن تأييدها لأحد المرشحين، إلا أن الاحتفاء بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وترامب مؤخراً بأمريكا لا تخطئه العين، وأفرد الإعلام المصري مساحات كبيرة للحديث عن الوعود التي قدمها ترامب للسيسي ومنها أنه سيدعوه لزيارة رسمية إلى البيت الأبيض حال فوزه وأن أمريكا ستصبح حليفا لمصر يمكن الاعتماد عليه لسنوات، فضلا عن وصف المرشح الرئاسي للسيسي بأنه قائد رائع.
بينما كان الحديث عن لقاء الرئيس السيسي مع هيلاري كلينتون مقتصراً على العلاقات الثنائية وتطورات الأحداث بالمنطقة وجهود مصر في استكمال خارطة الطريق. لكن على ما يبدو فإن مصر ستكون مضطرة للتعامل مع هيلاري كلينتون كأول امرأة تصل إلى البيت الأبيض في تاريخ أمريكا، بما تحمله من خبرات تراكمية في ملفات الشرق الأوسط، وستظل الآليات التنفيذية التي كان يستخدمها الرئيس أوباما سارية المفعول لسنوات، بما في ذلك اللجوء إلى حلول تفاوضية وليس تدخلات عسكرية لحلحلة القضايا الساخنة بالمنطقة وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.محمد كمال فإن مصر تتوقع مزيداً من الضغط من جانب واشنطن لإعادة إدماج جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية من جديد، وإجراء مصالحة مجتمعية تضمن تخفيف القبضة الأمنية عن قيادات الجماعة وأعضائها.
كما أن كلينتون ورغم حذرها من تيارات الإسلام السياسي في المنطقة وتخوفها من وصول هذه التيارات للحكم، إلا أنها ترى حتمية دمجهم في النظم السياسية العربية، وهو ما ظهر جلياً عقب انطلاق ما يُعرف إعلامياً بـ«ثورات الربيع العربي».
في المقابل، نجد أن ترامب بعيد عن الإخوان أو التعاطف معهم، أو حتى في مسألة دمجهم في النظم السياسية العربية، فهو دوماً يربط التطرف وكل تيارات الإسلام السياسي، يراها كلها تيارات متشددة، ولا يعرف مسألة التفريق - كما الإدارة الحالية - بين تيار إسلامي يوصف بأنه معتدل، وتيار آخر يمكن وصفه بأنه متشدد، ويضعهم جميعاً في سلة واحدة.

في حين رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد جمال الدين بيومي أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ثابتة، ولا تتغير كثيراً بمن يفوز بالرئاسة باستثناء بعض الإجراءات البسيطة التي ربما تقوم بها هيلاري كلينتون والتي تفضل نقل بعض مناطق النفوذ من الشرق الأوسط إلى آسيا.

وأوضح أن الدبلوماسية المصرية قادرة على التعامل مع أية دولة وبخاصة الولايات المتحدة التي تجمعها بمصر ليست فقط علاقات دبلوماسية بل سياسية واقتصادية وعسكرية، وقد استطاعت أن تتعامل مع الرئيس جورج بوش الابن رغم مواقفه الحادة، وصحيح أن الرئيس مبارك امتنع عن زيارة أمريكا لسنوات لكن التنسيق والعلاقات كانت مستمرة.
واعتبر أن الشرق الأوسط وما يعانيه من قضايا شديدة التعقيد سيأخذ حيزاً أكبر من مجالات التعاون بين القاهرة وواشنطن، فمصر جزء من حل هذه المشكلات ولاعب رئيسي لا يمكن تجاوزه ولها دور كبير في الحفاظ على الأمن القومي العربي بصفة خاصة وأمن منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة.