ثقافتنا العمانية .. بخير

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٣٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٣:٢٢ م
ثقافتنا العمانية .. بخير

ناصر اليحمدي

منذ بواكير نهضتنا المباركة اهتمت حكومتنا الرشيدة بثقافتنا العمانية وتراثنا الفكري الأصيل واعتبرته رافدا من روافد النهضة المباركة ودليلا ناصعا على ما تمتلكه بلادنا من حضارة عظيمة في الماضي والحاضر .. فشعب بلا ثقافة هو شعب بلا تاريخ ونحن ولله الحمد نفتخر بتاريخنا التليد وحضارتنا العريقة.
ولعل رصد الجوائز المختلفة يجسد اهتمام دولتنا بالمواهب الشابة المبدعة فالتنافس الشريف لنيل الجائزة يصقل هذه المواهب ويؤدي بدوره لتطوير الحركة الثقافية العمانية والارتقاء بها خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة التي أتاحت الانفتاح على الآخر وهو ما كان يهدد هوية أي شعب لكن ما يتميز به مبدعونا من سعة أفق وحرص دائم على الحفاظ على تراثنا الأصيل لم تستطع أمواج العولمة والانفتاح أن تؤثر في ثقافتنا أو تغير من هويتنا بل تميزت الإبداعات العمانية بالأصالة مع النضج والتطور المدروس .. فالمتأمل للحركة الثقافية العمانية يلاحظ حراكا إبداعيا ثريا رفد المكتبات العربية بالجديد والمتميز الذي فرض اسم السلطنة على الساحة الثقافية العربية والعالمية.
ومؤخرا قامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالإعلان عن أسماء الفائزين بعدد من جوائزها في الإبداع الثقافي عن أفضل الإصدارات لعام 2016 وأفضل إصدار في أدب الطفل وفي مجال الترجمة بالإضافة إلى المجال الشعري والروائي والقصصي والمسرحي والنقدي والفكري والمقال بالإضافة إلى تكريم شخصيتي العام الثقافيتين وذلك تحت رعاية مستشار جلالة السلطان للشئون الثقافية معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس.. وهذا التنوع في المجالات الثقافية يطمئن قلب كل عماني على الحركة الثقافية في بلدنا الحبيب وتجعله يفخر بما أخرجت من مثقفين مستنيرين يعتبرون خير سفراء لأوطانهم في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية.
إن المعايير والشروط والضوابط التي وضعتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في تقييم الأعمال الفائزة في المسابقة كل في مجاله كانت موضوعية وحاسمة كونها قائمة على عمق الفكرة ووضوح المنهج والترابط الفكري في الموضوع المتناول وقدرة الكاتب على إقناع القارئ بالقضية التي يتناولها واللغة السليمة الواضحة وغير ذلك من المعايير الخاصة .. وجاء اختيار الفائز بدقة حيث حيرت الأعمال المقدمة لجنة التحكيم لأن جميعها كانت مميزة وكون أحدها نال الجائزة فإن هذا لا يقلل من تميز وجودة الإصدارات المشاركة الأخرى.
إننا جميعا كعمانيين نفخر بالإصدارات المقدمة جميعها الفائزة منها أو التي لم يحالفها الحظ فهي إضافة للمكتبة العمانية والعربية وبرهان ساطع على أن ثقافتنا بخير وأن الحراك الفكري في السلطنة يتجه نحو الأفضل.

* * *
أحذروا التقسيم ياعرب

من يتأمل الظروف التي تمر بها المنطقة يجد أن الأمة تسير في طريق تطبيق الخطط التي رسمها أعداؤها بحذافيرها بتقسيمها لمناطق على أساس ديني وطائفي حيث بدأ بالفعل إفراغ بعض المدن فيها وإعادة ملئها على هذا الأساس الخبيث.
إن ما يتعرض له أهالي بعض مدن وقرى العراق وسوريا من تهجير قسري وإفراغ لتلك المجتمعات خطوة لترسيخ مستوطنات جديدة مقسمة على أساس ديني وطائفي لتتغير ديموغرافية المنطقة العربية بالتدريج ورسم خريطة جديدة تشبه الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنت عنه كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إبان حكم جورج بوش الابن.
لاشك أنه لو نجحت هذه المخططات في الوصول لمآربها الخبيثة فإن هذا سيزيد من منسوب الكراهية بين أبناء الشعب الواحد ويعمق التوترات ويصعد من وتيرة الصراعات الداخلية التي سترتكز على التنازع على الموارد الاقتصادية التي ستحظى بها فئة عن الأخرى ناهيك عن القوة العسكرية والتسليح وغير ذلك مما يميز طائفة عن الأخرى طبقا للاتجاهات السياسية التي ستتخذها كل طائفة وتتوافق مع القوى المهيمنة التي تتحكم في مقدرات المنطقة وتسيرها كيفما تشاء.
كما أن إفراع المدن من سكانها الأصليين وثوابتها التاريخية يؤصل لوجود الجماعات الإرهابية التي تبحث عن أرض تستقر فيها لتقوي شوكتها ثم تسيطر على تلك المناطق المجزأة الواحدة تلو الأخرى .. وإن لم تكن الجماعات الإرهابية ستكون العصابات الصهيونية التي تسعى لشرذمة الأمة وتفتيتها كي يسهل التهامها وتحقيق حلمها الأكبر بامتداد حدودها من النيل للفرات .. إلى جانب أن تقسيم المناطق العربية سيمنح القوى الأجنبية الحجة لنشر قواعدها العسكرية والتحكم في مقدرات الأمة.
إن الدول الغربية تتخذ من محاربة الجماعات الإرهابية مبررا لتنفيذ مخططات التقسيم لذلك يجب أن يتنبه العرب لما يحاك لهم من مؤامرات في الخفاء ستقضي عليهم خلال سنوات قليلة فلا يتيحوا الفرصة لأحد كي يتحكم في مقدراتهم ولتراعي قراراتهم مصلحتهم بغض النظر عن مصالح الآخرين.

آخر كلام
يقول الكاتب والشاعر الأمريكي أوليفر هولمز : "أعتقد أن أعظم ما في الدنيا ليس أين تقف، بل الاتجاه الذي تتقدم نحوه".