صلالة - ش
اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي إثر فاجعة وفاة الطفل المنسيّ في حافلة المدرسة بمنطقة المعبيلة في ولاية السيب العام الفائت ليتكرر المشهد لحادثة مشابهة في إحدى المدارس الخاصة بصلالة، إذ تم نسيان طالبة في السادسة من عمرها داخل الحافلة لفترة أكثر من ساعة ونصف ولكن العناية الإلهية حالت دون وفاة الطفلة.
ويسرد لنا والد الطفلة عامر الشنفري قصة الحادثة قائلا: ابنتي تدرس في إحدى المدارس الخاصة وعندما اقترب موعد عودتها من المدرسة لاحظت بأنها تأخرت، فبدأت أقلق ومن فضل الله أني كنت في المنزل ذلك اليوم. وعلى الفور اتصلت بسائقي الحافلة الأربعة للمدرسة وأكدوا أن الطفلة ليست معهم.
وذكر أحد السائقي أنه رأى الطفلة في طابور صعود الحافلة وبعدها لم يرها، وللتأكد اتصلت بوالدتها لربما أخذتها هي من المدرسة ولكنها أكدت أنها لم تقم بذلك.
علما أن ابنتي كانت في الحافلة من الساعة 12:30 ظهراً حتى ما يقارب الساعة 2:10 نائمة ولم ينتبه أحد لها، ولله الحمد لم تصب ابنتي بأي مكروه لأننا تداركنا الموقف بسرعة.
ويتسآل الشنفري عن دور مشرفة الحافلة التي كانت موجودة في الحافلة ومن هي؟، ويضيف: للأسف هناك حلقات مفقودة الكل يلقي الاتهام على الآخر؛ الإدارة وسائق الحافلة والمشرفة وأصبحنا في دوامة.
ويتمنى من وزارة التربية و التعليم أن تكون هناك ضوابط واشتراطات في مثل هذه الحالات لاسيما في المدارس الخاصة، على أن تكون هناك مشرفة على ثقة وتكون لديها القدرة على تحمل المسؤولية.
إرشادات لمنع تكرار الحادثة
وتقول نائب مدير مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس د.مها عبد العزيز العاني في تصريح سابق لـ "الشبيبة" "إن غالبية حالات وفيات الأطفال في حافلات المدرسة تحدث عندما يكون الطفل نائماً، لذلك يجب على الأم أن تجعل ابنها ينام باكراً حتى لا تتسبب قلة النوم في أن ينام صباحاً في الحافلة.
وتضيف: "إذا كانت الأم تلاحظ أن طفلها ينام في السيارة عادة، فينبغي عليها تنبيه السائق والمشرفة وإعلامهما بالأمر ليكونا أكثر حذراً".
وأشارت إلى أنه "من المهم تعليم الطفل التواصل مع زملائه في الحافلة ومع المشرفة، وعدم الانعزال عنهم، فيتعلم تحمل مسؤولية نفسه والانتباه إلى زملائه. فإذا ما حصل موقف بأن نام الطالب في الحافلة، قد ينبه الأطفال الآخرون المعلمة بأن زميلهم لم ينزل معهم".
وتوضح أن إدارة المدرسة لها دور في هذا الجانب، إذ يجب أن تتقن اختيار السائق والمشرفة ومعلماتها بدقة. ولا تستهين باختيار أي سائق بعد اجراء مقابلة معه دون النظر لقدرته على تحمل المسؤولية أو نشاطه، ذلك أن السائق يحمل أرواح أطفال أبرياء.
وما يدعو لاختيار سائق نشيط هو قدرته على التأكد من خلو الحافلة من أي مستلزمات للطلبة، والطلبة أنفسهم. وكذلك بالنسبة لاختيار المشرفات الجيدات.
وتشرح الطبيبة المتخصصة في الأمراض الباطنية د. زبيدة الفلاحية لـ "الشبيبة" "أن الطفل يتعرض بعد مكوثه فترة طويلة في سيارة مغلقة لحوادث الاختناق بسبب تسرب غاز أول أوكسيد الكربون والغازات السامة الأخرى إلى داخل المركبة. إذ إن غاز أول أوكسيد الكربون غاز سام لا لون له ولا رائحة، ويتسرب إلى الجسم بسهولة فجزيئاته قادرة على الارتباط مع الهيموجلوبين أكبر من قدرة جزيئات الأوكسجين، وبالتالي بعد التعرض لهذا الغاز يصاب الجسم بنقص أوكسجين حاد بالإضافة إلى الأجهزة الأساسية كالجهاز العصبي مما يؤدي إلى نعاس يليه نوم عميق ثم الغيبوبة وبعدها الموت".
وتضيف "أن هذا الغاز تحديداً تكفيه 10 دقائق فقط لكي يُفقد الجسم الأوكسجين".