وتيرة القتل والأسر تتسارع مع تقدم القوات العراقية باتجاه الموصل

الحدث الجمعة ٢٨/أكتوبر/٢٠١٦ ٢١:٥٢ م
وتيرة القتل والأسر تتسارع مع تقدم القوات العراقية باتجاه الموصل

جنيف – ش – وكالات
تتزايد المخاطر على مصير مدنيو الموصل مع تقدم القوات العراقية باتجاه المدينة وهو ما اعلنته مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان امس الجمعة حيث قالت ان مسلحي تنظيم داعش قتلوا 232 شخصا على الاقل في الموصل ومحيطها الاسبوع الماضي مع تقدم القوات العراقية باتجاه المدينة.
وقالت الناطقة باسم المفوضية رافينا شمدساني للصحافيين في جنيف "الاربعاء الماضي افادت معلومات بقتل 232 شخصا بالرصاص، وبين هؤلاء 190 ضابطا سابقا من قوات الامن العراقية". واضافت ان "هذه المعلومات تم التثبت منها قدر الامكان"، مشيرة الى ان عدد الذين قتلوا في الايام الاخيرة قد يكون اكبر من ذلك.
واضافت المفوضية إن مقاتلي التنظيم احتجزوا "عشرات آلاف" الرجال والنساء والأطفال من مناطق حول الموصل ويستخدمونهم كدروع بشرية في المدينة مع تقدم قوات الحكومة العراقية.
واشارت المفوضية ان التنظيم الارهابي خطف نحو 8000 أسرة أو عشرات الآلاف من الأِفراد من مناطق حول الموصل واقتادتهم إلى المدينة ليكونوا دروعا بشرية

حصيلة المعارك
ميدانيا أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية أن العمليات العسكرية للقوات البرية أسفرت عن مقتل 225 إرهابيا من تنظيم (داعش)، خلال الفترة من 24 أكتوبر حتى مساء امس الاول الخميس، وارتفعت عدد القرى المحررة إلى أكثر من 90 موقعا وقرية منذ انطلاق عملية تحرير الموصل فى 17 أكتوبر الماضى.
وذكر الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحى الزبيدى، فى الإيجاز العسكرى أن القوات العراقية حررت 40 قرية فى إطار عملية "قادمون يا نينوى"
وأشار إلى أن العمليات شملت محاور الكوير والذى تتولاه قوات الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش ومحور القيارة الذى تعمل به قيادة عمليات تحرير نينوى وقوات الشرطة الاتحادية، ومحور سد الموصل الذى تتولاه الفرقة 16 بالجيش، مما أسفر عن تدمير أسلحة ثقيلة ومتوسطة وعتاد عسكرى وسيارات ومواقع للتنظيم.
وأضاف: أن الغارات الجوية أسفرت عن قتل 47 إرهابيا بوساطة الطيران العراقى، كما قتل طيران التحالف الدولى 25 إرهابيا ودمر 12 سيارة مفخخة ومخزن للأسلحة ومواقع دفاعية وأنفاق للتنظيم.

تبرير الهزيمة
فى محاولة لتبرير هزائمه فى الموصل، سعت قيادات تنظيم "داعش" الإرهابى، إلى تصوير الأمر على أنه مجرد ابتلاء من الله، مستغلين كعادتهم نصوص القرآن الكريم لإيهام أتباعهم بأن ما يحدث لهم هو خطة محتومة من الله لمحبيه.
وبحسب مجلة فورين بوليسى الأمريكية، فإنه وسط مقتل بعض قادته وجفاف موارده المالية وفشله فى تحقيق ما أعلن عنه إضافة إلى خسارته المتوقعة فى الموصل، يبحث أنصار داعش عن تفسيرات أيديولوجية للتحول الذى تشهده مجريات الحرب ضد التنظيم، فالحقائق على أرض الواقع تقوض تحقيق شعار دولته المزعومة "باقية وتتمدد".
ونقلت فورين بوليسى مقالاً نشر على مجلة تابعة للتنظيم الإرهابى، بعنوان "لماذا يخسر تنظيم داعش بعض الأراضى الواقعة تخت سيطرته؟ لماذا يخسر بعض قادته؟"، حيث سعى التنظيم لتصوير هزائمه على أنها فترة إبتلاء من الله، الذى يريد أن يضع عباده فى اختبارات وتجارب، لكن العناية الإلهية تظل بجانبه، مستشهدًا بما كان يحدث للأنبياء والمسلمين فى الماضى، بل ذهب إلى حث أتباعه على الفرح بهذا البلاء والترحيب بطول المدة وصعوبتها.

انتكاسات
وأشارت فورين بوليسى إلى أن داعش قد بدأ بطرح هذه التفسيرات على مضض، فحتى أواخر أبريل الماضى كان لا يزال يدعى أن الأمور تحت السيطرة، على الرغم من أنه فقد سيطرته على مدينة الرمادى خلال الشهر ذاته، لكن وسائل الإعلام التابعة له حاولت التقليل من الخسارة وادعت أن الانتكاسات التى يتعرض لها التنظيم فى بعض المناطق بالعراق وسوريا، لا تعنى أن الجهات التى تحاربه قد أصبحت أكثر قوة.
وخلصت المجلة الأمريكية بالقول، أن التنظيم الإرهابى يضع الأسس الأيديولوجية لاحتمال خسارته المزيد من الأراضى التى يسيطر عليها، لذا يلجأ إلى خداع أتباعه مستغلًا التاريخ الإسلامى.

......................

"الرد السريع" .. قوات نخبة تتقدم القوات العراقية من الجنوب لاستعادة الموصل
تتقدم قوات "الرد السريع"، احدى قوات النخبة العراقية، المواجهات على المحور الجنوبي في معركة استعادة مدينة الموصل، اكبر معاقل تنظيم داعش في العراق.
ولعبت قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية العراقية والتي تلقت تدريبا ضمن برنامج تدريب أميركي، دورا بارزا في العديد من المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية بينها استعادة الفلوجة غرب بغداد.
ويقول قائد قوات الرد السريع اللواء ثامر محمد اسماعيل لوكالة فرانس برس ان قواتنا هي "الاولى التي رشحت لاقتحام مدينة الموصل من المحور الجنوبي".
ويوضح ان قواته تشكلت من تحول كبير لقوة كانت في الاصل عبارة عن "مجموعات صغيرة من المحافظات" المختلفة كانت تتولى ملاحقة المجرمين ومقاتلة الارهاب.
وباتت قوات الرد السريع الآن مجهزة ببنادق هجومية كرواتية حديثة وعجلات من طراز "هامر" مدرعة باللون الاخضر الداكن، وتتقدم القوات بدعم من وحدات مدفعية وصاروخية خاصة بها.
ويذكر اسماعيل ان تغير طبيعة قواته جاء "عندما تغيرت المهمة عام 2014" اثر اجتياح الجهاديين مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد.
ويضيف "احتاجت فرقة الرد السريع الى المعدات القتالية لتنفيذ المهام التي كلفت بها" منذ ذلك الحين.
وارتفع عدد مقاتلي قوات الرد السريع خلال السنوات الماضية، ليصبح بالآلاف، وفقا لمصادر امنية.
ويفترض بمن يريد أن يصبح فردا من قوات الرد السريع، ضابطا او جنديا، ان يخضع لتدريبات قاسية، بينها ما يركز على اللياقة البدنية واخرى على الاسلحة، وثالثة تعرف ب"سلكشن" هي تسمية مأخوذة من القوات الخاصة الاميركية.
ويوضح ان "سلكشن" تدريب مختلط "يشمل اضافة الى بعض المهارات القتالية الخاصة بالتقدم وبتطهير المنازل وبتطهير المدن والشوارع، التعامل مع العبوات الناسفة والطبابة والاتصالات، وكثيرا من الامور التي يحتاجها المقاتل".