أكد السلطنة سعيها لتطوير التعليم، حيث خصصت ما يقارب (4.6%) من الناتج المحلي الإجمالي لقطاع التعليم، وعملت على إتاحته لكافة أفراد المجتمع وشرائحه، لتصل نسبة الأطفال
الملتحقين بنظام التعليم الأساسي إلى (98.2%)، إضافة إلى إتاحته فرصاً مواتيةً للتعلم مدى الحياة، واكتساب المهارات الأساسية من خلال التعليم ما بعد الأساسي والتعليم التقني والمهني".
وقال المستشار بوزارة التربية والتعليم سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي لدى إلقائه كلمة السلطنة امام مؤتمر منظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –الإيسيسكو- الأول لوزراء التربية
والذي عقد مؤخراً بالجمهورية التونسية السلطنة حرصت على توفير التعليم الشامل للجميع، حيثُ أنشأت مدارس التربية الخاصة، بجانب تطبيق برنامج لمعالجة صعوبات التعلم في العام
2002م، وبرنامج الدمج لذوي الإعاقة في مدارس التعليم الأساسي منذ العام 2005م. كما أكد التوبي أن السلطنة أولت اهتماما كبيراً بالمواطنة وغرس قيمها في الناشئة وتضمينها بشكل عام
في المناهج الدراسية من خلال إعداد مصفوفة لهذه القيم موزعة حسب المراحل الدراسية، يواكبها برامج تدريبية وتأهيلية هادفة. وفي هذا الشأن قامت وزارة التربية والتعليم في عام 2012م
باستحداث دائرة متخصصة ببرامج المواطنة تعمل حاليا على إعداد استراتيجية وطنية لتعزيز قيم المواطنة لدى الشباب.
وفي مجال قطاع التدريب والتعليم التقني والمهني في السلطنة أوضح سعادته أن هذا القطاع شهد نقلة تطويرية نوعية، لما له من أهمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما تركز الاهتمام
أيضا على تطوير هذا النوع من التعليم بغية تجاوز التحديات المتزايدة لاقتصاديات العولمة وأسواق العمل ومجتمعات القرن الحادي والعشرين، حيث تم تحديد مسارات تخصصية للتعليم التقني
والمهني، وإدراج برامج متنوعة، واكبته زيادة ملحوظة في الالتحاق به من الجنسين مقارنة بالأعوام السابقة.
كما أضاف التوبي في كلمته "... تعكف السلطنة حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لاستراتيجية شاملة متكاملة لمنظومة التعليم (استراتيجية 2040)، مستهدفةً بناء نظام فاعل لإدارة قطاع
التعليم وحوكمته، وبناء نظام تعليمي يسهل التقدم العلمي للطلبة وانتقالهم خلال مراحل التعليم المختلفة وحتى التعليم العالي، ومن ثم انخراطهم في سوق العمل، كما تعمل على الارتقاء بالجودة
التعليمية، وبناء قدرات مستدامة للبحث العلمي في قطاع التعليم، وإيجاد نظام تمويل فاعل ومستدام له".
وتضمن جدول أعمال المؤتمر جلسة وزارية حول "المقاربات الاستراتيجية لتطوير التربية وتعزيز دورها في تحقيق التنمية والعيش المشترك"، ومناقشة تقرير مدير عام منظمة الإيسيسكو
حول عمل المنظمة التربوي لفائدة الدول الاعضاء والجاليات المسلمة خارج العالم الإسلامي، ومشروع استراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي،ومشروع بيان الجمهورية التونسية حول
تفعيل الأدوار التربوية للشباب لترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، كما سيلقى رؤساء وفود الدول الاعضاء والمنظمات المشاركة في المؤتمر كلمات حول جهود تلك الدول والمنظمات
لتطوير المنظومة التربوية، ومن المؤمل في ختام المؤتمر إنشاء المجلس الاستشاري لتطوير التربية في العالم الإسلامي وانتخاب أعضائه، وكذلك تحديد مكان انعقاد الدورة الثانية للمؤتمر وزمانها.