المشغل الثالث ..من "النوايا" إلى "التطبيق"

بلادنا الاثنين ٠٧/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
المشغل الثالث ..من "النوايا" إلى "التطبيق"

مسقط – فريد قمر

لم تعد الخطوط العريضة التي أعلنتها السلطنة لتطوير قطاع الاتصالات مجرد توجهات عامة، إذ بدأت "النوايا" بالتحول إلى مشاريع حقيقية، مع إعلان هيئة تنظيم الاتصالات أمس عن بدء مراحل منح الترخيص لمشغل ثالث.
وستعلن هيئة تنظيم الاتصالات في الخامس عشر من الشهر الجاري على موقعها الإلكتروني تفاصيل عملية الحصول على وثيقة مذكرة المعلومات من قبل المهتمين.
وتقول عضوة مجلس الدولة المكرّمة ناشئة الخروصية إنه من غير المعروف بعد إذا كانت السوق في السلطنة مغرية لدخول مشغل ثالث، وتوضح في تصريح خاص لـ "الشبيبة" إن أهمية السوق من عدمها تحدده الشركات المستثمرة من خلال دراساتها للسوق وللأكلاف المتوقعة وحجم الاستثمار، وتتابع:" إن الأرقام في السلطنة واضحة والمعلومات عن السوق متوافرة، والمستثمر سيقوم بدراسة الأرباح المتوقعة ودخل الشركات الحالية وحجم المشتركين، وما يتبقى هو الشروط أو الظروف التي ستوضع أمام الراغبين في المشاركة، وهذه الشروط لا يمكن الكشف عنها لأنها غالباً ما تتسم بالسرية للحرص على الشفافية".
وتضيف أن "حجم الإقبال على الطلبات سيظهر إلى أي حد يكون السوق مغرياً لدخول مشغل ثالث".
وتؤكد الخروصية: "إن دخول المشغل الثالث سيطلق المنافسة مما ينعكس إيجاباً على المستخدمين، لكون الشركات ستسعى للمحافظة على أكبر حصص ممكنة في السوق من خلال حزمات وعروض وتحسين في الخدمات والأداء، وبالتالي فإن المشغل الثالث هو حاجة للقطاع".
لكنها تشير إلى أن بعض الخدمات لا ترتبط فقط بإرادة الشركات وإنما بالظروف المحيطة بها "فإذا كانت منطقة ما ليست فيها حزم عريضة للإنترنت، وكان الطلب قليلا فيها من غير الممكن أن تدفع الشركات مبالغ طائلة لتوصل الإنترنت لعدد قليل من المشتركين".
وعن أسعار الاتصالات توضح الخروصية: "لا يمكن البحث في أسعار الاتصالات بطريقة التجزئة، فالأسعار معروفة وشبه موحدة، لكن الفارق يكمن في طريقة فهم المشغلين لحاجات السوق فيصمم حزمات مخصصة لكل شريحة، فما يحتاجه المستهلك قد لا يتطابق مع حاجات مستهلك آخر، وكلما استطاعت الشركات أن تفهم حاجت مستخدميها استطاعت أن تكسب حصة أكبر من السوق، وهذا ما على المشغل الثالث أن يعمل عليه ليكسب حصة من السوق".
وتختم الخروصية إن فتح المنافسة بشكل كامل وتحرير الأسعار يساعد السوق بشكل كبير، ويطلق إمكانيات الشركات وتتاح البدائل أمام المستهلكين" مؤكدة أن فتح المنافسة "يسهل عمل هيئات تنظيم الاتصالات التي من مهمتها أن تمنع التجاوزات وتضمن تقديم افضل خدمة للمستهلك".
وأعلنت هيئة تنظيم الاتصالات أمس عن بدء مراحل عملية منح ترخيص لمشغل ثالث لإنشاء وتشغيل وصيانة واستغلال نظام اتصالات لتقديم خدمات الاتصالات العامة المتنقلة في السلطنة. وأوضحت الهيئة في بيان لها أن تعزيز المنافسة في سوق خدمات الاتصالات المتنقلة سيعود بفوائد عدة على المنتفعين وعلى اقتصاد السلطنة بوجه عام، تحقيقاً لمقتضيات السياسة العامة المرسومة من قبل الحكومة واتساقاً مع جهود الهيئة الرامية لتسهيل الدخول إلى سوق الاتصالات وفقا لأحكام قانون تنظيم الاتصالات.