" الموصل " ... أسيرة "صناعة الرعب " التي يجيدها "داعش"

الحدث الاثنين ٣١/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
" الموصل " ... أسيرة "صناعة الرعب " التي يجيدها "داعش"

عواصم – ش

لاشك ان تصدير الرعب كان احد اهم مفردات استراتيجية تنظيم داعش الارهابي لبسط نفوذه واتساع رقعة سلطاته ، ونجح التنظيم الارهابي الى حد بعيد في تحقيق تلك الاستراتيجية الجهنمية التي ساعدت بدورها على تمهيد الطرق لانتشاره .
عملية تحرير الموصل الجارية شاهد حي على اعتماد داعش على بث الرعب لتعطيل تقدم القوات العراقة .
في هذا السياق قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية، إن تنظيم داعش يقوم بتفخيخ دمى الأطفال، فى إطار خططه لتعطيل عملية تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضته.
ونقلت الصحيفة عن أحد المقاتلين الأكراد فى قوات البشمركة قوله إن وحدته أزالت نحو 50 طنا من المتفجرات من مناطق كانت واقعة تحت سيطرة داعش، لافتا إلى أنه قرر أن يحتفظ بمجموعة من أكثر هذه المتفجرات قسوة ومكرا وإبداعا لتكون وسيلة لتدريب المتدربين على مهمة تفكيك المتفجرات.
وقالت الأوبزرفر إن هذه المتفجرات محلية الصنع تقدم درسا فى عمق الذكاء والدهاء والموارد التي يخصصها داعش لنشر القتل والخوف فى الوقت الذى لا يمكن لمسلحيه قتل المدنيين بأيديهم

فرار
الرعب الذي يخيم على الموصل يدفع قرويون عراقيون للهروب من القناصة تاركين عائلاتهم ...
احمد احد الامثلة على تلك المأساة ، حيث قرر أن يلوذ بالفرار من قريته الواقعة في شمال العراق ونجح في الإفلات من بعض القناصة التابعين للتنظيم هناك بعد أن قضى عامين تحت حكم داعش المرعب
وتنفس أحمد الصعداء بعد أن أخطأته الأعيرة النارية التي أطلقوها عليه وعلى أي شخص يحاول الفرار. لكن الحياة بالنسبة لأحمد لا تزال متخمة بالمخاطر والصعوبات.
واضطر أحمد إلى ترك والديه المسنين عندما سعى للجوء في قاعدة صغيرة مؤقتة لمقاتلي البشمركة الكردية الذين تستهدفهم هجمات انتحارية بسيارات ملغومة.
وقال أحمد الذي طلب نشر اسمه الأول فقط للحيلولة دون تعرض ذويه لعمليات انتقامية "عندما وصلت داعش قبل عامين اعتقدنا جميعا إن الجيش العراقي سيقضي عليهم ولن يمكثوا أكثر من أسبوعين."
لكن الجيش العراقي انهار أمام هجوم خاطف لداعش على شمال العراق في 2014.

عائلات رهائن
وتعيش العائلة بأكملها كرهينة داخل منزلها منذ عامين ويخشون من أن حتى مجرد السير في الشارع قد يجلب عليهم غضب الارهابيين .
وقال أحمد الذي ترك دراسته بعد أن سمع بما يفعله التنظيم في المدارس "كنا نغادر المنزل مرة واحدة في الشهر للذهاب إلى الموصل لشراء بعض الطعام والإمدادات الأخرى."
وأضاف "سمعت أنهم يعلمون الشبان كيفية ذبح الناس وقتلهم بالرصاص."
وبعد لحظات من كلامه شُنت ضربة جوية على أهداف لداعش في قرية يسيطر عليها التنظيم على بعد نحو 1.5 كيلومتر. وتصاعدت سحابة كثيفة من الدخان إلى السماء.
وقال مقاتلون أكراد إن مقاتلي التنظيم الارهابي قتلوا بالرصاص طفلين حاولا الهرب من المنطقة والتوجه إلى القاعدة.
وحاول الارهابيون أيضا تنفيذ تفجيرات انتحارية ضد القاعدة. وغالبا ما تندلع اشتباكات خلال الليل. ويقول المقاتلون الأكراد إن قناصة داعش يتمركزون في مبان عبر حقول على مسافة بعيدة.
ويتحصن المقاتلون الأكراد في مواقع أسفل سواتر ترابية بالقاعدة الواقعة بين قريتين خاضعتين لسيطرة داعش .

قرى مفخخة
على صعيد تحركات الجيش العراقى المدعوم بقوات البشمركة والتحالف الدولى، أعلن متحدث باسم التحالف توقف العمليات لمدة يومين، لتأمين القرى التى تم تحريرها بالفعل، خاصة أن غالبيتها مفخخة ومليئة بالألغام التى زرعها عناصر تنظيم داعش.
وقال الكولونبيل الأمريكى جون دوريان فى مؤتمر صحفى: "نعتقد أن الأمر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل"، موضحاً أن هذا التوقف ضمن مخطط التحالف.
وكانت شبكة "CNN" قد حذرت فى تقرير سابق لها من أن غالبية القرى التى تم تحريرها مفخخة بعبوات ناسفة، ما يجعل من تأمينها مهمة شاقة بعد طرد عناصر تنظيم داعش، مشيرة إلى أن الجيش وقوات التحالف تمكنوا من تفجير 400 عبوة بشكل آمن.
ونقلت "CNN" عن اللواء باجيت مزورى من القوات الخاصة التابعة للبشمركة قبل أقل من أسبوع أن من سقطوا فى صفوف قواته بسبب العبوات الناسفة، أكثر بكثير ممن سقطوا فى خطوط المعركة والمواجهات المباشرة مع داعش، مشيرا إلى أن تطهير القرى من العبوات عمل خطير ويحتاج عدة أشهر.

رواية اخرى
بعيدا عن رواية القرى المفخخة التي تسببت في التوقف يومين عن شنّ هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل .. هناك رواية اخرى تؤكد أن الأيام الأخيرة شهدت ملامح خلاف مستتر بين بغداد وواشنطن،
ظهر جليا في تضارب تصريحات الجانبين حول حقيقة توقف الهجوم من استمراره ففي حين أعلن متحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الجمعة عن قيام القوات العراقية بـ"التوقف" لمدة يومين عن شنّ هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل، أكد رئيس الحكومة العراقية، السبت، أن لا صحة لما قيل عن توقف للمعركة.
ويبدو أن ملامح الخلاف هذه مردها إلى دور ميليشيات الحشد وتحركها الأخير نحو تلعفر غرب الموصل، بحسب ما أفادت مصادر عراقية.
وقد أدى هذا الخلاف، بحسب مصادر عراقية إلى وقف غارات التحالف المساندة لعملية الموصل.