وفق حسابات المكسب والخسارة العربية من احتمالي نتيجة الانتخابات الأمريكية كلينتون وترامب.. خياران أحلاهما مـــرٌّ

الحدث الاثنين ٠٧/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص

واشنطن - - وكالات

قد تختلف حيثيّات موقف مرشحي الرئاسة الأمريكية تجاه قضايا العرب ومنطقة الشرق الأوسط عامة، إلا أن النتيجة الأخيرة -كالعادة- أن القضايا العربية خاسرة في ميزان الانتخابات بشكل أو بآخر.

هيلاري تحافظ على تقدمها
ميدانياً، أفاد استطلاع جديد للرأي نُشرت نتائجه في وقت مبكر، أمس الأحد، أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون تتقدم بفارق خمس نقاط على منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وأضاف الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» و»ايه.بي.سي» أن كلينتون حصلت على نسبة 48 في المئة مقابل 43 في المئة. وكان استطلاع مماثل نُشرت نتائجه يوم الجمعة أظهر أن كلينتون حصلت على 47 في المئة مقابل 44 في المئة لترامب.

وأشار الاستطلاع الجديد إلى أن كلينتون تحظى بميزة وهي أن 55 في المئة من داعميها يقولون إنهم يؤيدونها هي في الأساس لكن 43 في المئة فقط من ناخبي ترامب ذكروا أنهم يدعمونه، فيما قال عدد أكبر ممن سيعطونه أصواتهم إنهم «يعارضون كلينتون في الأساس».

سباق نحو إسرائيل
تظل إسرائيل عموداً ثابتاً، الاقتراب منه ممنوع في أجندة كل المرشحين، ويتبدى ذلك بوضوح لأي متتبع لمواقف هيلاري كلينتون وخصمها العنيد دونالد ترامب، ممّا يجعل المفاضلة عربياً بينهما عملية غاية في التعقيد.

ترامب تعهد بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، بحسب ما أعلنته حملته.
وقال ترامب -خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- إن «القدس عاصمة أبدية للشعب اليهودي منذ 3000 عام».
على الجانب الآخر، شددت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال لقاء جمعها برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -شددت- على «المصالح الإستراتيجية» بين واشنطن وتل أبيب، وأكدت دعمها لصفقة المساعدات العسكرية الكبيرة التي وعدت فيها الولايات المتحدة إسرائيل مؤخراً. كما وعدت كلينتون نتانياهو بمساعدة إسرائيل على مواجهة «التهديدات الإرهابية» الإقليمية، بحسب ما أفادت حملتها.
وأعادت التأكيد على التزامها العمل من أجل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين عن الطريق التفاوض المباشر بين الطرفين».
وأضافت أن ذلك سيضمن «مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية وآمنة مع حدود معترف بها، ويقدم للفلسطينيين الاستقلال والسيادة والكرامة».

سوريا
فيما يتعلق بالملف السوري لم يلتفت أي من المرشحين لمعاناة السوريين ومن المرجح استمرار هذه المعاناة بغض النظر عن نتيجة السباق الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.

هيلاري كلينتون ترى أن إرسال واشنطن قواتها البرية إلى سوريا سيشكل خطأ في منتهى الخطورة. وأكدت كلينتون تعويلها على إرسال الخبراء والمستشارين العسكريين إلى سوريا، موضحة أن هذه الاستراتيجية قد أظهرت فعاليتها في العراق.
وفي معرض ردها على سؤال عن السياسة التي تعتزم انتهاجها تجاه سوريا في حال وصولها إلى البيت الأبيض، وصفت كلينتون الأوضاع في سوريا بأنها كارثية، مشددة مجدداً على سعيها إلى إقامة مناطق حظر جوي آمنة في هذه البلاد، وذلك دون أن توضح الأساليب التي ستلجأ إليها لتطبيق هذا المشروع في ظل وجود سلاح الجو السوري والروسي هناك.
دونالد ترامب لم يستبعد إمكانية شن ضربات على الأهداف التابعة للنظام في سوريا.
ووجه انتقادات شديدة إلى منافسته كلينتون، قائلاً إنها تتحدث عن «المعارضين» دون معرفتهم.
وقال ترامب: «في كل مرة ندعم فيها المعارضين، سواء كان ذلك في العراق أو غيره، فإننا نسلح هؤلاء الناس... وفي نهاية المطاف يصبحون أسوأ الناس».
وأكد ترامب ضرورة أن توحد واشنطن وموسكو جهودهما في مكافحة تنظيم «داعش»، معرباً عن أمله في إقامة علاقات طيبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحقيق هذا الهدف. وقال المرشح الجمهوري: «لا أتعاطف مع الرئيس الأسد، ولكنه يحارب تنظيم «داعش»، كما تحاربه روسيا وإيران».

داعش
ترامب يرى أن قوة السلاح فقط هي الأنسب للتعامل مع تنظيم «داعش»، لدرجة أنه لم يستبعد استخدام النووي للتخلص منه، قائلاً في مقابلة مع قناة «إم إس إن بي سي» الأمريكية في 20 مايو الفائت: «سأقوم بمحاربة داعش بكل ما لدينا وسأوجه كبار القادة العسكريين لتكبيدهم شر هزيمة». أما هيلاري كلينتون فترى أن مكافحة الإرهاب تكون وفق إستراتيجية شاملة، تتضافر فيها الجهود على الأصعدة العسكرية والدبلوماسية والمالية والإعلامية كافة، وتعتبر أن الحرب على الإرهاب «عالمية» تتشارك فيها جميع الأطراف وتقودها الولايات المتحدة.

اللاجئون

ترامب يتبنى سياسة وقف تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط، ويتهمهم بانتزاع وظائف من المواطنين الأمريكيين ويتحدث عن أن فقراء بلاده أولى بالأموال التي تنفق على اللاجئين السوريين. وفي 23 يوليو الفائت، قال ترامب: «سأمنع السوريين من دخول هذا البلد على الفور، تريد هيلاري كلينتون زيادة عدد الوافدين 550% مقارنة بباراك أوباما، أعتقد أنها مجنونة»، بحسب مقابلة أجراها مع قناة «إن بي سي».

وفي 5 مايو الفائت أظهرت دراسة لمركز «بيو» الأمريكي للأبحاث أن 85% ممن تم استطلاع آرائهم، ويدعمون ترامب، يرون أن اللاجئين الفارين من «داعش» يمثلون تهديداً.
أما كلينتون فتتبنى موقفا معاكساً لمنافسها حيث تدعم أزمة اللاجئين وأعلنت عزمها إنشاء وزارة جديدة لشؤون المهاجرين حال فوزها بالانتخابات. وفي 13 أبريل الفائت، خلال لقاء في مدينة نيويورك مع نشطاء مدافعين عن حقوق المهاجرين، قالت إنها ستوسع جهود قوة المهام للأمريكيين الجدد التي أنشأها الرئيس باراك أوباما العام 2014 لمساعدة المهاجرين واللاجئين على الاندماج بصورة أفضل في الولايات المتحدة. ومع استقبال أوروبا أعداداً كبيرة من الفارين من الحرب السورية، في الخريف الفائت، وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستقبال 10 آلاف لاجئ بنهاية العام المالي 2016.