المرشحون المستقلون يدفعون ضريبة "التهميش" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

الحدث السبت ٠٥/نوفمبر/٢٠١٦ ١٦:١٢ م
المرشحون المستقلون يدفعون ضريبة "التهميش" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

"الحزب الثالث" ذلك التوصيف الذي تدفع ضريبته الأحزاب المستقلة والتي لا تحظى بقدر كاف من اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية بالانتخابات الرئاسية، بقدر التركيز على الحزبين الرئيسيين "الديمقراطي" و"الجمهوري"، لم لا ولجنة المناظرات المكونة من هذين الحزبين وضعت عدة شروط لمشاركة أي حزب ثالث في هذه المناظرات من بينها ضمان حصول المرشح الثالث على نسبة 15% من استطلاعات الرأي العام ليتم قبوله في المناظرات؛ حتى يعرفه الناخبون.
يضاف إلى ذلك، هذا الإرث التاريخي الكبير الذي يتمتع به الحزبان "الديمقراطي" و "الجمهوري" في الولايات المتحدة، فمنذ نشأتهما ويلعب الحزبان دورا بارزا في تاريخ البلاد، بداية من عصر التطور السياسي الأمريكي كحزب واحد تحت مسمي "الحزب الديمقراطي - الجمهوري"، ثم الانفصال فيما بعد وتطور كل حزب على حدة.
وعقب هذا الانفصال سعى الحزبان الكبيران لرسم توجهاتهما السياسية على اعتبارات ومبادئ منفصلة، إلا أن الأرضية المشتركة التي جمعت بينهما دائما هي الحفاظ على وحدة وحرية وديمقراطية الولايات المتحدة.
الانتخابات الرئاسية يبرز فيها مرشحان مستقلان عن حزبي "الخضر" و"التحريري"، وبقدر معرفة المواطنين الأمريكيين بهذين الحزبين إلا أنهما لا ينالان القدر الكافي من التغطية الإعلامية على برامجهما.
حزب "الخضر"، وهو حزب معني بقضايا البيئة والعدالة الاجتماعية، وقد تأسس عام 1984، وشارك في الانتخابات الرئاسية و في انتخابات ولايات وانتخابات محلية وغيرها، ويعد "رالف نادير" أحد أشهر منتسبيه والذي رشح نفسه للرئاسة الأمريكية عام 2004 كمستقل، وكان الجميع شبه متأكد من عدم إمكانية حصول "نادير" على أي صوت أمام جورج بوش، إلا أنه فعل، وبحصيلة قاربت 97000 صوت، وهو ما كلف جورج بوش الكثير في حملته الانتخابية.
وبالعودة إلى انتخابات الثامن من نوفمبر الجاري، يثور تساؤل: "هل تفعلها جيل إلين ستاين؟"، إنها المرشحة عن حزب "الخُضر" التي لا تتمتع بحملات إعلامية شرسة كمنافسيها دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري أو هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي.
"جيل إلين ستاين" هي الطبيبة الأمريكية والمرشحة الوحيدة التي ذكرت مشكلة الاحتباس الحراري في خططها، ووعدت بتوفير فرص عمل حكومية بميزانية تبلغ 500 بليون دولار، إضافة إلى وعدها الذي أسمته بـ "الصفقة الخضراء الجديدة" ويختص بالنظام الصحي ليقوم بالتقليل من نسب مرض السكري والربو في الولايات المتحدة الأمريكية.
في سبتمبر الماضي، صدرت مذكرة اعتقال بحق "ستاين" خلال تظاهرة خط أنابيب يرفضها السكان الاصليون في "داكوتا" قرب محمية لقبيلة "سيو".
أما المرشح المستقل الثاني فهو "غاري جونسون" عن الحزب التحرري أو "الليبرتاري" وهو السياسي ورجل الأعمال، وحاكم ولاية نيو ميكسيكو والذي يطلق عليه في أوساط حزبه بـ "الخيار الثالث" في مواجهة ترامب و كلينتون.
وكالة الأنباء القطرية /قنا/ رصدت ردود أفعال الشارع الأمريكي عن هذين المرشحين "ستاين" و "جونسون"، وكان لافتا أن عددا من المواطنين لم تخلو إجاباتهم من "التهكم" حينا و"الاستغراب" حينا آخر من وجود أربعة مرشحين للمنافسة في الانتخابات الرئاسية وليس اثنان فقط، فيما يعرب آخرون عن دهشتهم من أن ستاين وجونسون لا يزالان في سباق الرئاسة.
وفيما عدا استطلاعات الرأي العامة ونتائج التوقعات التي تبين نسبا ضعيفة من دعم الناخب الأمريكي لهما، فإن العالم يكاد لا يعرف شيئا عن هذين المرشحين وبرامجهما الانتخابية، حيث لم تتجاوز أعلى نسبة للتصويت في استطلاعات الرأي الوطنية الأمريكية 10 في المئة والتي كانت من نصيب جونسون.
شرط "جائر" هكذا يصف ناشطون في الحزب "التحرري" ممن التقتهم /قنا/، طلب لجنة المناظرات ضمان حصول المرشح الثالث على نسبة 15 بالمئة في استطلاعات الرأي العام ليتم قبوله في المناظرات الرئاسية، وهو ما دفعهم إلى التظاهر قبل آخر مناظرة بين كلينتون و ترامب احتجاجا على ذلك، مؤكدين أن الكونغرس لم يصادق على هذا الشرط، كما لم ينص عليه الدستور.
"إنها صنيعة الحزبين الجمهوري والديمقراطي ليقطعا الطريق على أي حزب ثالث في المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة، ويحرمانه من فرصة المشاركة في المناظرات التي تضع المرشح محط أنظار وسائل الإعلام، وهو ما يؤدي الى زيادة شعبيته ومنحه فرصة حقيقية للتنافس"، هكذا كان اتهامهم.
وأضافوا إن "الناخب الأمريكي، في ظل هذه الظروف، لا يعرف عن مرشحي الأحزاب المنافسة خارج الحزبين الجمهوري والديمقراطي شيئا بسبب إغفال الإعلام الأمريكي عنهم وعدم تمكنهم من جمع التبرعات المالية لتمويل حملاتهم الانتخابية".
ويسيطر الحزبان الديمقراطي والجمهوري بشكل تقليدي على مسرح الحياة السياسية في الولايات المتحدة، ولم تسمح السمات المميزة لنظام الحزبين بوجود فرصة حقيقية لبروز اتجاهات حزبية ثالثة كبرى على الساحة السياسة، وذلك لأسباب عدة أهمها: نظام الانتخاب الأمريكي بما في ذلك قوانين الانتخابات وطرق إدارة الحملات الانتخابية وبروز جماعات الضغط وجماعات المصالح بشكل كبير في حساب دور كل من الحزبين.
والحزب الديمقراطي، هو أحد الأحزاب السياسية، الرئيسية في الولايا المتحدة، مثل (الحزب الجمهوري)، ويعد أقدم الأحزاب السياسية المعاصرة، وتعود أصول الحزب إلى ما كان يسمى بـ "الحزب الجمهوري-الديمقراطي" الذي تأسس عام 1792 على يد توماس جيفرسون، الرئيس الثالث في تاريخ الولايات المتحدة، ورفيقه جيمس ماديسون، وقد تأسس في عام 1824 علي يد جاكسون و كراوفورد.

المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا)