عراقيو الموصل محاصرون

الحدث الخميس ٢٧/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
عراقيو الموصل محاصرون

عمّان – ش

يزداد القلق دولياً على السكان العراقيين في مدينة الموصل في ظل مخاوف تتعلق بحدوث أكبر موجة نزوح إلى جانب تعرض المدنيين للقتل والتهديد جراء أعمال القتال الدائرة بين القوات العراقية وتنظيم داعش الإرهابي.
وفي هذا السياق؛ أوضح المجلس النرويجي للاجئين في العراق، في بيانٍ وصل الشبيبة نسخة منه، أن ما مجموعه 1.2 مليون عراقي محاصرون داخل الموصل، وليس هنالك أية معلومات عن تمكن أي شخص من مغادرة المدينة.
وبحسب المجلس، فإنه وبد مضي أسبوع واحد على بدء العمليات العسكرية من قبل القوات العراقية لإعادة السيطرة على مدينة الموصل، شرد ما يزيد عن 5000 شخص حالياً من ضواحي المدينة.
تستوعب ما يصل إلى 60 ألف فرد؛ حيث ما زال العمل جارياً لإنشاء المزيد من المخيمات، في ظل توقعات بوصول حوالي 20 ألف شخص في الأسابيع الأولى للهجوم. ويشكل الوصول إلى الناس الذين هم في حاجة للمساعدة تحدياً كبيراً.
وأفاد المجلس النرويجي في بيانه أن المدارس المتواجدة في مناطق النزوح مغلقة أو يتم استخدامها كمواقع للفحص، مما يثير المخاوف من أنه قد يستمر استخدام هذه المدارس لأغراض غير تعليمية، بما في ذلك استخدامها كمأوى للنازحين.
ويسبب الدخان السام الناتج عن اطلاق داعش النار على مصنع الكبريت في شمال ناحية القيارة مشاكل حادة في الجهاز التنفسي في الأحياء المجاورة. وقد قام داعش بإطلاق النار على المصنع في 21 أكتوبر. وفر أيضاً ما يقارب 800 شخص إلى الجنوب بحثاً عن المساعدة الطبية، إلا أنه يوجد هناك نقص في الأدوية المتخصصة والأكسجين اللازم لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي.
ومع تقدم العمليات العسكرية في الموصل، تبقى بعض المجتمعات في مكانها أو تعود إلى قرى تم مسحها حديثاً، حيث يتم المخاطرة بالمياه والصرف الصحي هناك.
وبينما لا تزال الطرق المؤدية إلى خارج الموصل مغلقة من دون نزوح أي شخص جنوباً، إلا أنه تمكن 912 عراقياً من القرى المحيطة بها من العبور إلى مخيم الهول للنازحين في سوريا قبل بداية العمليات. وبحسب ما ورد المجلس النرويجي، فقد دفع الكثير منهم للمهربين ما يتراوح بين 200 إلى 300 دولار أمريكي للشخص الواحد.
ويستضيف المخيم الآن حوالي 5056 فرداً يعانون من صدمة وضائقة خطيرة بعد هروبهم من داعش. كما أنه قد يدخل ما يقدر ب 50 ألف لاجئ عراقي إلى سوريا من الجهة الشمالية الشرقية في الأسابيع القادمة عبر طريق لم يتم مسحه بعد للكشف عن الألغام الأرضية.
وأعلن العديد من الواصلين حديثاً إلى مخيم الهول، وعلى نقيض اللاجئين الآخرين الذين فروا سابقاً، عن رغبتهم في البقاء في سوريا إلى أن تعود البلاد آمنة كما في السابق. كما أخبرنا العديد من الرجال عن فرارهم من التجنيد القسري لداعش قبيل الهجوم العسكري على الموصل.
ويعتقد بأنه تم القبض على 3 آلاف شخص من سوريا والعراق على معبر سليبي وهم ينتظرون فحصهم بينما ينامون في الهواء الطلق من دون مأوى وغيره من الضروريات الأساسية كالغذاء، والماء والملابس.
ويستجيب المجلس النرويجي للاجئين لأزمة الموصل من خلال توزيع الطرود الغذائية الطارئة ومياه الشرب ولوازم النظافة وعُدد الأطفال على العائلات النازحة. كما يقدّم المجلس مساعدات قانونية خاصة بالتسجيل والسجل المدني والنشاطات التعليمية للأطفال.
وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق، وولفغانغ غريسمان: "في الوقت الذي نشهد فيه على تكشف هذه الأزمة الضخمة، لا نزال نشعر بقلق مهول على أكثر من مليون عراقي عالقين داخل الموصل حيث لا يتوافر لديهم طرق آمنة للخروج بعد. فإن الوصول إليهم مستحيل بالنسبة لنا، كما أن مستلزماتهم الضرورية ستبدأ بالنفاذ قريباً. أخبرنا الناس الفارين من القرى والبلدات المحيطة بالموصل أنهم وصلوا إلى حالة من اليأس وهم ينتظرون أياماً وأسابيع طويلة من الجوع قبل تمكنهم من الفرار إلى بر الأمان. ندعو الأطراف المتحاربة مرة أخرى لاعتبار سلامة المدنيين العراقيين وحمايتهم أولوية قصوى. فعلى هذا الكابوس الطويل والممتد أن يتوقف على الفور".