انتبهوا .. البيروقراطية مستمرة

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com

تحدثنا مراراً وتكراراً حول موضوع البيروقراطية وانتشارها خاصة في المؤسسات الحكومية وتأثيرها فيما يخص انجاز المعاملات في مختلف الدوائر والاقسام وبالتالي تأثيرها الكبير على مستوى النجاح الذي ننشده في تقدم وتطور هذه المؤسسات ومدى مواكبتها لمختلف التطورات والمستجدات فيما يتعلق بتقديم الخدمات المختلفة ، ورغم اننا لابد ان نشيد بالتحسن الذي حصل في مجال تقديم الخدمات وسرعة انجاز المعاملات والتقليل من البيروقراطية والمركزية العقيمة الا اننا لابد في نفس الوقت ان نعترف ان البيروقراطية موجودة وتشكل صداع لكل مواطن او مستثمر يريد انجاز معاملة او الحصول على خدمة من هذه المؤسسات ولذلك علينا دائما ان نذكر المسؤولين بهذا الموضوع و ان لانمل من التكرار والتذكير بمرض البيروقراطية وان يكون ضمن اولويات المسؤولين عند متابعتهم سير تنفيذ الاعمال في المؤسسات والمديريات التي يشرفون عليها .
لاشك ان البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي " تنفيذ " ومن خلال الجلسات المختبرية التي جرت خلال الفترة الماضية، وشارك فيها الجميع من اصحاب القرار في المؤسسات الحكومية والخاصة ومن الخبراء والمختصين ورجا الاعمال ، تم طرح موضوع تأثير البيروقراطية على انجاز الاعمال والمعاملات وبكل شفافية ومدى تأثيرها في تعطيل الاعمال وبطئ في انجاز المعاملات المختلفة وهروب المستثمرين وغضب المراجعين الذين يترددون على هذة المؤسسات بهدف انجاز معاملاتهم ، فتجدهم ينتقلون من مكتب الي اخر ومن موظف الي موظف ومن مسؤول الى مسؤول ودون جدوى ، بينما يمكن انجاز المعاملة من خلال وقت قصير ومع موظف واحد ولكن للاسف لاتزال بعض المؤسسات والموظفين ، رغم بعض النجاح الذي تحقق ، يعملون بالفكر والاسلوب القديم واتباع ادوات وطرق قديمة تسبب في كثير من الاحيان الي تأخير انجاز المعاملات وتأثيرها على مجال العمل والاعمال ، وبالتالي يكون لها تأثير سلبي كبير على الجميع وعلى النظرة المجتمعية و على دور واهمية هذة المؤسسات وخاصة المؤسسات الخدمية التي لها علاقة مباشرة في تقديم مختلف الخدمات وفي كافة القطاعات من مواكبة التطورات الحالية ولذلك سيكون على برنامج " تنفيذ " ان يضع هذا الموضوع ضمن الاولويات والتحديات التي تواجة تطور مختلف الاعمال والقطاعات .
ان بعض المسؤولين من اصحاب المعالي والسعادة او المدراء العموم دائما يتحدثون عن التصدي للبيروقراطية وانهم يحاولون في مؤسساتهم ايجاد الحلول وتقديم الخدمات وانجازها باسلوب عصري وباتقان وسرعة ويتبعون الطرق والاساليب الحديثة خاصة في مجال تقديم وانجاز المعاملات و الخدمات بالطرق الالكترونية وهذا امر ايجابي وهناك تقدم ملحوظ في هذا الجانب علينا ان نتحدث عنة ولكن على المسؤولين في نفس الوقت ان يدركوا ان من يقابل المراجعيين في المؤسسات هم الموظفيين وليس الوزراء او الوكلاء و لذلك لابد من استهداف هذة الفئة واعطائها الصلاحيات والدورات والبرامج التدريبية والاستثمار في الاجهزة الحديثة ودعم الافكار المتطورة التي تساهم في سرعة انجاز المعاملات والتقليل من البيروقراطية والتصدي لها بكل حزم حتى نستطيع تحقيق انجازات وتقدم في هذا المجال فلايعقل ونحن في هذا العصر لازلنا نتعامل باساليب وطرق قديمة ومع موظفيين لايحاولون اتباع سياسة التغير ومواكبة المستجدات والتطورات في مجال تقديم مختلف الخدمات والتسهيلات للمراجعين سواء كانوا افراد او شركات او رجال اعمال فالدول العصرية تتقدم من خلال ماتحققة من انجازات في مختلف المجالات ومن أهمها انجاز الاعمال وتقديم الخدمات المختلفة باسلوب وطريقة حديثة .
قبل ايام ذهبت لاحدى المديريات التابعة لمؤسسة حكومية في محافظة مسقط لانجاز معاملة خدمية والحقيقة اني اول مرة ازور هذة المؤسسة تحديداً وللاسف خرجت بانطباع سلبي اننا لازلنا نتعامل مع المراجعين بنفس الاسلوب القديم وببيروقراطية عقيمة تجعلك تنتقل من مكتب لمكتب ومن موظف الي موظف و صولا الي المسؤول وكل موظف يعطيك رأي ويطلب منك الذهاب الي مكتب أخر بينما كان بالامكان افضل من ما كان ولاداعي لهذة الحركة التنقلية من مكتب الي اخر والتي جعلتني انجز معاملتي في اكثر من ساعة ونصف بين انتظار وتنقل ليس هذا فقط بل ماجعل الانتظار يطول هو ان المسؤول طلب ملف الموضوع من الارشيف او المخزن حيث اتضح ان هذة المديرية الخدمية الهامة والتي تقدم خدماتها المختلفة في منطقة كبيرة ومهمة من محافظة مسقط لاتزال تتبع الارشيف القديم في حفظ الملفات وليس الارشيف الالكتروني مما يجعلنا نتسائل ونستغرب من هذة الطرق القديمة والتي تعودنا للخلف سنوات طويلة فهل يعقل مديرية كبرى في محافظة مسقط لاتزال تستخدم الارشفة القديمة في حفظ الملفات ، ومن هنا يتضح لنا ان البيروقراطية مستمرة وصداع ومرض ينهش في عمل المؤسسات الحكومية وعلينا معالجتة سريعا وبكل الطرق و التصدي لها بكل حزم وتعاون بين الجميعوعلي المسؤولين دور مهم وكبير في اظهار المؤسسات التي يشرفون عليها بوجة واسلوب مختلف يواكب كافة التطورات والمستجدات في مجال تقديم وانجاز الخدمات والمعاملات .