شيزوفرينيا الأندية!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٧/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
شيزوفرينيا الأندية!

سالم الحبسي
ss.alhabsi@hotmail.com

السبت..

عقارب الساعة تتحرك، والأيام تتغير، وما زالت بعض العقول واقفة متجمدة. أحياناً تعتقد بأنها مبادئ، ويا ليتها تكون كذلك. ففي الوقت الذي كانت فيه «بعض الأندية» تؤيد إقامة واستمرار دوري المحترفين الذي يدخل سنته الرابعة على التوالي، ظهرت بعض الأندية بعد أقل مِن عشرة أيام تطالب بمستحقاتها المالية من اتحاد الكرة الجديد وهي التي سكتت على مطالبها منذ مايو الماضي بل ووقّعت على كل الاتفاقات المالية مع الاتحاد السابق بأنها تنتظر مبالغها في بداية العام الجديد!

الأحد..

نفس الأندية التي كانت من قبل راضية بالتأخيرات المالية هي نفسها من انبرت اليوم لتطالب بمستحقاتها القديمة من الاتحاد الجديد وكأنها تريد أن تُمارس ورقة ضغط مبكرة على المجلس الجديد الذي لم يجد في خزينته المالية سوى «70 ألف ريال» هي ما تبقى من الموازنة الخاصة بالاتحاد، طبعاً بعد أن قام المجلس السابق الذي أعطى وعودا كبيرة بدفع مستحقات الأندية، بصرف كل الدفعة التي دفعتها الشركة الراعية لدوري عمانتل للمحترفين، فأصبح الوضع «كأنك يا بوزيد ما غزيت»!

الاثنين..

في اجتماع اتحاد الكرة الجديد مع أندية المحترفين والذي طلبته أندية الصمت المطبق سابقاً لأول مرة تعلن العقود وتفاصيلها وقيمتها بشفافية مطلقة على الرأي العام وهي خطوة لم نعهدها في السابق.. اكتشفت الأندية بأن خزينة الاتحاد خاوية، وأن «فلوسها» في الرعاية الجديدة للموسم الجديد ذهبت مع الريح.. ولم تكن سوى مفاجأة واحدة مِن المفاجآت التي بدأت ترى النور، بعد أن كان عنوان الاتحاد السابق يغلق كتابه الأخير بعنوان «مؤسسة متكاملة»!

الثلاثاء..

قبلت الأندية في السابق أن تتأخر مستحقاتها وقبلت بالوضع طوال السنوات الماضية، وبعد كل أزمة كانت تتم المعالجة الجزئية، يعني الدفع بالتقسيط المريح للاتحاد، أما اليوم فقد شمرت بعض الأندية عن ساعدها واستلت رسائلها للمطالبة بمستحقاتها التي سكتت عنها دهرا، فماذا سيفعل اتحاد الكرة الجديد الذي سيواجه أزمة مالية حقيقية ستثار بشكل مستمر بصور مختلفة، فأصدقاء الاتحاد باتوا اليوم في أزمة مالية خانقة فهل من منقذ..؟!

الأربعاء..

والشيء بالشيء يذكر، فمع الأزمة المالية للأندية التي تطالب بمستحقاتها المتأخرة «بدون فوائد» كذلك ظهر على قائمة الانتظار «حكام الكرة» الذين لم يستلموا مستحقاتهم وكانوا على وعود طويلة وعريضة وما زالوا في قائمة الانتظار، ومعهم اللجان القضائية التي لم تستلم مكافأتها، وربما إحدى الاستقالات التي تمت من اللجان القانونية هي بسبب الوعود المتكررة والتي لم تنتج عنها حلول جذرية حتى انتهى ورحل المجلس السابق..!!

الخميس..

أما المديونية المتراكمة فحدّث ولا حرج، فالبعض اعتبر المديونية المعلنة «مليون و700 ألف ريال» هي مديونية بسيطة وطبعاً لأسباب، فيما خرجت معلومات جديدة تشير إلى أن المديونية بلغت حتى الآن «مليونين و600 ألف ريال» بزيادة 70% عن المديونية التي عرضت على الجمعية العمومية، وما خفي كان أعظم.. وللحديث بقية!