المونديال .."إرث مستدام" !

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٧/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
المونديال .."إرث مستدام" !

باسم الرواس

على مدى 22 يوما عاشت الأردن عرس استضافة مونديال السيدات تحت 17 سنة كأول دولة عربية شرق أوسطية تتصدى لإقامة هذه البطولة .. وهو ما ينبغي ان ينعكس بصورة ايجابية على مستقبل كرة القدم النسوية الاردنية والعربية والآسيوية بحسب ما أعلن رئيس الاتحاد الاردني الأمير علي بن الحسين .
يقول الأمير علي عن هذا الحدث :" ينبغي ان يُسهم في تمكين منظومة أسرة الكرة الاردنية من تحقيق اهدافها المنشودة وتطلعاتها المستقبلية خاصة بعدما وفّرت استضافة كأس العالم بنية تحتية مثالية ستُمكن الأردن في المستقبل من استضافة البطولات القارية والعالمية" .
كلام الأمير علي يفتح الباب أمام نقاش مثمر عن استضافة المنطقة العربية لمثل هذه الاحداث التي لا تقتصر أهميتها فقط على الجانب الفني بل يمتد الى ما هو أسمى وأبلغ خصوصا عندما يتعلق الأمر بالترويج للبلد وتحسين المعدلين التجاري والسياحي وإعادة تأهيل البنى التحتية والاستفادة من تراكم الخبرات .
وشكل استضافة الاردن لمونديال يشارك فيه أفضل 16 منتخبا في العالم على مستوى السيدات، حدثا سياحيا ايضا يساهم في إبراز صورة الأردن ومعالمه التاريخية، حيث مهدت كأس العالم لاستراتيجية واسعة النطاق لرفع اسم الاردن وعلامتها التجارية من خلال إفساح المجال أمام شريحة عالمية واسعة من المشجعين لمشاهدة المزايا العامة إلى جانب إفساح المجال امام تركيز اهتمام وسائل الاعلام على البلاد قبل وأثناء وبعد الحدث.
وعلى الرغم من أن تنظيم كأس العالم تطلب أموالا ضخمة لإعادة تأهيل أعمال البنية التحتية من أجل تلبية متطلبات الدورة إلا أن تلك الأعمال المخطط لها تُشّكل أرضية صلبة للأجيال القادمة ..
صحيح انه لا مجال للمقارنة بين كأس العالم للرجال وكأس العالم للسيدات تحت 17 عاما، لكن قراءة الارقام تكون مفيدة في مثل هذه الاحداث لإظهار حجم الأهمية .. فكأس العالم التي اقيمت عام ٢٠٠٦ في المانيا كان لها تأثير كبير على الدولة وعلامتها التجارية، فالمانيا بعد بطولة كأس العالم 2006 ارتفع ترتيب علامتها التجارية على الميزان العالمي من رقم ٧ الى رقم ١.
وليس بعيدا عن الأردن، فإن كأس العالم المقررة في قطر عام ٢٠٢٢ تعمل على تقديم فرصة للدولة لزيادة عدد مشاهديها الى ٢٦ مليار متفرج من خلال شاشات التليفزيون الى جانب مئات الآلاف من الزائرين الذين سيحضرون هذا الحدث الرياضي . فمن خلال الإدارة الفعالة، والتسويق الجيد للعلامة التجارية، سوف تساهم كأس العالم في توليد قيمة تجارية وطويلة الأجل للعلامة التجارية والعمل على نمو الناتج الاجمالي لأكثر من ٢٥ سنة قادمة .
حسن الختام :
يجب الاقرار أن استضافة كأس العالم تمثل الخطوة الأولى الوحيدة للحصول على فوائد طويلة الأجل للدولة المستضيفة وذلك بالاعتماد على استراتيجية مبكرة ومركزة لفهم الإرث على أنه بمثابة شرط اولي للنجاح .