المسرحيون وجمعيتهم!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٢/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
المسرحيون وجمعيتهم!

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahby
alrahby@gmail.com

وقفت الجمعية العمانية للمسرح أمام تحديات وصعاب عدّة، وتدفع ثمن غياب التأسيس الجيّد حينما بدأت بتبعيتها لأسماء معيّنة وخرجوا بطريقة يعرفها المسرحيون دون حاجة إلى سردها، خاصة في يوم تحتاج فيه إلى تجاوز "الماضي" واعتباره مشهدا "سيئا" لا يفترض إعادته على خشبة تنظر إلى الجمهور، و"تنتظره".
يقف المسرحيون اليوم لاختيار مجلس إدارة لجمعية تعبت من مجالس الإدارات، وهي تتعاقب، وتجتهد لتؤسس لكن هناك من المعوقات ما يدفعها للتقهقر، وأكبر"معوق" لعمل الجمعية هم المسرحيون، وقد انفضوا عنها، وتركوها عارية في وجه العواصف، يترقبون سقوطها، فيحزن البعض ويشمت آخرون.. ومنهم من يتمسك بالأمل، لكن ما يحدث عطّل حركة التطور داخلها، وفي كل مرة تأتي إدارة تبدأ العمل من الصفر، مع أن ما وصلت إليه الآن من حالة تجمّد محسوبة على ما تحت الصفر.
هل القضية الوصول إلى مسميات من نوع رئيس الجمعية أو سائر المسميات، حتى إذا بدأ العمل الحقيقي تداعى البناء "الإداري" على وقع انفضاض المشتغلين بالمسرح عن "بيتهم" فلا يوجد حتى من يساهم بالقليل لدفع إيجاره، فكيف بالمحافظة عليه ليكون "ملتقاهم" الفني، ومظلتهم بدلا من الفرقة وتبادل الاتهامات؟!
هناك من يردد أن "إدارتنا كانت أحسن" وهذا "صائب" في بعض الجوانب ربما، إذ أنها وجهة نظر ينبغي احترامها، لكن البناء بقي هشّا، ولا يقاوم عوامل التعرية بعد أن تخلّت الدولة عن المسرح بوقف الدعم، في ظل غياب مقر للجمعية، والمسرح قديم في عمان وحقق نجاحات عدّة، محليا وخارجيا، قبل أن يتراجع في السنوات الأخيرة، بينما تجد جمعية "كالسينما" مقرا لها، ومع استحقاقها والاعتراف بذلك، إلا أن (المشتغلين) بأبي الفنون في بلادنا عددهم لا يقارن (بالمجرّبين) في الفن السابع.
هل يسدل الستار على "الماضي" بعد انتخابات الجمعية اليوم؟ أم أن "العرض" سيتكرر، ويبقى الفائزون وحدهم يعيشون نشوة الفوز بضعة أيام حتى إذا حانت لحظة مواجهة الظروف والتحديات "بردت" الهمم، وعلى "الجمعية" الانتظار عامين آخرين ريثما تنتهي فترة هذه الإدارة، وتأتي واحدة بعدها، علما أن إصرار مجالس الإدارات على البقاء خلال الفترة القانونية بإكمالها حتى يومها الأخير "غريب" جدا، رغم أن هناك استقالات فردية، و"المثير" أن "المستقيلين" يتوقعون قبول طلبهم بينما الوزارة لم يصلها.. شيء!!
بعد سنوات من غياب مفهوم "الانتخاب" أشعر أن هناك رغبة جادّة في إعادة البيت المسرحي إلى مساره الصحيح، وأن ما حدث في السنوات الماضية "مجرد بروفات" للوصول إلى التجربة الحقيقية لتحقيق النجاح، وفي ظني أنه على هذه الجمعية أن تثبت نفسها كرهان ناجح لكل المسرحيين لتجد الدعم الحكومي، وعلى الأغلب فإن نجاح الفرق المسرحية حافز لتكون مع الإدارة الجديدة بدلا من التعامل معها على أنها "فرقة أخرى" لا علاقة لهم بها!
هي فرصتكم، فلا تؤجلوها عامين آخرين.. والفائزون "أيّا كانوا" شركاؤكم في هذا الفعل الفني الراقي، فابقوا معهم لتبقى خشبتكم متوهجة.