اليمن.. استعصاء الحل

الحدث الاثنين ٣١/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
اليمن.. استعصاء الحل

عدن - إبراهيم مجاهد - - وكالات

على وقع الجوع، والمرض، والاقتتال، تشهد مبادرات حل الأزمة اليمنية تعثراً واضحاً، وتراجعاً خطيراً مقابل تمسك أطراف الأزمة بمواقفها، ورفضها تقديم أي تنازلات تذكر، الأمر الذي حجَّم من خطوات الأمم المتحدة، ومبادراتها، لاسيما أن سهام النقد والتشكيك قد طالتها.

وفي وقتٍ رفضَ فيه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي «خريطة الطريق» الأممية، معتبراً أنهـــا تنتقص من صلاحياته وتسلم مقاليد السلطة المترنحة إلى خصومهِ، وصف القيادي الكبير في «حزب صالح» عادل الشجاع المبادرة المقترحة من الأمم المتحدة بأنها «وثيقة استسلام لليمنيين»، معلناً رفضه لها، وقال الشجاع، في تصريحات نشرتها صحيفة «السياسة» الكويتية أمس الأحد إن «هذه المبادرة صورة مشوهة لمبادرة (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري التي رحبنا بها واعتبرناها خارطة طريق يمكن البناء عليها، و(إسماعيل) ولد الشيخ أحمد يحاول إدامة الحرب لتستمر وظيفته في اليمن».

أما المستشار الإعلامي لـ«المجلس السياسي» التابع لجماعتي صالح والحوثي، عبدالله صبري، فقال إن خطة السلام التي قدمها المبعوث الأممي، بحسب ما تضمنته من ترتيبات أمنية وسياسية - ليست بالشكل المطلوب الذي يلبي مطالب الشعب اليمني، ولكن يوجد فيها أرضية للنقاش والتفاوض وصولاً لتسوية عادلة.

ورغـــم سوداويـــة الصورة، إلا أن التعويل علـــى الحـــل السياسي لم ينتــــه؛ إذ جددت الحكومة البريطانية استمرار دعمها لما يبذل مـــن جهـــود لإنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحـــدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للمضي قدماً بجهوده بلا كلل أو ملل.
ولفتت الحكومة إلى أن أطراف النزاع في اليمن في حاجة ماسة لتقديم ما يمكن أن يفضي إلى إيجابية بناءة في نتيجة المحادثات، من خلال إبداء حسن النيّة للتغلّب على الصعوبات التي تواجهها في العملية التفاوضية، وبالتالي إيجاد سبيل للحل السياسي وإنهاء هذا الصراع.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن «الأولوية والأفضلية دوماً تكون، في سبيل تعزيز وإنجاح محادثات السلام، ذلك أن الحلّ السياسي هو أفضل طريق يمكن أن يخلق استتباب للأمن واستقرار بعيد المدى لليمن وبالتالي إنهاء الصراع».

تأتي هذه المواقف في ظل تفاقم الوضع الاقتصادي والصحــي في البلاد، إذ انعكست الحرب وما خلفته من أزمات، على مجمل الوضع الإنساني في اليمن الذي سجلت أرقام البطالة والفقر تزايداً كبيراً فيه وبشكل مخيف، كما ارتفعت نسبة الحالات المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا إلى أكثر من «1400» في أكثر من «10» محافظات يمنية.

وتصدرت اليمن مؤخراً قائمة البلدان العربية التي تعيش المجاعة في تقرير أنجزه المعهد الدولي لأبحاث السياسات الغذائية، وشمل 118 دولة حول العالم. ويؤكد التقرير أن 26.1% من سكان اليمن، يعانون من الجوع، فيما بلغ معدل إصابة الأطفال، دون سن الخامسة، بالهزال 16.2%. وقد ساهم الجوع في وفاة 4.2% من أطفال اليمن.

وفي الأثناء؛ أكد نائب وزير الصحة اليمني د. عبدالله دحان أن محافظة تعز - جنوب غرب اليمن- تتصدر قائمة المحافظات اليمنية في عدد حالات الاشتباه بمرض الكوليرا. وقال دحان إن الأرقام التي أوردتها منظمة الصحة العالمية حول حالات الاشتباه بمرض الكوليرا والمقدرة بنحو 1410 هي لحالات غير مؤكدة، وتصنف حتى الآن بحالات مرضية حادة.
وأشار في تصريح صحفي أمس إلى أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا وصل إلى 55 حالة على مستوى اليمن، لافتاً إلى أن الحصار الذي تعانيه محافظة تعز حيث تتراكم مياه الصرف الصحي وتشح مياه الشرب النقية إلى جانب تداعي الظروف الاقتصادية للمواطنين، أحد أبرز الأسباب لانتشار الوباء، محذراً من أن تعز أكثر المحافظات المعرضة لتسجيل أعلى الأرقام في الإصابة بمرض الكوليرا.
وأوضح د. دحان أن هناك المئات من حالات الإسهال الحاد التي يتم التعامل معها على أنها كوليرا حتى يثبت العكس تلافيا للإهمال، وقال: نعوِّل على دعم مركز الملك سلمان للإغاثة في تقديم كل ما يلزم لمحاربة تفشي الأمراض في اليمن، سواء من حيث تجهيز المختبرات الفنية والفرق الطبية الميدانية، خصوصا أن المركز سبق له تقديم إسهاماته في هذا المجال بما في ذلك معالجة المصابين والمرضى.