قصة عراقي فر من داعش على كرسي متحرك

الحدث الثلاثاء ٠١/نوفمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٣ م
قصة عراقي فر من داعش على كرسي متحرك

ذرف عباس علي الدموع بينما كانت زوجته تدفعه ببطء على كرسيه المتحرك في طريقهما للخروج من قريتهما بشمال العراق في رحلة هروب محفوفة بالمخاطر عبر طريق شهد مقتل زوجين قبل ثلاثة أيام برصاص قناصة تنظيم داعش لدى محاولتهما الفرار من حكمه.
ونظر علي وزوجته- وبرفقتهما أولادهما الأربعة- خلفهما ليريا ما إذا كان لا يزال هناك ارهابيون لن يتوانوا عن تنفيذ تهديدهم بإطلاق النار على كل من يحاول الفرار حسبما اوردت وكالة رويترز للانباء

واستعادت القوات العراقية والبشمركة عشرات القرى في إطار عملية عسكرية انطلقت في 17 أكتوبر لطرد التنظيم من مدينة الموصل معقلهم الرئيسي في العراق.
وتشجع الناس الذين يعيشون في بلدات تسيطر عليها الدولة الإسلامية بعد تلك المكاسب المدعومة بغارات جوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.
لكنهم يواجهون قرارا صعبا- هل يغامرون بحياتهم للاستفادة من القوة الدافعة لهجوم القوات العراقية أم يبقوا على ما هم عليه؟

ونشر التنظيم الخوف في البلدات والقرى التي يسيطر عليها بتحذير واضح بقتل كل من يحاول الهرب. وقال ساكن آخر تمكن من الهرب إن شخصا ألقي القبض عليه أثناء محاولته الفرار تلقى 95 جلدة.
وقال علي "نشروا التحذيرات لكننا لم نتمكن من التحمل أكثر من ذلك. الحياة كانت صعبة للغاية."
وتنقل قوات البشمركة اللاجئين إلى مخيمات أقامتها السلطات العراقية للتعامل مع التدفق المتوقع للهاربين من الحكم القاسي للدولة الإسلامية.

وعندما عاد علي للبكاء مجددا لجأت زوجته بشرى المغطاة بالملابس السوداء من رأسها حتى أخمص قدميها وفق تعليمات داعش لصب المياه على رأسه في محاولة لتهدئته في منطقة صحراوية لا تبعد كثيرا عن قرية أخرى ما زال يسيطر عليها 120 من المتشددين.

وقالت بشرى وهي تمسح الغبار عن وجوه أولادها بمياه من زجاجة "منعونا من كل شيء يمكن أن تتصوره. لا يجوز فعل هذا ولا ذاك. الله لا يرحم داعش."

واستند على حائط بالقرب منها أقارب وهم شبان كانت لحاهم بالطول الذي حددته داعش التي أدار مقاتلوها كل كبيرة وصغيرة في الحياة اليومية بوحشية بدءا من شعر الوجه وحتى المدارس.
وجلس الشبان بصبر بينما كان الضابط قمر رشيد من البشمركة يدقق في بطاقات هوياتهم.
وقال رشيد "يجب أن نتأكد أنهم لا ينتمون لداعش."
وقال أحد الرجال مبتسما "أنا أدخن للمرة الأولى منذ وقت طويل" متذكرا كيف كان التدخين ممنوعا تحت حكم داعش وكانت عقوبته خمسين جلدة علنا.