وكالات - ش
انتخب البرلمان اللبناني عصر اليوم الاثنين الزعيم المسيحي ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد عامين ونصف عام من شغور المنصب جراء انقسامات سياسية حادة، وبعد تسوية سياسية وافق عليها معظم الاطراف السياسيين في البلاد.
وسيكون عون الرئيس الثالث عشر للبنان، وسيتم انتخابه لولاية من ست سنوات غير قابلة للتجديد. ويقدم عون نفسه منذ العام 1988 على انه "الرئيس الاقوى"، مستندا بذلك الى قاعدته الشعبية المسيحية العريضة، ومع انتخابهِ، يكون عون قد حقق حلمه.
وبدأ النواب اللبنانيون صباح الاثنين بالتوافد الى مقر البرلمان في وسط العاصمة وسط اجراءات أمنية مشددة. وأقفلت القوى الامنية المداخل المؤدية الى ساحة النجمة حيث مقر البرلمان باستثناء طريق واحد فقط يتولى الحرس الجمهوري فيه التدقيق في الهويات ويقتصر سلوكه على الصحافيين والنواب
.
ويرأس عون منذ العام 2009 كتلة من 20 نائبا، هي اكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني. وهو كان يحظى منذ بداية السباق بدعم حليفه حزب الله، لكنه لم يتمكن من ضمان الاكثرية المطلوبة لانتخابه الا بعد اعلان خصمين اساسيين تأييده، وهما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يتقاسم معه الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري. كما انضم الى المؤيدين اخيرا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
ويعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو جزء من التحالف الذي يضم عون وحزب الله، أبرز المعارضين لانتخاب عون. وقال النائب علي خريس، عضو كتلة التنمية والتحرير التي يراسها بري "نحن سنصوت بالورقة البيضاء. الورقة البيضاء هي اعتراض على طريقة ونهج تم اتباعه. البلد لا يمشي باتفاقات ثنائية او اتفاقات ثلاثية".
ودعا النائب سليمان فرنجية الذي وصل ايضا الى مقر البرلمان، وهو حليف عون قبل أن يتباعد الرجلان إثر إعلان فرنجية ترشحه للرئاسة، مؤيديه الى التصويت بورقة بيضاء. ويحضر جلسة الانتخاب السفير السوري علي عبد الكريم وسفراء آخرون عرب وأجانب.
ونشرت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات على صفحتها الاولى صورة لعون مع عنوان "العماد عون اليوم رئيسا للجمهورية"، مضيفة "انتصر محور المقاومة، وانتصرت سورية وحلفاؤها في لبنان، وانتصر العماد ميشيل عون".
ومن الواضح ان خصوم عون وافقوا على التسوية من منطلق الواقعية السياسية، وهم يعرفون ان دون الحلول للازمات العديدة الكثير من العوائق.
وجلسة الاثنين هي الجلسة الـ46 التي تتم الدعوة اليها منذ نيسان/ابريل 2014، قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان. وقاطع ميشال عون مع نواب كتلته وكتلة حزب الله جلسات الانتخاب الـ45، مشترطين حصول توافق على الرئيس، ما حال دون اكتمال نصاب الجلسات.