دو.. رينا!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٧/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
دو.. رينا!

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

كرة القدم قصة خيالية في واقعنا العماني، وهي فعلا مستديرة بما يفوق قدرتنا على تخيل موقعنا من الإعراب عليها، ومعها.

ولأنني على علاقة وطيدة مع هذه اللعبة الشعبية، منذ أن أزحنا أشجار السمر عن بقعة أرض في حارتنا لتكون ملعبا خرافيا، حيث لا أظن أن ملعبا في الدنيا يشبهه، على حسب علمي على الأقل، فالمسافات بين نقاط زوايا الملعب الأربع (الكورنر) وأعمدة المرميين لا تتساوى أبدا، عدا تداخل التل مع مساحة الملعب لتضيق المساحات وتتسع حسب الإمكان.

أجدني أسرد هذه المقدمة لأنها علامة على حالة كرة القدم العمانية، فعمليا وصلنا إلى أسوأ تصنيف دولي، وهذا ما ورثه مجلس الإدارة الحالي من السابق، بينما ورث السابق منتخبا ذهبيا، وهكذا هو الفرق بين ميراث.. وميراث.

وفي زمن الدعم الحكومي (القليل) كانت النتائج أفضل، ومع تصاعد أرقام (الريالات) نجد أن الوضع يتداعى أكثر، فلم تشفع الملايين في صنع الرؤية التي بشرونا بها، وتحولت في بطولات عدة إلى كوابيس كان هناك من يبررها، لكن الحق على المستقبل، ذلك الذي لم يصل بعد، والرؤية كانت تبتغي صناعة منتخب له.. أي لذلك المستقبل، والمخطط له، ربما، ضمن رؤية عمان 2040!

ولأني ضنين بالوقت، وقلقت عليه من إهدار الساعات الطوال في متابعة دوريات العالم، خاصة الإنجليزي، فاتخذت قراري بعدم تجديد بطاقة التشفير، أملا أن أقلع عن إدمان مشاهدة المباريات، وبذلك تراجع مستوى "طموحي" من متابعة ريال مدريد وبرشلونة وأندية لندن الكبار، إلى تحيّن كل فرصة لمتابعة أي شيء يتعلق بكرة القدم على الشاشة، من باب "الاشتياق" أو ما يمكن توصيفه أنها استجابة لتلك "العدوى القديمة"، فعلى قناة الكأس مباريات "لا جمهور فيها" لكن قد يلتقي الكبار المعروفين، بما يمكن أن يسمى كرة قدم لا تشبه تلك الأوروبية إلا من باب قواعد اللعبة، 22 لاعبا يجرون وراء كرة مستديرة، أما القناة الرياضية العمانية فما تنقله مدعاة للتأمل.

لا يمكن، بالطبع، الصبر على متابعة مباراة كاملة، إذ تبدو مملة كأنما تمتد ثلاث ساعات، والأمرّ من ذلك أن زمن اللعب الحقيقي لا يتجاوز نصف ساعة فقط، آخر مباراة شاهدتها كان اللاعبون يسقطون كل دقيقتين تقريبا، فيهوي اللاعب على جسم الآخر وليس على الكرة، وتشعر أن المستطيل الأخضر ساحة مفتوحة لنقل المصابين والجرحى من أرض المعركة، فيما يمثّل الأمر فرصة جميلة أمام البقية للاستراحة من ذلك الإرهاق الرهيب.

وقبل انطلاقة الموسم "الكروي" تشعر أن كل شيء "تمام التمام" كما هي تصريحات إدارة المنتخب واللاعبين قبل أية بطولة ومباراة، كأنما الفوز "تحصيل حاصل"، لكن ما أن يبدأ "الدوري" حتى تحين حالة الانكشاف على المساوئ، والمخطئ دائما ذلك المدرب، وبعد سبع جولات فقط نجد أن الضحايا عشرة مدربين، أقيلوا أو استقالوا، وكان حظ أحد الأندية وافرا حيث شملت الاستقالات حتى مجلس الإدارة!!