تعد الأحدث من نوعها عالميا.. تدشين عدد من الأطراف الصناعية الإلكترونية الحديثة بمستشفى خولة

بلادنا الخميس ٢٧/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
تعد الأحدث من نوعها عالميا.. 
تدشين عدد من الأطراف الصناعية الإلكترونية الحديثة بمستشفى خولة

مسقط - ش

أسهمت التطورات الطبية والتكنولوجيا الحديثة فيما يختص بالأطراف الصناعية في تحسين حياة من فقدوا أطرافهم لأي سبب كان، وتحويل حياتهم لشكل أكثر طبيعية وإنتاجا في المجتمع بعد أن كانت مشاكل البتر تؤدي بالمريض إلى الانطواء وتعرضه لمشكلات اجتماعية لا حصر لها.
وفي هذا الإطار دشنت وزارة الصحة ممثلة بقسم الأطراف الصناعية بمستشفى خولة مؤخرا أحدث أجهزة الأطراف الصناعية لـ 13 مريضا كدفعة أولى شملت أجهزة إلكترونية تعمل وفقا لأعصاب الطرف المبتور وأجهزة أخرى تجميلية وأجهزة أخرى داعمة للعظام، وذلك بالتعاقد مع شركة ابن سينا للتجهيزات الطبية وشركة ستيبر (Steeper) البريطانية الرائدة في تطوير الأيدي الصناعية، بقيمة بلغت ثلاثمائة وخمسة وثلاثين ألفا وخمسمائة وسبعة وتسعين ريالاً عمانياً (335597) للدفعة الأولى.
وأوضح المدير العام لمستشفى خولة الدكتور علي بن محاد المعشني أن ارتفاع نسبة الحوادث المرورية والازدياد المطرد في الإصابة بمرض السكري، هما السببان الأبرز لبتر الأطراف في مختلف دول العالم، حيث إن بتر الأطراف غالبا ما يؤدي بالمريض إلى الانطواء ويعرضه لمشكلات اجتماعية لا حصر لها، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من الأطراف الصناعية يتمثل في إعادة تأهيل المرضى، ومساعدتهم على مواصلة حياتهم بصورة طبيعية.
وأضاف المعشني: "تسعى وزارة الصحة جاهدة لتوفير كل احتياجات المرضى في مختلف مؤسساتها في السلطنة وفي هذا المجال قامت الوزارة بالتعاقد مع شركة ابن سينا للتجهيزات الطبية وشركة ستيبر البريطانية المتخصصة في تطوير الأيدي الصناعية لتوفير عدد من الأطراف الصناعية لعدد من المرضى الذين تعرضوا لبتر أيديهم سواء بسبب حوادث السير أو بسبب بعض الأمراض أو بسبب ضعف في الأعصاب وبالتالي فقدت قدرتها على العمل بشكل طبيعي.
وأردف قائلا: "وبعد توفير هذه الأطراف الحديثة سيصبح بإمكان من يعانون من بتر الأطراف أن يكونوا أشخاصا منتجين يتمتعون بحياة طبيعية، وقادرين على العمل وممارسة الرياضة والحياة يشكل طبيعي، وجودة الحياة للشخص مبتور الطرف تعتمد على جودة الطرف التعويضي من حيث القياس والنوع، فهناك أطراف تعويضية بدائية وبدون تعويض للمفصل المبتور من الطرف، بينما البعض الآخر حديث ويمكن برمجته بالحاسوب للقيام بالوظائف المعقدة مثل حركة اليد، إضافة إلى الأطراف الصناعية التجميلية التي لا تتوفر بها إمكانية القيام بالوظائف الحركية". وأفاد بأن من بين الأطراف المستحدثة تلك التي يمكن استخدامها لمن أصيبوا بفقدان وظيفة الطرف الطبيعي نتيجة لحادث أو غيره، إذ تستدعي تلك الحالات وجود جبيرة أو دعامة لهذا الطرف لتحسين أدائه الوظيفي، وكذلك من يعانون تشوها في العمود الفقري هم بحاجة إلى دعامة للجذع، لتحسين وتقليل التشوه في عظام العمود الفقري.
وحول الفريق الطبي المسؤول عن تركيب الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية أوضحت ذكية بنت سعيد النوبية – أخصائية الأطراف الصناعية وتقويم العظام بمستشفى خولة - أن تأهيل المصاب يتم عن طريق فريق متكامل من أخصائيي العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وأخصائيي الأجهزة التعويضية، إضافة إلى مراجعة من قبل الجراحين المختصين، وقد تحتاج بعض الحالات إلى دعم نفسي من أخصائيي العلاج النفسي والاجتماعي.
وأكدت النوبية أن عيادة الأطراف الصناعية أصبحت توفر تقنيات متطورة للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، وتمنح مزيدا من التأهيل والاستقلالية لذوي الأطراف المبتورة، كما يتم عمل تقييم شامل للمرضى، وتقديم ما يناسبهم من منتجات تعويضية لمساعدتهم على مزاولة كافة الأنشطة بسهولة ومرونة، من دون الحاجة إلى مساعدة من الغير.
وتابعت: كذلك يتم في ورشة العيادة تصنيع وتركيب جميع أنواع الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وأجهزة تقويم العظام والتشوهات لجميع الأعمار من المرضى الأطفال والكبار، إضافة إلى توفير كافة أنواع الأجهزة المساعدة التي يحتاجها ذوو الاحتياجات الخاصة من أجهزة تقويم للعمود الفقري والوسائل المساعدة على الحركة إلى جانب الأجهزة الالكترونية المتطورة التي قام المستشفى باستيرادها مؤخرا من المملكة المتحدة بالتعاون مع شركة ابن سينا للتجهيزات الطبية.
بلغ عدد الأجهزة المصروفة 13 يداً مقسمة على نوعين مختلفين من الأيدي الصناعية قام بتركيبها احد خبراء شركة Steeper البريطانية وكانت كالتالي:
النوع الأول يطلق عليه (Be Bionic) وهي نوع من الأيدي الصناعية المتطورة والمتحركة التي تتفاعل مع المريض عن طريق تحريكها باستخدام العضلات النشيطة المتبقية في الذراع، حيث بإمكان المريض تحريكها لكي يتمكن من الإمساك بالأشياء الصغيرة كالأقلام والأكواب والأوراق وبلغ عددها (9) أيدي إلكترونية.
أما النوع الثاني (Cosmetic) فهي أيد صناعية تجميلية وهي تصرف للمرضى الذين لا توجد لديهم عضلات نشيطة في الجزء المتبقي من الذراع، حيث تقوم هذه الأيدي بعمل تجميلي مظهري فقط وبلغ عددها (4) أيدي.
مراحل التركيب تمر عملية تركيب الطرف الصناعي بعدة مراحل، أولها تحويل المريض من قبل الطبيب الذي يقوم بتشخيص الحالة ويوصي بتركيب الجهاز، بعد ذلك يتم أخذ المقاسات الخاصة بالطرف الصناعي ومن ثم البدء في تصنيعه في الورشة الخاصة بالعيادة أو طلب الأطراف الصناعية الالكترونية من الشركة المستوردة لها، وبعد تركيب الطرف على المريض يتم تحويله إلى اختصاصي الأطراف لتدريبه على التعايش مع الجهاز أو الطرف الصناعي.

أهمية استخدام الأطراف الصناعية:
■ تساعد على تأهيل وإعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
■ تزيل العوائق والصعوبات التي تحول دون الاندماج في المجتمع والحياة.
■ أداء الأنشطة والوظائف المناسبة لمستوى الإعاقة عند الشخص.
■ تزيد من ثقة الشخص المعاق بنفسه واعتماده على ذاته.
■ تساعد على مزيد من الانخراط والتفاعل في الحياة العلمية والتربوية والاجتماعية.

عيادة الأطراف الصناعية بمستشفى خولة
استطاعت عيادة الأطراف الصناعية بمستشفى خولة أن تعزز من تواجدها بمثابة وحدة متخصصة في مجال تركيب وتصنيع الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية منذ إنشائها عام 1982م وذلك بهدف توفير الاحتياجات المناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة في السلطنة والتي تساعدهم في القيام بأنشطتهم المعتادة في الحياة اليومية وكذلك الحد من تأثير الأضرار الناتجة عن الإعاقة.
وكان القسم قد بدأ بتصنيع الأطراف الصناعية السفلى فقط (الأرجل) وبعد ازدياد الطلب والحاجة للأطراف العلوية قام القسم باستحداث أجهزة تصنيع تلك الأطراف التي كانت تستخدم فقط بغرض التجميل.
ومن ثم تم استحداث أجهزة دعم العظام والعمود الفقري وتشوهات الجمجمة ودعم عظام الأطفال حديثي الولادة الذين يحملون بعض التشوهات الخلقية في عظامهم.
وتوجد بقسم الأطراف الصناعية ورشة تقوم بتصنيع نوعين من الأجهزة وهي:
- الأطراف الصناعية: للمرضى الذين فقدوا طرفا من أطرافهم.
- الأجهزة التعويضية أو أجهزة تقويم العظام: وهي الأجهزة التعويضية للأشخاص الذين لديهم خلل في عمل أحد الأطراف.
وتمثل حالات البتر بسبب مرض السكري ما نسبته 75% من إجمالي الطلبات على تركيب الأطراف الصناعية بالسلطنة.
وتأتي بعد ذلك حالات البتر بسبب حوادث السير وحوادث العمل المختلفة والأجهزة الداعمة للعظام لحاملي التشوهات الخلقية في العظام والجمجمة وحالات شلل الأطفال والحروق وأجهزة الدعم لبعض الحالات المنومة بغرف العناية المركزة.
كما قامت الوزارة باستحداث أقسام للأطراف الصناعية في ثلاث ولايات وهي صحار ونزوى وصلالة وذلك بهدف تقليل فترة انتظار المرضى للأجهزة وكذلك التقليل من ضغط العمل على قسم الأطراف الصناعية بمستشفى خولة.