مصر.. الإرهاب يغير تكتيكاته

الحدث الأحد ٠٦/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
مصر.. الإرهاب يغير تكتيكاته

القاهرة - خالد البحيري

15 يوما مرت ثقلة على قوات الأمن المصرية، إذ شهدت اغتيال ثلاثة من كبار قادة الجيش المصري، اثنان منهما في شمال سيناء والثالث بمدينة العبور.. والبداية كانت باغتيال العميد أركان حرب عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة المدرعة بالجيش المصري أمام منزله بمنطقة العبور شمال العاصمة المصرية القاهرة، ولم تمض سوى بضعة أيام حتى تم اغتيال قائد كتيبة الصاعقة (نخبة) العقيد رامي حسنين، إثر تفجير مدرعة بمحافظة شمال سيناء، وأمس الأول الجمعة أطلقت جماعة مسلحة النار على ضابط جيش برتبة عميد يدعى هشام شاهين (50عامًا) خلال عودته من صلاة الجمعة بمدينة العريش ما أسفر عن مقتله في الحال.
الأمر الذي يفتح الباب واسعا للحديث عن تغيير الجماعات الإرهابية التي تلاحقها قوات الأمن المصرية وتدك حصونها من كل الجهات منذ العام 2013 من تفجير المدرعات والمجنزرات والأكمنة الأمنية بمسرح العمليات إلى سلاح الإغتيالات فيما يمكن تسميته بتكتيك اصطياد القطط السمان، مما يضع أجهزة الأمن في مأزق حتى صعوبة تأمين جميع القيادات العليا والمؤثرة في مؤسستي الجيش والشرطة، فضلا عن اتساع مسرح العمليات والمتابعة من شمال سيناء إلى القاهرة وربما تشهد الأيام القادمة دخول محافظات جديدة ضمن المناطق المستهدفة.
ويأتي ذلك متواكبا مع تغيير تكتيكات الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط والتي باتت تعتمد على ما يعرف بـ"الذئاب المنفردة" وهي مجموعات صغيرة تتكون من شخصين أو ثلاثة أشخاص يقومون بتنفيذ عملية ما دون مواجهة مباشرة مع قوات الأمن أو الجيش في البلد المستهدف، ودون ارتباط وثيق بالجهة المتطرفة التي تحركهم وفقا لأبعاد عقائدية واجتماعية وإنسانية..
وبحسب خبراء الأمن فإن ظاهرة "الذئاب المنفردة" تمثل بالنسبة للأجهزة الأمنية "الرعب الجديد"، ومنعها من ارتكاب "أعمال إرهابية" يمثل التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية.
ويشير الخبراء إلى أن الأشخاص الذين يتصرّفون بطريقة فردية يمثلون خطرا أكبر من تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة والتنظيمات المتفرّعة عنه. وتوقعوا أن يصبح هذا "التكتيك" الجديد أكثر بروزا في الأشهر المقبلة.
وفي اتصال هاتفي مع الشبيبة أوضح الخبير الأمني اللواء أبوبكر عبدالكريم أن "الداخلية المصرية" تقود حرباً ضد الإرهاب، وأن حوادث الاغتيالات تؤكد حجم الخطر المحدق بمصر، وأن الوزارة قادرة على ضبط المتورطين في الحادث وتقديمهم إلى العدالة، مؤكداً قدرة وزارة الداخلية على كشف الجناة، وأن الوزارة لم تترك حادثاً من قبل يمر مرور الكرام، وأنه تم تقديم المتورطين في قضايا إرهاب سابقة إلى العدالة.
وقال إن مصر أصبحت في حاجة ملحة إلى تشريعات قانونية صارمة لمواجهة تلك التنظيمات الإرهابية، وأنه بعد اغتيال قيادات بهذا الحجم فإن الموقف أصبح خطيراً، وأنه لابد أن تكون هناك ضربات استباقية تستهدف الكيانات الإرهابية، وألا يكون الأمر مجرد رد فعل لما يقوم به الإرهابيون، ولابد أن تكون مثل هذه الحوادث درسا للجهات التأمينية، لتعديل خطط التأمين للشخصيات المهددة.
وعلق الخبير الاستراتيجي، وكيل جهاز الأمن الوطني الأسبق، اللواء جمال أبو ذكري على هذه الحوادث بقوله إن هناك مخطط إخواني لاستهداف رجال القضاء والجيش والشرطة للانتقام لقيادات الجماعة ضد الأحكام التي صدرت بحقهم مؤخراً، معتبراً أن حوادث الاغتيالات الأخيرة بمثابة نفس أخير يتنفسه أعضاء الجماعة الإرهابية.
وشدد أبو ذكري على وجود مخطط أجنبي للنيل من استقرار الشارع المصري، ووصفه بالمخطط الصهيوني وأن جماعة الإخوان ومشايعيها ينفذون ذلك المخطط حتى آخر نفس يتنفسونه، ولكن قوات الأمن المصرية قادرة على التصدي لهذا المخطط والسيطرة على الأوضاع في الداخل المصري.