خبير الموارد الوراثية علي اللواتي: السلطنة تزخر بأكثر من 1200 نوع من النباتات

بلادنا الاثنين ٣١/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
خبير الموارد الوراثية علي اللواتي:

السلطنة تزخر بأكثر من 1200 نوع من النباتات

مسقط - سعيد الهاشمي

أكد خبير الموارد الوراثية النباتية بمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لمجلس البحث العلمي، د.علي بن حسين اللواتي أنه نظراً لما تتمتع به السلطنة من تنوع جغرافي وبيئي كبير من سهول وجبال ووديان وشواطئ وتنوع أحيائي كبير ومنه التنوع النباتي، فإن السلطنة تزخر بأكثر من 1200 نوع من النباتات، مشيراً إلى أن ديمومة هذا التنوع تواجه الكثير من التحديات، أبرزها ممارسات الرعي الجائر على المراعي وتغيير طبيعة الأراضي بسبب التمدن، واتساع رقع التعمير على مناطق الغطاء النباتي والتغير المناخي.

ولمواجهة هذا التحدي قام مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بمشاركة جهات متعددة منها وزارة البيئة الشؤون المناخية ووزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة التراث والثقافة وجامعة السلطان قابوس وحديقة النباتات والأشجار العمانية بدراسة البيانات المتوافرة للتنوع الأحيائي النباتي للسلطنة. وتشمل هذه البيانات الأنواع النباتية وتوزعها الجغرافي وفعاليات الحفظ الحالية للجهات المشاركة واستخدامات هذه النباتات كمحاصيل زراعية ونباتات طبية وغيرها من الاستخدامات.

وأضاف: تم إعداد الإستراتيجية بحيث تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسة وأحد عشر فصلاً، يشمل الجزء الأول الخلفية والمبررات، ويتألف من فصلين، الأول يتناول الخلفية العامة للموارد الوراثية النباتية ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية وأهميتها، أما الثاني فيضم استراتيجيات الحفظ والاستخدام المستدام للموارد الوراثية النباتية، وتبدأ بفصل حول منهجية تحليل البيانات المتوافرة لمعدي الإستراتيجية وتليها أربعة فصول يركز الأول على حفظ سلالات المحاصيل الزراعية والثاني على الأقارب البرية للمحاصيل الزراعية والثالث على النباتات الطبية والرابع على أنواع النباتات البرية التي تحصد وتستخدم لأغراض مختلفة. أما الفصول الأخرى فقد ناقشت معالجة آثار التغير المناخي وأنجع الطرق للمحافظة على التنوع الأحيائي النباتي وكيفية استخدام المستدام والترويج لها. أما الجزء الثالث فيتضمن تجميع التوصيات لاتخاذ إجراءات الحفظ.

وتحتوي الإستراتيجية على خرائط تبين التوزع النباتي وكثافة التنوع النباتي للمحاصيل الزراعية وسلالتها المحلية، والأقارب البرية للمحاصيل الزراعية، والنباتات الطبية، والنباتات الغابية، ونباتات الزينة.
ومن ضمن نتائج الإستراتيجية فإن أعلى تركيز للسلالات المحلية للمحاصيل الزراعية موجود في شمال السلطنة على طول الساحل وجبال الحجر الشرقي والحجر الغربي، وقد تكون هذه النتيجة متحيزة بسبب أن عمليات المسح الماضية تمت بشكل أكبر في شمال السلطنة، لذا تركز الإستراتيجية على أجراء مسح شامل لسلالات المحاصيل بشكل نظامي في السلطنة وفي ضوء ذلك يتم اقتراح الخطوات اللازمة الأخرى لحفظ واستخدام السلالات المحلية للمحاصيل الزراعية.

وبالنسبة لمجموعة الأقارب البرية للمحاصيل الزراعية والنباتات الطبية فالتنوع الأحيائي لها عال في محافظة ظفار، والجبل الأخضر، ومحافظة مسندم، وتبين الإستراتيجية بأن عمليات الجمع والحفظ خارج الموطن الطبيعي في بنوك الجينات على هيئة بذور أو بنوك حقلية من المهم استكمالها من قبل الجهات المختصة. وبالنسبة للحفظ في الموطن الأصلي، فتعد محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية في الشمال ومحمية جبل سمحان في الجنوب هي من أكثر المناطق أهمية للحفظ في الموطن الأصلي.

وبالنسبة لآثار التغيرات المناخية المتوقعة على حفظ التنوع الأحيائي النباتي فقد أظهرت الإستراتيجية أن هناك تأثيراً قوياً ولكنه على المدى الطويل، وقد تم مراجعة تقييم الأثر المتوقع من التغيرات المناخية على نوعين من النباتات وهما البرسيم (القت) ونوع من النباتات الطبية تسمى محليا بالراع أو الآراء (Aervajavanica) وعلى الرغم من التوقعات باستخدام طرق مختلفة من النماذج الرياضية قد لا تكون ثابتة، ولكن بشكل عام سيكون هناك تأثير واضح وشديد للمناخ في السلطنة على التنوع الأحيائي للنباتات ومن الضروري إجراء حفظ وصيانة الموارد الوراثية النباتية للتخفيف من حدة تأثيرات التغير المناخي.

وتلخص الإستراتيجية سلسلة من التوصيات لحفظ واستخدام الموارد الوراثية النباتية ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى السياسات اللازمة وتطبيق التشريعات المطلوبة، فعلى سبيل المثال، ما هي متطلبات وآليات تنفيذ هذه الإستراتيجية وربط هذه الإستراتيجية بالأهداف الإقليمية والعالمية ومنها أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إلى جانب متطلبات بناء القدرات في دورات تدريبية قصيرة في السلطنة ودورات قصيرة خارج السلطنة، ومستويات تدريب أخرى على الدراسات العليا لمرحلة الماجستير والدكتوراه وأخيراً تحوي الإستراتيجية مجموعة من الاستنتاجات و31 توصية عمل.