عمانيتان أول "متنبئة جوية" و"راصده" في السلطنة والخليج

مؤشر الأحد ٣٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٣٠ م
عمانيتان أول "متنبئة جوية" و"راصده" في السلطنة والخليج

مسقط - ش

في كل حالة جوية، نتجه دائما إلى الأرصاد الجوية العُمانية لمعرفة تفاصيل تلك الحالة. وخلف كواليس الأرصاد هناك مهن متعددة ومصطلحات كثيرة، فهناك الراصد الجوي، والمتنبئ الجوي، وكلا المهنتين تختلفان عن بعضهما، فماذا تعرف عن أول امرأة عملت كراصدة جوية، لتكون الأولى على مستوى السلطنة وعلى مستوى الخليج أيضا، ومن هي أول متنبئة جوية على مستوى السلطنة والخليج؟
سامية بنت عبدالله الزكوانية، أول امرأة عملت كمتنبئة جوية ليس على مستوى السلطنة فحسب، بل على مستوى دول الخليج ، وعند تخرجها سنة 2001 من جامعة السلطان قابوس تخصص الفيزياء ، لفت ساميه إعلان وظائف نسائية للعمل كمتنبئات جويات، فتقدمت إليه ووفقت بالنجاح.
أوضحت الزكوانية بأن مجال الأرصاد كان يشدها للدخول فيه بشكل كبير ، ولم تجد صعوبة كبيرة في ممارسة العمل، إذ إن أسرتها وزوجها كانوا متفهمين لنظام عملها ومساندين لها مما جعل أمورها تتيسر ، إضافة إلى تعاون زملاؤها مما تذللت معظم التحديات والصعوبات ، خاصة وأن عملها كمتنبئة جوية كان بنظام الورديات.
كما أشارت سامية أن طبيعة عمل المتنبئ الجوي في أن يقوم بتحليل المعطيات المسجلة سواء أكانت على سطح الأرض، أو في طبقات الجو العليا، أو من خلال الأقمار الاصطناعية، لأن يتنبأ بحالة الطقس لثلاثة أيام متتالية حسب النظام المتبع في السلطنة.

إعصار جونو
وذكرت المتنبأة الجوية أن فترة تأثر السلطنة بإعصار جونو عملنا كخلية نحل بروح الفريق الواحد مع زملاؤنا، مما أكسبنا خبرة كبيرة.
وأضافت سامية بأن التجربة بين إعصاري جونو وفيت، كان الأخير أقل قوة مما جعل عملنا أقل وطئة مما كان عليه أثناء جونو، كما أن خبرتنا السابقة وتوزيع العمل أسهم في جعل تلك الفترة تمر بسلاسة أكثر.
واصلت سامية الزكوانية دراستها العليا وقد حصلت على درجة الماجستير في العام 2008، لتصبح رئيسة قسم إحصائيات الأرصاد بالهيئة العامة للطيران المدني.

أول راصدة جوية
نعيمة بنت حمدان العجمية - أول راصدة جوية على مستوى السلطنة والخليج ، وخلال دراستها الثانوية كانت تعشق الطقس، وكان يلفتها ما تسمعه عن الأرصاد، حيث أن دعم عائلتها لها دفعها بقوة للدخول في هذا المجال بعد إعلان وظائف تكللت النتيجة بالنجاح، لتصل 24 عاما من العطاء في هذا المجال .
قالت الراصدة الجوية نعيمة العجمية بأن الراصد الجوي يقوم بجمع البيانات ورصدها ليقوم بتسليمها الى المتنبئ الجوي لاحقا. كما يقوم الراصد الجوي بالاطلاع على درجات الحرارة والرطوبة والرياح وضغط السحب وغيرها من المتغيرات ومراقبتها ساعة بساعة، وتبث البيانات التي يجمعها في كل المحطات تحت مظلة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأضافت نعيمة بأنها انتقلت في فترة إعصار جونو إلى قسم المناخ الذي أصبح لاحقا قسم إحصائيات الأرصاد، ونظرا لكثرة الإتصالات قررت الأرصاد الجوية زيادة عدد الراصدين والمتنبئين بمركز التنبؤات، للرد على اتصالات الجمهور وتطمينهم بالمعلومات، مشيرة بأن تعاملهم مع المجتمع لم يقتصر على الرد على اتصالاتهم
في فترة جونو، حيث كانت تتلقى اتصالات من الراغبين بالسفر بحرا ومن الصيادين كذلك ، وذلك للاطمئنان على حالة الطقس والبحر.

ذكريات وقصص
وحول ذكريات وقصص العجمية قالت بأنه في فترة التسعينات كان المجتمع يتفاجأ حين يعلم بأنها تعمل في الأرصاد، ظنا منهم بأن المرأة لا تستطيع الدخول في كافة المجالات مثل الرجل، حيث كانت بعض صديقاتها يحاولن اختبارها عندما يرين السحب، فيسألنها عن نوعية السحابة وهل هي ممطرة وغيرها من الاستفسارات.
أما بالنسبة لـ سامية الزكواني فتقول بأنها ترى الإعجاب في المجتمع عند معرفتهم طبيعة عملها مما يشعرها بالتميز . مؤكدة بأن أفراد عائلتها أصبحوا يلجئون إليها كمصدر عندما يتوارد حديث عن حالة جوية قادمة لمعرفة وضعها . إضافة إلى أنها نقلت بعضا مما تعرفه إلى عائلتها وأولادها، حيث أصبح بإمكان أولادها معرفة اسم السحابة بمجرد رؤيتها، فالسحب المنخفضة تختلف عن السحب المتوسطة و العالية ، إضافة إلى أن السحب لها أسماء يونانية بحسب وصفها، يعرفها أولادها، ويتفاخرون في حصص الجغرافيا بهذه المعلومات. وأشارت سامية إلى أن معلمات أولادها عندما علمن
تخصص عملها، تحدثن إليها لعمل زيارة طلابية إلى مركز الأرصاد، كما طلبن من أولادها تقديم عرض عن بعض الدروس التي تتضمن معلومات عن الطقس، مما جعل الأولاد يتفاخرون بهذه المعلومات.

وأكدت نعيمة أن المجتمع أصبح يتواصل معها بحكم خبرتها، فإدارة المدرسة التي يدرس فيها أولادها أصبحت تعتمد عليها لمعرفة تفاصيل حالات الطقس المختلفة.
وأكدت سامية بأنها كانت المرأة الوحيدة التي تمارس هذه المهنة 11 عاما، إلى أن انضمت دفعة من النساء بعد عام 2012م إليها. أما نعيمة فلا تزال إلى الآن هي المرأة الوحيدة التي تمارس عمل الراصد الجوي ، إذ لم تنظم إليها ولا امرأة طيلة الـ24 عاما السابقة.