ترودي روبين
أي جهد أمريكي لاستئصال تنظيم الدولة الإسلامية من العراق وسوريا في عام 2016 يجب أن يعتمد على المقاتلين الأكراد لأداء دور حاسم.
إن كثيرا من الأراضي العراقية التي تم تحريرها من قبضة داعش تم استعادتها على أيدي مقاتلي البشمركة الكردية العراقية – بدعم من الضربات الجوية الأمريكية. وبدون الأكراد، فإن أي هجوم لاستعادة الموصل، أكبر مدينة عراقية استولى عليها داعش في عام 2014 وتعد مركز قيادته، سيكون مصيره الفشل.
ولكن في الأسبوع الفائت، جاء اثنان من كبار المسؤولين الأكراد إلى واشنطن برسالة مزعجة: انخفاض أسعار النفط جعلت منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي على شفا انهيار اقتصادي.
"نحن القوة الرئيسية على الأرض، وقد وصلنا إلى المرحلة التي لا نستطيع فيها إدارة الأمور،" هكذا قال لي فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان الذي يرأسه مسعود برزاني رئيس حكومة إقليم كردستان، مضيفا "إننا نحارب بالنيابة عن العديد من الدول الأخرى. فإن كانت هذه حرب دولية فنحن بحاجة إلى المزيد من الدعم المالي".
بطبيعة الحال، كحلفاء مقربين للولايات المتحدة، يحصل الأكراد على مساعدات عسكرية، يتم توصيلها عن طريق بغداد. وتقوم القوات الأمريكية بتدريب لواءين كرديين جديدين وتوفر الطائرات الأمريكية دعما جويا حاسما للأكراد.
ولكن وجهة نظر فؤاد حسين حيوية. إن حكومة إقليم كردستان تقاتل على خط الجبهة، حيث تدافع عن ما يقرب من ألف ميل من الحدود المتاخمة لمناطق استولى عليها تنظيم داعش. وقد قال وزير خارجية إقليم كردستان فلاح مصطفى بكر إن المجهود الحربي يكلف بليوني دولار سنويا.
وقد استوعبت حكومة إقليم كردستان 1.8 مليون لاجئ ومشرد منذ حرب العراق عام 2003، وهو ما يمثل زيادة في عدد سكان الإقليم بنسبة 30%. ويشمل هذا مئات الآلاف من السوريين، إلى جانب مئات الآلاف الآخرين من الأقليات الدينية، بما فيهم اليزيديين والمسيحيين الذين فروا من داعش.
قال فؤاد حسين في مقابلة معه: "لقد ربحنا بالنازحين العراقيين بغض النظر عن الدين أو الانتماء العرقي". وهذا يعد أمرا نادرا في منطقة مضطربة تعاني من الطائفية، ولكن حكومة إقليم كردستان لم تتلق سوى مساعدات اقتصادية ضئيلة من بغداد.
وأقسى ضربة لاقتصاد إقليم كردستان لها علاقة بعائدات النفط التي يعتمد عليها الإقليم الكردي لتمويل ميزانيته. وقد أدى الخلاف بين حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية على الصادرات الكردية المباشرة من النفط إلى قطع بغداد لدعمها لميزانية الإقليم. وبسبب الجدل القانوني، كان على حكومة إقليم كردستان أن تبيع نفطها بسعر منخفض جدا.
وقد أدت هذه المشاكل إلى عجز على الحكومة مقداره 18 بليون دولار، مع استمرار انخفاض أسعار النفط. وفي الأسبوع الفائت، اندلعت مظاهرات عنيفة في إقليم كردستان بسبب تخلف الحكومة عن دفع رواتب موظفي القطاع العام.
لذلك فإن الأكراد بحاجة عاجلة إلى مساعدة مالية للأسلحة والذخائر، فضلا عن المواد الغذائية والملابس والأحذية والنقل والدواء لمقاتليهم.
يقول فؤاد حسين: "لا يمكنك إرسال قوات البشمركة إلى الموصل وبطونهم فارغة. نحن بحاجة إلى مساعدة عاجلة وإلا فإننا سنواجه خطر خسارة ما كسبناه حتى الآن".
وقد أثارت هذه البعثات الكردية نقطة مهمة أخرى في اجتماعاتهم في وزارة الخارجية وفي البيت الأبيض وفي الكابيتول هيل: إن كانت ستكون هناك أي محاولة لاستعادة الموصل في عام 2016، فإن الأكراد سيحتاجون إلى أكثر من مجرد الزيادة في المساعدات المالية.
لا يمكن تحرير الموصل بدون شريك عربي عراقي وخطة شاملة، وكلا الأمرين يبدو غائبا حتى الآن. وفي الوقت الحاضر، لدى الأكراد أسئلة أكثر من الأجوبة.
يقول فلاح مصطفى بكر: "نحن بحاجة إلى المزيد من المعدات للقتال في الموصل. نحن بحاجة إلى دبابات ومدفعية مختلفة وصواريخ. نحن بحاجة إلى بنادق قنص، والطائرات الهليكوبتر يجب أن تكون جاهزة وكذلك المستشفيات المتنقلة. ويقول "إننا نتوقع قدوم مليون لاجئ إلى كردستان، فمن سيعتني بهم؟
"من سيدير المدينة بعد التحرير ويدفع رواتب الجنود ويعالج الجرحى؟"
وأنا من جهتي أود أن أضيف، من سيمنع عمليات القتل الانتقامية أو موجات العنف الطائفي. (حتى الجنود الأكراد أو اليزيديين قد لا يكونون في مأمن، كما قالت منظمة العفو الدولية).
يقول بكر، فيما أعتبره أنا رسالة مهمة للغاية: "من المهم التخطيط المسبق من سيفعل ماذا. يجب أن تكون لدينا خطة شاملة".
والأهم من ذلك أن أي خطة لتحرير الموصل تتطلب قوات برية إضافية: فالأكراد لن يستطيعوا تحرير الموصل بأنفسهم ولن يفعلوا.
في الوقت الحاضر، يسيطر الأكراد على أراضي في شرق وغرب وشمال المدينة، التي تعد حساءً عرقيا للأكراد والعرب السنة والعديد من الأقليات الأخرى. وإذا تحرك الأكراد إلى داخل مناطق السنة أو الأقليات، فإن السكان سيتهمونهم بالسعي للسيطرة على المدينة.
يصر فؤاد حسين قائلا: "إن كان الأمر يتعلق باستعادة الموصل فنحن بحاجة إلى شريك. لقد ظللنا نبحث عن شريك لفترة طويلة من الزمن".
وبعيد جدا عن الوضوح أن قوات الأمن العراقية جاهزة للعب هذا الدور، على الرغم من قيام الولايات المتحدة بإعادة التدريب، وعلى الرغم من استعادتهم للرمادي. وأفضل هذه القوات، وهي قوات مكافحة الإرهاب العراقية، تقوم بأعمال فوق طاقتها؛ فإذا تركت هذه القوات الرمادي، فإن داعش سيبدأ في العودة إليها.
ومن غير الواضح أيضا كيف سيتم جلب العرب السنة إلى القتال لهزيمة داعش. إن مشاركتهم مهمة لمواجهة جذب داعش للسنة الذين يخشون الاضطهاد على أيدي الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة – أو على أيدي الأكراد.
يقول بكر: "نحن بحاجة إلى ... تأكيد من الحكومة للقبائل السنية أنهم سيلعبون دورا في هذه المعركة. تأكيد على أنهم سيكون لهم مستقبل. لابد أن يشعروا أنهم شركاء".
إذن، هذه هي قائمة الاحتياجات الكردية التي ينبغي على الإدارة الأمريكية أن توليها اهتمامها، وهي قائمة يجب أن تحظى بحشد الدعم من الحزبين وتتمثل في المساعدة المالية العاجلة وزيادة الإمدادات العسكرية.
وخطة شاملة لاستعادة الموصل، وتشمل الضغط المستمر على بغداد لكي تكون أكثر شمولا للسنة من الناحية السياسية. "هل هذه الحرب هي حرب كردية فقط؟" يسأل فؤاد حسين، "أم هي حربنا معا؟"
يجب أن تكون الإجابة واضحة.
كاتبة عمود في الشؤون الخارجية في صحيفة فيلادلفيا إنكوايرر.