مسقط -
دشنت الهيئة الوطنية للمساحة عدداً من المشاريع الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بالبنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية الوطنية بالسلطنة، والتي تعد بمثابة الركيزة الأساسية لجميع أنشطة المساحة وإنتاج البيانات الجغرافية والخرائط، والتي سوف تخدم جميع مستخدمي معلومات الجغرافيا المكانية في السلطنة، فضلا عن كونها معياراً لتوافق البيانات الجغرافية المكانية المنتجة، حيث ستعمل على تقليل وتوفير التكاليف، ما سيكون له الأثر الإيجابي في تعزيز الاقتصاد الوطني بشكل عام.
بدأ حفل التدشين الذي أقيم صباح أمس بمقر الهيئة الوطنية للمساحة في معسكر بيت الفلج برعاية الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي، بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، ثم ألقى العميد الركن جوي أحمد بن سيف البادي رئيس الهيئة الوطنية للمساحة كلمة أوضح من خلالها ماهية المشاريع التي تم تدشينها والفائدة المرجوة منها، كما قدم ركن أول قاعدة البيانات الجغرافية الرقمية (مدير المشاريع بالهيئة الوطنية للمساحة) إيجازا بين من خلاله أهمية المشاريع المدشنة وما ستسهم به من دعم لقطاعات التنمية المختلفة، وما توفره من بيانات دقيقة ومساندة للبنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية.
وفي الختام قام معالي السيد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع راعي الحفل والحضور بجولة في أفرع وأقسام الهيئة الوطنية للمساحة اطلع خلالها على كيفية سير العمل وإدارة هذه المشاريع من قبل القائمين عليها بالهيئة الوطنية للمساحة.
حضر المناسبة عدد من أصحاب المعالي الوزراء، والفريق الركن رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، وقادة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية وكبار ضباط قوات السلطان المسلحة وكبار ضباط الهيئة الوطنية للمساحة.
وبهذه المناسبة أدلى الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي بتصريح للتوجيه المعنوي قال فيه: «نحتفل اليوم بثمرة جهود مخططة بتدشين خمسة مشاريع حيوية بالهيئة الوطنية للمساحة، وقد اشتملت المشاريع على إنشاء الشبكـة الوطنية المرجعيـة الدائمة التشغيل للسلطنة، وإنشاء النموذج الجيودي الوطني، وإعداد الدليل الجغرافي المكاني، وإنتاج الخرائط الطبوغرافية، وإنتاج أطلس الطرق لعام 2016، وتعد هذه المشاريع ركيزة أساسية للمهام والواجبات التي تضطلع بها الهيئة الوطنية للمساحة في تنفيذ كافة متطلبات الأنشطة المساحية وإنتاج البيانات الجغرافية المكانية، وستعمل هذه المشاريع على تحقيق الأهداف المنشودة على المستوى الوطني ما يسهم في تحقيق فوائد كبيرة على المستوى الإستراتيجي والتنموي والاقتصادي، وإن الهيئة الوطنية للمساحة ومنذ تأسيسها في العام 1984 تقوم بأداء دورها الوطني في مسيرة النهضة المباركة والتنمية الحديثة في السلطنة، وذلك بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الحكومية الأخرى».
هذا وتمثلت المشاريع التي تم تدشينها أمس في مقر الهيئة الوطنية للمساحة في المشاريع الآتية:
المشروع الأول:
إنتاج الخرائط الطبوغرافية للسلطنة بمقياسي الرسم 50000:1 و100000:1
بهذا المشروع تتمكن الهيئة الوطنية للمساحة من إنتاج وتغطية كافة أرجاء السلطنة بخرائط طبوغرافية باستخدام بيانات حديثة ودقيقة في فترة وجيزة جداً، حيث مكن هذا المشروع الهيئة الوطنية للمساحة من إنشاء بيانات جغرافية مكانية طبوغرافية مترابطة ودقيقة لخريطة ثلاثية الأبعاد في قاعدة البيانات الخاصة بها بمقياس الرسم 50000:1 وإنتاج خرائط ورقية لجميع مناطق السلطنة، وستكون هذه البيانات الخطية الاتجاهية متوفرة لمختلف المستخدمين وفق الأطر والنظم المتبعة بالهيئة الوطنية للمساحة، وستمكن من تلبية الطلبات المستمرة والمستقبلية للمستخدمين مع إمكانية اشتقاق خرائط بمقاييس أخرى من البيانات نفسها.
المشروع الثاني:
إنشاء الشبكـة الوطنية المرجعيـة دائمة التشغيل للسلطنة (OMANCORSNET)
وهو عبارة عن شبكة لمحطات مرجعية دائمة التشغيل تقوم بعملية التسجيل المتواصل للإشارات التي يبثها النظام العالمي لتحديد المواقع (GNSS) وإمداد الهيئات والمؤسسات داخل السلطنة ببيانات مباشرة وقدرات للمعالجة البعدية لتحديد المواقع باستخدام جهاز استقبال واحد نوع (روفر).
المشروع الثالث:
إنشاء النموذج الجيودي الوطني للسلطنة (OMANGEOID)
إن نظم تحديد المواقع الفضائية الحديثة قادرة على قياس الارتفاعات الإهليجية، إلا أن العديد من الجهات والمؤسسات تحتاج إلى دقة أعلى مما توفره بيانات الأقمار الاصطناعية بحيث تصل إلى سنتمترات مما يضطرهم إلى القيام بممارسة واستنباط الارتفاعات الدقيقة بطرق تقليدية تعمل على مضاعفة تكلفة المشاريع وإطالة عمرها، ولذلك فإن إنشاء النموذج الجيودي الوطني سيعمل على تفادي الطرق التقليدية في استنباط الارتفاعات، وذلك من خلال تحديد قيمة الارتفاع الجيودي على نقطة رصد النظام العالمي لتحديد المواقع (GNSS) حيث يتيح استنتاج الارتفاع الأورثومتري لنقطة معينة باستخدام علاقة معروفة.
المشروع الرابع:
إعداد الدليل الجغرافي المكاني للسلطنة (OGM)
يعد الدليل الجغرافي المكاني المحتوى الذي يضم جميع الأسس والمعايير الوطنية المتعلقة بالممارسات ذات الصلة باستخلاص البيانات الجغرافية المكانية الوطنية والأنشطة المساحية والخدمات الجغرافية التي تقدمها الهيئة الوطنية للمساحة لمختلف المستخدمين والمستفيدين من هذه المعلومات في السلطنة، حيث يتضمن سياسة تبادل واستخدام البيانات الجغرافية المكانية كما يوضح وبشكل صريح السياسة المتعلقة بحقوق الطبع والمواصفات الفنية لمختلف الأنشطة المساحية وأنشطة اجتذاب البيانات. ويحوي الدليل الجغرافي المكاني كذلك نموذج البيانات الوطني وخريطة الأساس الوطنية والمواصفات الكرتغرافية للخرائط الطبوغرافية. كما يشمل مواصفات وتعليمات تصاريح الطيران والتصوير الجوي والمسوحات الطبوغرافية والتفصيلية.
المشروع الخامس:
إنتاج أطلس الطرق للسلطنة 2016
يمثل هذا الأطلس دليلاً رسمياً وشاملاً للسلطنة ويوفر معلومات قيمة للسياح يسهل تنقلهم من مكان لآخر داخل السلطنة، كما يشكل مصدراً ثرياً للمعلومات لكل من يزور السلطنة لأول مرة أو ممن يزورونها باستمرار.
ويشتمل أطلس الطرق لسلطنة عمان 2016 على العديد من المعلومات الثرية منها: معلومات عن موقع السلطنة الجغرافي. معلومات الطقس والمناخ لسلطنة عمان. معلومات عن النقل في سلطنة عمان. التعريف بمحافظات وولايات السلطنة. خرائط تفصيلية لكل أرجاء السلطنة.
فوائد المشاريع
الفوائد الإستراتيجية:
توفر شبكة المحطات المرجعية الاستمرارية في العمل المتواصل 365 يوماً و 7 أيام ، 24 ساعة. توفر شبكة المحطات المرجعية البيانات والتصحيحات في مرجع إسناد وطني واحد. توفر شبكة المحطات المرجعية ضمانة ضد أي فشل ناتج من المحطة المرجعية الواحدة. تحقق شبكة المحطات المرجعية أعلى معدلات الجودة. تتيح شبكة المحطات المرجعية التحكم المركزي بعمليات الرصد. تتفق مع العديد من الأنظمة المساحية. توفر الجانب الأمني في التعامل مع البيانات. توفر مراقبة المسوحات الجيوديسية في السلطنة. تساهم في تحقيق الجانب الأمني من المعلومات الجغرافية المكانية. تساعد على تبادل المعلومات الجغرافية بين الجهات الحكومية المختلفة. تمكن من مراقبة ومتابعة المنتجين والمستخدمين للمعلومات الجغرافية. تخدم قطاعا كبيرا من المستخدمين والمعنيين بالأعمال المساحية في السلطنة. تدعم عمليات التنمية المختلفة من خلال توفير بيانات دقيقة. تدعم البنية الأساسية الوطنية للمعلومات الجغرافية المكانية. توفر الدعم المباشر لعمليات التخطيط المختلفة. تسهل تحليل المعلومات. تساند متخذي القرار من خلال اعتماد وتحليل البيانات الجغرافية. تساند عمليات إدارة الحالات الطارئة والكوارث. تدعم الجانب البحثي والعلمي في السلطنة. يعد النموذج الجيودي الوطني مصدراً مهماً لوضع البرامج التخطيطية الإستراتيجية للسلطنة. يتيح النموذج الجيودي تجنب آثار المخاطر والكوارث الناتجة عن الفيضانات. يساهم التحليل الجغرافي في اعتماد مصدر واحد للمعايير والمواصفات وإيجاد بنية موحدة من المعلومات. تحقق التوافق مع الجهات الدولية المعنية بالمعلومات الجغرافية المكانية. توفر البنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية للسلطنة. تساهم الخرائط الطبوغرافية في عمليات التخطيط. توفر خرائط حديثة لاستخدامات قوات السلطان المسلحة. يقلل النموذج الجيودي الوطني من عمليات تحديد الارتفاعات بالطرق التقليدية. يساهم النموذج الجيودي الوطني في توفير معلومات ارتفاع دقيقة لعمليات التحليل. يساعد النموذج الجيودي الوطني على سرعة تحديد الارتفاعات في أي بقعة من أراضي السلطنة يتيح قياس الارتفاعات بدقة سنتمترات. توفر قاعدة بيانات وطنية للجاذبية الأرضية.
الفوائد الاقتصادية
تحد من تكرار عمليات إنتاج البيانات. تسهل تحديث البيانات. توفر مصدر دخل مستقبلي للهيئة الوطنية للمساحة. تقدم توفير في المعدات وأدوات تحديد المواقع والأعمال المساحية. تقدم توفير الوقت في عمليات المسح الميداني. تقدم توفير في الأيدي العاملة. تساهم في تبادل المعلومات لتحقيق المتطلبات لأكثر من مستخدم. تساهم في توفير الثقة في المنتجات.
وبهذه المناسبة أجرى التوجيه المعنوي اللقاءات الآتية:
العميد الركن جوي أحمد بن سيف البادي، رئيس الهيئة الوطنية للمساحة قال: «في هذا اليوم المبارك من أيام عمان تشهد الهيئة الوطنية للمساحة تدشين مشروعات مهمة تمثل مرتكزاً للمعلومات الجغرافية المكانية والتي بلا شك ستكون متاحة للجهات الحكومية بالسلطنة، حيث تم تدشين خمسة مشاريع وسوف تستفيد العديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص إضافة إلى الجهات العسكرية والأمنية من الشبكة الوطنية المرجعية دائمة التشغيل للسلطنة، وسيصبح بالإمكان تبادل البيانات الجغرافية المكانية بين المستخدمين في ظل وجود نظام تنسيق موحد لتبادل هذه البيانات الناتجة عن هذه الشبكة، وهو ما من شأنه أن يعزز الرقابة على استخدام وتوزيع هذه البيانات في السلطنة عبر البنية الأساسية لقاعدة البيانات الجغرافية المكانية المتوقع إنشاؤها في المستقبل».
وتحدث العقيد الركن عادل بن حمد السناني، مساعد رئيس الهيئة الوطنية للمساحة قائلاً: «العمل الذي قامت به الهيئة الوطنية للمساحة خلال الفترة الفائتة نرى ثـماره اليوم في المشروعات التي تم تدشينها والتي تمثل حجر الزاوية في العمل الجغرافي، وستوفر بعون الله المعلومات الجغرافية المطلوبة للقطاعين الحكومي والخاص بالسلطنة، إضافة لقوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى وستكون هناك فوائد جمة لهذه المشاريع من النواحي العسكرية والاقتصادية، كما أنها تساهم في عمليات التخطيط الإستراتيجي، فهي توفر بيانات لمحطات الرصد ومتفقة مع العديد من الأنظمة المساحية وتوفر الجانب الأمني في التعامل مع البيانات وأمن المعلومات الجغرافية كما تمكن من مراقبة ومتابعة المنتجين والمستخدمين للمعلومات الجغرافية وفي سهولة تحديث البيانات ولها خاصية التوفير في المعدات وأدوات تحديد المواقع والأعمال المساحية وتوفر الوقت في عمليات المسح الميداني وكذلك الأيدي العاملة كما أنها تسهم في توفير الثقة في المنتجات كما تدعم الجانب البحثي والعلمي في السلطنة».
كما تحدث الضابط المدني سليم بن عبد الله الهاشمي، مدير المعلومات الجغرافية المكانية قائلاً: «تكمن أهمية المشاريع التي تم تدشينها اليوم في ما تمثله من حاجة ماسة للسلطنة، فهي توفر البنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية والخرائط الطبوغرافية، كما توفر خرائط حديثة لاستخدامات متعددة وتحديد الارتفاعات بالطرق التقليدية ومعلومات الارتفاع الدقيقة وتوفر قاعدة بيانات وطنية للجاذبية الأرضية ومحطات الرصد، كما تساهم في مراقبة عمليات المسوحات الجيوديسية في السلطنة، وتساهم في تحديد الجانب الأمني من المعلومات الجغرافية المكانية وتبادلها مع الجهات الحكومية المختلفة، كما تمكن من مراقبة ومتابعة المستخدمين للمعلومات الجغرافية المكانية».
المقدم الركن محفوظ بن جمعة العريمي، ركن أول قاعدة البيانات الجغرافية الرقمية (مدير المشاريع بالهيئة الوطنية للمساحة) قال: «يمثل اليوم حدثاً مهماً للجغرافيا المكانية في السلطنة نظراً لما تقدمه هذه المشاريع من فوائد ومساهمات عدة من بينها إسناد عمليات التخطيط الإستراتيجي للسلطنة، فهي تخدم قطاعاً كبيراً من المستخدمين والمعنيين بالأعمال المساحية في السلطنة، كما تدعم قطاعات التنمية المختلفة من خلال توفير البيانات الدقيقة وتساند البنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية وتوفر الدعم المباشر لعمليات التخطيط المختلفة، وتدعم متخذي القرار من خلال اعتماد وتحديد البيانات الجغرافية، كما تساند عمليات الاستجابة للحالات الطارئة والكوارث وتدعم الجانب البحثي والعلمي في السلطنة، وتحقق التكامل والتوافق مع الجهات الحكومية والدولية المعنية بالمعلومات الجغرافية المكانية، ولقد عمدت الهيئة الوطنية للمساحة إلى إنشاء نموذج جيودي وطني دقيق وجديد للسلطنة (جيود- عمان) باستخدام مزيج من بيانات الجاذبية الجديدة والحالية في السلطنة.
ومن أجل توفير تغطية شاملة للسلطنة ببيانات جاذبية دقيقة، قامت الهيئة الوطنية للمساحة بالاستعانة بتقنية قياسات الجاذبية المحمولة جواً الجديدة بفواصل (5) كم لخطوط الطيران وإدخال أحدث تقنية مستخدمة في إجراء الحسابات الجيودية وهي تقنية التحويل الحسابي السريع FFT».