الانتـهــاء من الدراسـات الأولـية لتطـوير تطبيقات الأقمار الصناعية في السلطنة

مؤشر الاثنين ٣١/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الانتـهــاء من الدراسـات الأولـية لتطـوير تطبيقات الأقمار الصناعية في السلطنة

مسقط - يوسف بن محمد البلوشي
تصوير - طالب الوهيبي

أكد وزير النقل والاتصالات معالي د. أحمد بن محمد الفطيسي أن السلطنة شهدت تطوراً واسعاً في مجالات الاتصالات خاصة البنية الأساسية الأرضية مشيراً إلى توجه الوزارة نحو الاستفادة من مجالات الفضاء لما شهدته من تطور واسع في الفترة الأخيرة وتشمل عديد المجالات وتستخدم من مختلف دول العالم خصوصاً المتقدمة منها.

وأضاف الفطيسي خلال رعايته أمس بفندق قصر البستان الندوة الوطنية للاستخدامات السلمية لتقنيات وتطبيقات الفضاء أن الفترة المقبلة ستشهد تطوير قدرات السلطنة في مجالات تطبيقات الفضاء مؤكدا أن الوزارة أنهت الدراسات الأولية من أجل تطوير تطبيقات الأقمار الصناعية في السلطنة وجار العمل على تطوير القدرات الفنية وإعداد الرأس المال البشري. وأشار الفطيسي أن الدراسات الاستشارية تبحث الأحجام المناسبة لإطلاق الأقمار الصناعية وكيفية تحقيق الاستفادة القصوى من تطبيقات الفضاء مؤكداً أنه يمكن الاستفادة منها في مجالات اقتصادية واجتماعية متعددة.

العلوم والتقنيات

من جانبه قال مدير عام خدمات الاتصالات بوزارة النقل والاتصالات د. سعود بن حميد الشعيلي إنه انطلاقا من الإيمان العميق بأهمية الاستفادة القصوى من العلوم والتقنيات المتوفرة وتسخير ذلك لتحقيق الأهداف التنموية الشاملة في السلطنة جاء اهتمام الحكومة ممثلة بوزارة النقل والاتصالات بالنظر في التقنيات والتطبيقات السلمية للفضاء الخارجي المناسبة لاستخدامات السلطنة، وتحديد سبل الاستفادة منها واتخاذ ما يلزم حول ذلك وفق الإمكانيات المتاحة.
وأضاف الشعيلي أن مجال استكشاف تقنيات الفضاء وتطبيقاتها المختلفة، هي من أكثر المجالات التي تتنافس فيها الدول المتقدمة ولحقت بها بعض الدول الأقل تقدماً، وأن الاستثمار في هذا المجال لم يعد يعتبر شكلاً من أشكال البذخ الفكري غير الضروري.

وأشار الشعيلي إلى أن اتساع المساحة الجغرافية للسلطنة من الشمال للجنوب بجانب البعد بين محافظاتها ومناطقها، وكذلك التوزيع الطوبوغرافي للسكان، والخط الساحلي الممتد وفوق كل ذلك النهضة الحضارية التي تعيشها السلطنة، تظهر الحاجة الماسة لاستخدام تقنيات وتطبيقات الفضاء لتلبية متطلبات النهضة المختلفة بما يحقق أهدافها التنموية مؤكداً أن معظم متطلبات واحتياجات المواطن الأساسية من مختلف الخدمات تعتمد وبشكل جوهري ومتنام على تقنيات الفضاء وتطبيقاتها، مثل تقنيات الأقمار الاصطناعية الخاصة بـالاتصالات ونقل البيانات للنفاذ لشبكة المعلومات، ومراقبة الأرض والأرصاد والملاحة الجوي وما يتعلق بها، كلها أصبحت ضرورية في حياتنا اليومية.

أهمية تطبيقات الفضاء

وأفاد الشعيلي أنه كان لتقنيات وتطبيقات الفضاء دوراً ملموساً في مختلف الأعمال بالسلطنة، فقد مكنت من ربط مختلف محافظات ومناطق لسلطنة بشبكة اتصالات متنقلة، وسهلت النفاذ للإنترنت، وساعدت في الكشف والتنقيب عن الثروات الطبيعية كالنفط والمعادن والمياه الجوفية واستغلالها، ومراقبة إنتاج المحاصيل الزراعية وتصنيفها وكذلك تتبع الآفات التي قد تنتشر وتضر بها، والتخطيط الحضري للمدن والقرى، ودراسة البيئة وانتشار الأوبئة وحمايتها، ومراقبة وإدارة الكوارث الطبيعية ، وتعقب الحركات الملاحية في أعالي البحار.
وأضاف الشعيلي أن ظهور دور هذه الفوائد المختلفة لتطبيقات الفضاء وتقنياته في الانتعاش الاقتصادي والتقدم التكنولوجي أدى إلى اهتمام الكثير من الدول بمن فيها بعض الدول النامية والاستثمار بسخاء في هذا المجال وأنشأ العديد منهم مراكز أو هيئات وطنية تعتني بجميع ما يتطلبه هذا المجال من بث للوعي وبناء للقدرات والتعرف على التقنيات والتطبيقات المختلفة واستخدامها أو تطويرها أو تسخيرها بما يتناسب والحاجات المحلية منها مؤكدا أن من منطلق الإيمان بأهمية الاستفادة مما تتيحه تقنيات وتطبيقات الفضاء السلمية ومواءمتها للأهداف المحلية المختلفة، بذلت السلطنة وتبذل الكثير من الجهود للاستفادة منها فتم على سبيل المثال تأسيس مركز الاستشعار عن بعد ومركز نظم المعلومات الجغرافية اللذين تحتضنهما جامعة السلطان قابوس، كما تعتمد العديد من الجهات العامة والخاصة في عملها اليومي على البيانات والاتصالات المتأتية من تطبيقات وتقنيات الفضاء. وتوجت هذه الجهود أخيرا بانضمام السلطنة العام 2015 إلى لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، حيث تعتبر هذه اللجنة المنصة الدولية لمناقشة وتدارس المواضيع المختلفة ذات الصلة مثل تشريعات الفضاء، تقنيات الفضاء ومجالات استخدامها الممكنة تحت الظروف المختلفة بجانب بناء القدرات الوطنية المؤسسية والبشرية في هذا المجال، واصبح من حق السلطنة بل من المتوقع منها المساهمة في كل ما يتعلق من تشريعات أو سياسيات أو تقنيات ذات الطابع السلمي للفضاء وبناء القدرات المتخصصة والمؤسسات المعنية.

تعاون وتنسيق

وفي ذات السياق استرسل الشعيلي قائلا: ومن أجل القيام بهذه المهمة كما يجب، ارتأت الوزارة وبالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية المختلفة أن تعمل على عدة محاور، أهمها بث الوعي بين مختلف فئات المجتمع من صناع قرار وعامة حول أهمية الاستفادة من تقنيات الفضاء المتوفرة وتسخيرها بما يحقق الأهداف التنموية للسلطنة، بجانب النظر في أفضل الممارسات الهيكلية لمؤسسة وطنية تُعنى بتوحيد وتكامل الجهود المبذولة في هذا المجال بما يحقق الأهداف المنشودة ويحول دون تكرار الجهود أو مضاعفة الموارد.

وأضاف: أنه استكمالاً لتلك الجهود التي بدأتها الوزارة، جاءت إقامة هذه الندوة الوطنية لتركز على أربعة محاور من التطبيقات السلمية للفضاء الخارجي وهي التخطيط والاستشعار عن بعد، والتنمية المستدامة، وإدارة المخاطر والدراسات البيئية، و اتصالات الفضاء وربط البيانات، وكل هذه المحاور تدعم تحقيق الأهداف التنموية. يذكر أن الندوة تشهد خلال يومين تقديم 17 عرضاً لمختلف التطبيقات السلمية الممكنة الاستفادة منها بالسلطنة، كما سيعرض الخبراء التجارب الناجحة والممارسات المفضلة للاستفادة من هذه التطبيقات وتسخيرها لخدمة أهداف السلطنة.