تشجيع المتهربين من الضرائب

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٧/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
تشجيع المتهربين من الضرائب

كارل ليفين

قطاع عريض في الحملة الرئاسية لأفراد أثرياء للغاية مثل دونالد ترامب وشركات ذات ربحية عالية مثل ابل متهربون ضريبيا. والواقع أننا قد تحملنا الثغرات الضريبية غير المبررة من جانب الأفراد والملاذات الضريبية من قبل الشركات متعددة الجنسيات لمدة طويلة للغاية، وستظل مخططات التهرب الضريبي من قبل ترامب مخبأة جزئيا على الأقل طالما أنه يستطيع التهرب من خلال الاحتفاظ بسرية الاقرارات الضريبية.
بيد أن حيل شركة ابل الضريبية معروفة جيدا، فالأرباح التي تحصل عليها ابل من المبيعات في الخارج لمنتجات تم تصميمها وتطويرها في الولايات المتحدة يجب أن تخضع للضريبة داخل الولايات المتحدة، لكن أبل حتى الآن تتهرب من هذه الضرائب عن طريق نقل حقوق الملكية الفكرية لنفسها في ايرلندا، من خلال شركات هيكلية تابعة لها بعدد قليل من الموظفين ونشاط مادي واقتصادي محدود.
بل إن ابل تتجرأ على الإدعاء أن تلك الشركات التابعة في ايرلندا غير ملتزمة بدفع الضرائب في أي مكان، سوى القيمة الرمزية التي تقل عن 1 في المائة الى ايرلندا في إطار ترتيب خاص. وبعد تحقيق في مجلس الشيوخ من الحزبين بقيادة السيناتور جون ماكين وكاتب هذه السطور كشفنا التهرب الضريبي لأبل في عام 2013، ولم يكن من المستغرب أن أوروبا تتعقب الشركة. وربما يكون من الصعب فهم السبب وراء فشل مصلحة الضرائب الأمريكية في متابعة تحصيل الضرائب على الإيرادات لأكثر من عقد من الزمان، وفيما ظلت ملتزمة بموقف سلبي، تدخلت أوروبا لسد الخلل.
وانه لعار على شركة آبل أن تتهرب من سداد الضرائب في الولايات المتحدة، وعار على مصلحة الضرائب ووزارة الخزانة الأمريكية لفشلهما في التصدي للتهرب الضريبي من أبل.
والآن تهاجم وزارة الخزانة المفوضية الأوروبية لاغلاق ملف التهرب الضريبي لأبل، على الرغم من أن اللجنة قد دعت الولايات المتحدة بصورة وبلدان أخرى بصورة معلنة لجمع أي حصة من الضرائب المتأخرة يعتقدون أنها مستحقة لهم. وبدلا من قبول هذا العرض تهدد وزارة الخزانة بحرب ضريبية.
وأعتقد أنه على الإدارة المقبلة أن ترسم مسارا جديدا، فالحد من الملاذات الضريبية مثل أيرلندا يخدم مصالح الولايات المتحدة بشكل مباشر من خلال المساعدة على الحد من الحوافز الضريبية القوية لشركات أمريكية لنقل العائدات الى الخارج. والشركات الأمريكية تحقق اليوم عوائد هائلة في الخارج تناهز 2.4 ترليون دولار، معظمها في الملاذات الضريبية، ومن ثم تتهرب من دفع نحو 700 مليار دولار ضرائب في الولايات المتحدة.
والتهرب الضريبي للشركات يحرم وزارة الخزانة والمجتمعات الأمريكية موارد هي في أمس الحاجة اليها. وعلى سبيل المثال فإن شركة ابل وحدها أخفت 215 بليون دولار من الأرباح في الخارج متهربة بذلك من سداد نحو 66 بليون دولار الى الضرائب الأمريكية.
ويتهم وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو المفوضية الأوروبية بمحاولة جمع ضرائب غير مستحقة من شركات أمريكية، والمفارقة أن الولايات المتحدة تسمح للشركات الأمريكية أن تؤجل إلى أجل غير مسمى دفع الضرائب على الارباح خارج الأراضي الامريكية بسبب ثغرة في القانون يطلق عليها "التأجيل". وإذا كنا نرى أن الدول الأخرى لا يمكنها فرض ضريبة على تلك الأرباح، بينما لن نقوم نحن بتحصيلها، فإن ذلك يعني أننا نقول أن الشركات الأمريكية التي تنتشر في أنحاء العالم لا ينبغي أن تدفع الضرائب على هذه الأرباح على الاطلاق، على الرغم من أن معظم الشركات الأمريكية لا يمكنها تجنب الضرائب بهذه الطريقة و من الضروري أن تقوم الجهات المسؤولة في الولايات المتحدة بالتحرك لإنهاء التهرب الضريبي للشركات والبدء في ملاحقة 100 بليون دولار نخسرها كل عام بسبب تحويل الأرباح، بدلا من توجيه الانتقاد الى دول أخرى على استعداد لاتخاذ الاجراءات الصحيحة مع الشركات متعددة الجنسيات التي تحقق ارباحا طائلة.
عضو ديمقراطي عن ميتشيجان في مجلس الشيوخ الاميركي من 1979-2015.