مسقط - عزان الحوسني
تسارعت وتيرة الكشف المبكر عن أمراض السرطان بالسلطنة خلال السنوات القليلة الفائتة، وذلك مع دخول التقنيات الحديثة في مجال علوم الطب ، الأمر الذي ساهم جليا في اللحد من إنتشاره .
وبين مدير دائرة الأمراض المزمنة بالمستشفى السلطاني د.أحمد البوسعيدي إن السجل الوطني للسرطان الدعامة الرئيسية لبرامج علاج ومكافحة السرطان ، ويعتبر مصدر أساسي موثوق يعتمد عليه صناع القرار عند وضع برامج الوقاية مما يساعد على التوجيه الأمثل للموارد المالية والبشرية ، ومن هذا المنطلق فقد أنشئ السجل الوطني للسرطان في عام 1985م كسجل يتم العمل به في المستشفيات،وكانت تسجل فيه فقط الحالات المعالجة في المستشفيات المرجعية (المستشفى السلطاني بشكل رئيسي).
وأضاف البوسعيدي: أنه منذ عام 1996م ومع إنشاء دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض غير المعدية ، يتم اصدار تقرير عن معدلات حدوث السرطان في السلطنة بصفة دورية وآخر تقرير تم إصداره هو تقرير لعام 2012م ، الذي اوضحت الاحصائيات فيه ،ان اجمالي الحالات المسجلة بين العمانين خلال عام 2012 م كانت 1212 حالة بالاضافة الى 102 حالة بين الوافدين والذي يمثل ما نسبته (7.8%) من أجمالي الحالات، وبلغ معدل الذكور إلى الإناث 1:1.02 وبلغ عدد الحالات المبلغ عنها بين الاطفال في عمر الرابعة عشر فما دون ذلك 87 حالة ، بلغ متوسط العمر عند التشخيص 53 سنة ويرتفع ذلك عند الذكور ليصل إلى 59 سنة مقارنة بالاناث 49 سنة.
عشرة سرطانات
واشارإلى أن الاحصائيات لعام 2012 قد بينت أهم عشرة سرطانات شائعة بين العمانيين (ذكور واناث) ، وهي كالتالي سرطان الثدي بالمرتبة الاولى تم سرطان القولون والمستقيم يليه سرطان المعدة ثم سرطان الغدة الدرقية ثم داء اللاهودجن اللمفوما بالمرتبة الخامسة يليه سرطان غدة البروستات واللوكيميا وسرطان الرئة وسرطانات الجلد الاخرى وسرطان المثانة على التوالي.
أما فيما يتعلق بالسرطانات الخمس الاكثر شيوعا بين الذكور فقد اوضحت الاحصائيات ان سرطان غدة البروستات هو الاكثر شيوعا يليه سرطان القولون والمستقيم ثم داء اللادهوجنز اللمفوما ثم اللوكيميا واخيرا سرطان المعدة. بينما بالاناث ياتي بالمرتبة الاولى سرطان الثدي يليه سرطان الغدة الدرقية ثم سرطان القولون والمسقيم فاللوكيميا واخيرا داء اللادهوجنز اللمفوما.
سرعةالأكتشاف
من جانبه أشار مدير مركز الأخصاب والوراثة واستشاري العقم وأطفال الانابيب د.معتز جادو إلى تطور معرفة أمراض السرطان مبكرا قائلا: هناك ازدياد كبير في العالم بصوره عامة والسلطنة بصورة خاصه نظرا لارتفاع آلية التشخيص المبكر وازدياد الوعي الصحي عند الكثير مما ساعد علي سرعة اكتشاف امراض السرطان مبكرا وكذلك الدورالمهم في التوعيه والتدريب للعاملين في هذا المجال.
وأوضح جادو المسببات الرئيسية للمرض بالسلطنة قائلا : الكثير من امراض السرطان مجهولة السبب الا انه هناك عوامل كثيرة تساعد علي ارتفاع الاصابة بالسرطان وبخاصة ممن لهم تاريخ عائلي ايجابي من اصابة احد افراد الاسره بالسرطان الامر الذي يحتاج إلى زياده الوعي بين الاشخاص الذين تعرض أي فرد من أسرتهم بهذا المرض.
وأضاف :مما لاشك فيه ان الاقبال علي جميع المواد الغذائية المصنعه وجد انها سبب مباشر لتدهور صحه الشباب في مقتبل العمر الامر الذي يحتم علي مقدمي الخدمه الطبيه زياده توعية المجتمع بما يحول دون انشار او زيادة اعداد المرضي .
وأشارمدير مركز الأخصاب والوراثة عن دور الوراثة في مرض السرطان قائلا: تلعب الوراثة دور مهم في الإصابة بالمرض ، وهنا لابد من وضع برامج توعويه لاهل المريض المصاب بالسرطان واجراء المسح الشامل عليهم، حتى نتمكن من حصر وخفض مضاعافات الاصابه وتقليل الضغط علي موارد السلطنة لمعالجة المرضى وبالتالي الاهتمام بانتاجيتهم مما يعود بالنفع على المجتمع من جراء وقاية المحتمل اصابتهم من تكاليف باهضة عليه وعلى المجتمع.
جهود انسانية
وقال رئيس الجمعية العمانية لأمراض السرطان د.وحيد بن علي الخروصي : للجمعية دور كبير في المساهمة بعلاج مرض السرطان ، حيث توجد لدينا عدة مشاريع من أهمها دار الحنان وهي دار تعمل على العناية بالأطفال الذين يحتاجون العلاج من هذا المرض والذين يأتون من مناطق بعيده خارج مسقط ، فيتم إستضافتهم إلى أن ينتهي علاج أطفالهم ،وذلك لتخفيف تكاليف الإقامة والسفر بمسقط .
وأشارالخروصي: الدار تتسع لـ 16عائلة ويتم فيها توفير العلاج و السكن والأكل وكل ما يحتاجونه في فترة بقائهم ،وكذلك النقل لذهابهم لتلقي العلاج بالمستشفيات وعودتهم،ولاتقتصر الدار على العمانيين فقط أنما تشمل اسر المقيمين .
وتعد سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث ،وتُعرف المنظمة الدولية السرطان على أنه :تولد سريع لخلايا شاذة، يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة واقتحام أجزاء الجسد المتلاصقة والانتشار إلى أعضاء أخرى.
. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن 30 بالمائة من وفيات السرطان ترجع أسبابها إلى 5 عوامل هي: ارتفاع كتلة الجسم، وعدم تناول الفواكه والخضراوات بشكل كاف، وقلّة النشاط البدني، وتعاطي التبغ، وشرب الكحول.
وتقول المنظمة في هذا الصدد إن تعاطي التبغ من أهم عوامل الأخطار المرتبطة بالسرطان، إذ يتسبب بوفاة 22 بالمائة من وفيات السرطان العالمية، و71 بالمائة من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة.ومن الملاحظ أن نحو 70 بالمائة من مجمل وفيات السرطان التي سُجلت في عام 2008، حدثت في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسطة.وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، حيث سيصل إلى أكثر من 13 مليون وفاة عام 2030.