الصراع الذي نخسره يومياً

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٧/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الصراع الذي نخسره يومياً

لميس ضيف
في نصيحته لأبي ذر، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه:
"وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له أربع ساعات: ساعة يُناجي فيها ربّه عزّ وجلّ، وساعة يُحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكّر فيما صنع الله عزّ وجلّ إليه، وساعة يخلو فيها بحظّ نفسه من الحلال، فإنّ هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستجمام للقلوب، وتوزيع لها، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مُقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه، فإنّ مَنْ حَسِب كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما يعنيه".
معضلتنا الأساسية اليوم هي في الوقت.. فهو يسابقنا ولا نسبقه، وهو عدونا لا حليفنا، يبدأ الأسبوع فينتهي دون أن يترك لك مساحةً لتحقيق ما عزمت عليه، وبهذه الوتيرة يمر الشهر، والعام، وقد ينقضي العمر دون أن ينال المرء من بلح الشام ولا عنب اليمن "ولا من كل صنوف الفواكه" شيئا، وقد يجد نفسه خسرانا للدنيا والآخرة معا!
لقد قدم لنا رسولنا الكريم وصفة سحرية، فالقاعدة تقول (كل دقيقة تخطيط توفر عليك 10 دقائق في التنفيذ) وهم يعنون بذلك الفرد الغربي المنتج، لا أمثالنا من المحنطين الذين قد توفر دقيقة التخطيط تلك عليهم يوما!
إننا لا نعاني من سوء إدارة الوقت فحسب، بل من غياب الانضباط الذاتي. وقدرتنا على الاحتيال حتى على قوانين صُممت لضبطنا خارجيا في الأعمال وسواها! يقول المفكر كوب ماير إن الانضباط الذاتي هو الطريقة الوحيدة للنجاح في هذا العالم المضطرب، وقد حدد تسع قواعد سلوكية لتحقيق الانضباط أولها الالتزام بعادة التفكير الواضح.
يقول ماير: هناك 3 أنواع من الناس: الذين يفكرون حقاً (وهم قلة)، وأولئك الذين يعتقدون أنهم يفكرون. وفئة عريضة لا تفكر ولا تحبذ التفكير أيضا! ويرى ماير أن الطريقة الصحيحة للتفكير هي الاسترخاء في مكان هادئ وبسط المشكلة/ الهدف على ورقة ومحاولة حصر حدودها والوصول لنقطة انطلاق.
أما القاعدة الثانية وهي الالتزام بوضع الأهداف يوميا "ومسبقا"، وأخيراً هناك فئة كبيرة من الناس لا تحبذ التفكير وتفضل الموت على التفكير. وركز ماير على إدارة الوقت بفاعلية، وتحديد الأولويات وهي قواعد قد نعرفها ولكننا نتجاهلها ثم نندب تعثرنا في إدارة حياتنا.
إن سيطرت على وقتك، فستسيطر على حياتك كلها، والعكس صحيح تماما، إن تسرب الوقت من بين أصابعك فحياتك قد تسربت أيضا، دون أن تدري.