اللبان.. عنوان للتواصل الحضاري بيـن السلطنـة والعـالـم

بلادنا الأربعاء ٠٢/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
اللبان..
عنوان للتواصل الحضاري 

بيـن السلطنـة والعـالـم

مسقط - سعيد الهاشمي

تعد شجرة اللبان في السلطنة عنواناً للحضارة والتاريخ الضارب في جذور الزمن، فقد كانت جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم، تنتشر بشكل رئيسي في محافظة ظفار ولها العديد من الاستخدامات، كما اكتشف مؤخراً أن لها فوائد لعلاج أمراض خطرة كالسرطان.

علاج ناجع

فقد أكد عميد البحث العلمي بجامعة نزوى أ.د. أحمد بن سليمان الحراصي أن اللبان له دور في إيجاد علاجات فاعلة لأمراض خطرة كمرض السرطان، وقال: يمكن أن نستخلص منه مادة (AKBA) وهي مادة ذات أهمية طبية فهي ذات قدرة رهيبة في القضاء على خلايا سرطان القولون بتركيز منخفض جداً وبدرجة ثلاثة أضعاف العلاج المستخدم حاليا في علاج سرطان القولون، واستطاع هذا المركب القضاء على سرطان المعدة ومنع تضاعف هذه الخلايا، وأيضا استطاع هذا المركب القضاء على خلايا سرطان الدم المصابة، كما استطاع تثبيط خلايا سرطان البنكرياس، كما استطاع منع تضاعف خلايا الكبد المسرطنة بتنشيط الكاسباس، وهناك الكثير من الأبحاث حول فعاليته في علاج سرطان الثدي والذي يعد الأكثر شيوعا لدى النساء في السلطنة والعالم، ومرة أخرى يبرهن مركب الـAKBA أنه الأكثر فعالية للقضاء على خلايا سرطان الثدي المصابة وذلك بتركيز منخفض جدا.
وأضاف الحراصي: تفوّق مركب الـAKBA الآمن المستخلص من اللبان على أدوية الستيرويد - ذات الأثر الجانبي- المستخدمة لعلاج سرطان الدماغ، واستطاع مركب الـABA المستخلص من اللبان علاج سرطان الجلد والتمييز بين الخلية المصابة والخلية السليمة، كما أكدت البحوث والتجارب على قدرة أحماض اللبان ومشتقاتها على العمل كمضادات للبكتيريا والفطريات والميكروبات والالتهاب والألم وقرحة المعدة وأمراض الجلد وأمراض الجهاز التنفسي والربو وأمراض الشرايين وأمراض الجهاز الهضمي والتهاب المفاصل بالإضافة إلى زيادة الذكاء.

اللبان المغشوش

وأكد مدير دائرة مكافحة الغش التجاري بحماية المستهلك عبـد الحــكيم بن عبد الله الغيلاني أن دائرة مكافحة الغش التجاري بهيئة حماية المستهلك تقوم بمكافحة السلع السيئة والخدمات قليلة الكفاءة والصفقات غير العادلة والعناية بشؤون المستهلك ورعاية مصالحه والمحافظة على حقوقه وتبني قضاياه لدى الجهات العامة والخاصة وحمايته من جميع أنواع الغش والتقليد والاحتيال والخداع والتدليس، وهذه هي الركيزة الأساسية التي قامت عليها أهداف هيئة حماية المستهلك، ومن هذا المنطلق قامت دائرة مكافحة الغش التجاري بتنفيذ جولات ميدانية للمحلات المخصصة لبيع اللبان ومنتجات البخور وذلك للتأكد من مدى التزامها بالقوانين والنظم المعمول بها في السلطنة، حيث تم اكتشاف بعض أنواع البخور السيئة قليلة الجودة وعديمة الرائحة التي تمت صناعتها باستخدام نشارة الخشب التي يتم جلبها من ورش ومحلات النجارة وخلطها مع مواد عطرية مركزة بالإضافة إلى استخدام بعض الزيوت والسكر.
وحول كيفية ضبط اللبان والبخور المغشوش قال الغيلاني: إن البخور سلعة رائجة في المجتمع العماني فلا يخلو بيت من استخدام البخور بصفة مستمرة وهو موروث شعبي ويستطيع أي شخص التفريق بين البخور والخشب عند احتراقه، وفي إحدى الجولات التفتيشية على سوق مطرح لاحظ بعض المفتشين أن مادة البخور التي تباع في السوق رديئة جدا وتم شراء بعض العينات منها وإحالتها إلى المختبر للفحص وتبين بأنها عبارة عن أخشاب معطرة، فتم التحري عن مصدر هذا البخور وفوجئنا بقيام قوى عاملة وافدة بصناعة البخور من نشارة الخشب والسكر في أحد المنازل المتهالكة بولاية مطرح حيث تم ضبط ما يقرب من (21,347) ألف كيلو من البخور المغشوش وتمت إحالة القضية إلى الإدارة العامة لقضايا حماية المستهلك بالادعاء العام لاستكمال باقي إجراءات القضية.
وعن أعداد الضبطيات، قال الغيلاني: تعتبر هذه الواقعة الأولى من نوعها فلم تسجل دائرة مكافحة الغش التجاري بالهيئة العامة لحماية المستهلك أي بلاغ أو مخالفة غش تجاري في منتجات اللبان والبخور، وقد سبق للهيئة أن ضبطت قوى عاملة وافدة تقوم ببيع البخور الرديء جدا في محافظة ظفار وذلك في مواسم الخريف، وتم بيعه للمستهلكين على أنه بمواصفات عالية وبمعلومات كاذبة عن المنتج.

يقول حمد الكيومي -بائع عطور وبخور ولبان- يستخدم اللبان كمادة مهمة في صناعة البخور ذي الجودة، الذي يستخدم في المناسبات الاجتماعية المرتبطة بعادات الزواج والولادة، وكذلك يستخدمه البعض للعلاج.

ويقول أحمد المعمري: كان يوجد في مزرعتنا -في جنوب الباطنة- شجرة لبان، وعند ارتفاع درجة الحرارة نقوم بكشط القشرة الخارجية لجذع الشجرة وأغصانها عدة مرات، في المرة الأولى نتركه أسبوعين وبعدها نجرحه ثانيا ونتركه أسبوعين وبعد ذلك نقوم بجني اللبان.

استخدامات متعددة