ابن أحد اليمنيين المفرج عنهم من جوانتنامو الذين استقبلتهم مسقط لـ«الشبيبة»: السلطنة كعادتها صاحبة الدورالنبيل

الحدث الخميس ٢٨/يناير/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م
ابن أحد اليمنيين المفرج عنهم من جوانتنامو الذين استقبلتهم مسقط لـ«الشبيبة»:

السلطنة كعادتها صاحبة الدورالنبيل

عدن - إبراهيم مجاهد

الشاب عبدالرحمن بن محمد الشيخ، البالغ من العمر «23» عاماً، شاب يمني لديه أربعة أشقاء هم (عبدالرحيم «21» عاماً، أمة الرقيب «19» عاماً، عبدالحق «17» عاماً، أمة الرؤوف «15» عاماً).. عبدالرحمن وجميع أشقائه لا يتذكرون متى هي المرة الأخيرة التي شاهدوا فيها والدهم، رغم أنه على قيد الحياة، ولا يذكرون أي عيد أو مناسبة احتفلوا بها سوياً مع والدهم، هؤلاء الخمسة الأشقاء لا يتذكرون أيضاً إذا كان قد مرّ يوم وذهبوا سوياً مع والدهم إلى الحديقة أو حتى خرجوا في نزهة قصيرة معاً..

يقول عبدالرحمن محمد الشيخ لـ «الشبيبة»، وهو ابن لأحد المعتقلين اليمنيين المفرج عنهم مؤخراً من المعتقل الأمريكي جوانتنامو، الذين استقبلتهم السلطنة، يقول إنه لا يعرف متى رأى والده آخر مرة، فوالده بحسب ملف الاعتقال الخاص به – الذي حصلت «الشبيبة» على نسخة منه- اعتقل في العام 2001م ، حينها كان عمر عبدالرحمن 8 سنوات، وكانت شقيقته الصغرى «أمة الرؤوف» رضيعة لا يتجاوز عمرها بضعة أشهر..

دور عماني نبيل

ويقول عبدالرحمن إنه لا يستطيع أن يصف الشعور الذي تملكهم حين عرف هو وإخوته أن والدهم، الذي اعتقل «15» عاماً في جوانتنامو، سيتم الإفراج عنه، وأنهم استقبلوا خبر الإفراج عن والدهم بفرحة وسعادة غامرة ولم يصدقوا بعد أنه سيأتي اليوم الذي يجتمعون مع والدهم. ووجه عبدالرحمن كلمة شكر وتقدير واعتزاز للسلطنة، حيث قال: نشكر بعد الله أشقاءنا في السلطنة ابتداءً بجلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظه الله ورعاه ، والحكومة والشعب العماني الشقيق الذين بادروا باستقبال عدد من المعتقلين اليمنيين المفرج عنهم. كما نشكر كل من ساهم في الإفراج عن والدي وجميع المعتقلين، مشيراً إلى أن استقبال عُمان لوالده وبقية المفرج عنهم يعكس أصالة الشعب العُماني ويعكس الحميمية والروابط الأخوية بين أبناء البلدين الشقيقين. وقال: ندرك أن كلمات الشكر والتقدير والامتنان للأشقاء العمانيين قليلة أمام هذا الدور الإنساني الذي قاموا به، إلا أني أسجل هنا باسمي وباسم أسرتي شكرنا وتقديرنا لسلطنة عُمان ونثمن عالياً هذا العمل النبيل الذي قاموا به.

أين عاشوا دون والدهم؟

خلال فترة اعتقال والده يذكر عبدالرحمن في سياق حديثه لـ«الشبيبة» أنه عاش وأخوته ووالدته في قرية «القد» بمحافظة حجة شمالي اليمن التي ينتمون إليها، لدى أسرة والده ووالدته طوال سنوات اعتقال والده. ويوجد حالياً عبدالرحمن في العاصمة صنعاء حيث يدرس الجامعة فهو طالب في السنة الأولى بكلية التجارة. وعن أسباب اعتقال والده والمكان الذي اعتقل فيه، وما سبب سفره خارج اليمن، يؤكد عبدالرحمن أنه لا يعرف، ويؤكد أن ما يهمهم الآن هو أن والده خرج من السجن وبات من الممكن رؤيته من خلال إقامته في سلطنة عُمان وأنهم في شوق كبير للالتقاء به.

ذهب لتدريس القرآن فاعتقل

تشير المعلومات الواردة في ملف اليمني المفرج عنه محمد الشيخ إلى أنه غادر اليمن في اغسطس 2001م متجهاً إلى كويتا في باكستان عن طريق دبي وكراتشي وواصل رحلته بسيارة أجرة إلى قندهار في أفغانستان. بغرض تعليم القرآن في افغانستان.. كما تفيد تلك المعلومات أنه بقي في مسجدين لمدة شهرين في قندهار. ولم يستطع محمد التواصل مع أي شخص في قندهار، كما أنه لم يكن قادراً على تدريس القرآن لأنه لا يتكلم اللغة الأفغانية. ولم يتمكن من العثور على مترجم. وبقي في قندهار حتى وقوع هجمات الـ 11 من سبتمبر 2001م.

ويقول اليمني محمد الشيخ -بحسب ما جاء في ملف اعتقاله-: انه كان يعتزم مغادرة أفغانستان سالكاً نفس الطريق الذي دخل عبره البلاد، بعبور الحدود قرب بلدة «سبين بولداك» الأفغانية، لكن عند وصوله إلى الحدود، أخبره عرب لا يعرفهم إنه تم اعتقال عرب آخرين عند الحدود وتم وضعهم في السجن. حينها قرر محمد الذهاب إلى جلال آباد في افغانستان وعبر الحدود من هناك. وخلال هذه الرحلة أضاع محمد جواز سفره في الطريق.

في سجلات المخابرات الأميركية

وتقول المعلومات أيضاً إن محمد أمضى ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر يحاول الهروب من أفغانستان إلى باكستان. وبينما كان يحاول الهرب من أفغانستان، انضم إلى مجموعة من 100 إلى 150 شخصا يسيرون باتجاه الحدود وسلم نفسه للقوات الباكستانية. إلا أن المخابرات الأمريكية زعمت في تقاريرها أن محمد الشيخ كان قد وجد في تورابورا وأنه هرب من أفغانستان مع مجموعة من أعضاء القاعدة ومقاتلي طالبان بقيادة أسامة بن لادن الذي عين قائدا عسكريا في تورا بورا يدعى «علي محمد عبدالعزيز الفخري» الملقب (ابن الشيخ الليبي).

وتقول سجلات وتقارير المخابرات الأمريكية -التي تستند إليها الحكومة الأمريكية لتبرير عمليات الاعتقال بالشبهة وتبرر للسلطات الأمريكية جريمتها في إبقاء السجناء عشرين عاماً أو «15» عاماً دون محاكمة أو تهم توجه إليه – تقول تلك السجلات والتقارير: عبرت المجموعة الحدود الأفغانية الباكستانية في منطقة نانغارهار في منتصف ديسمبر2001. وقد أقنعهم مرشدهم الباكستاني بتسليم أسلحتهم وجمعهم في مسجد وبعدها اعتقلتهم القوات الباكستانية على الفور. ثم تم نقله من كوهات في باكستان إلى سجن أمريكي في 2 يناير 2002.

ليتم نقله بعد ذلك إلى جوانتنامو في فبراير 2002م ويستقر به الحال في غياهب السجن «15» عاماً، ويوم الجمعة 14 يناير الجاري وصل محمد الشيخ مع تسعة من زملائه المفرج عنهم إلى السلطنة ويعتبر نقل «10» سجناء من جوانتنامو دفعة واحدة هي أكبر عملية نقل تتم من قبل إدارة السجن.

محمد الشيخ في سطور

تخرج محمد الشيخ في المدرسة الثانوية في مديرية مبين بمحافظة حجة في اليمن ثم تابع دراسته الدينية في معهد الحسن في المحابشة في اليمن.. وقد عمل في مزرعة القات الخاصة بوالده في اليمن. التحق محمد بعد ذلك بحلقة الشيخ محمد يوسف حربة في مسجد هائل سعيد في الحديدة لتعلم القرآن وغيرها من العلوم الدينية، وشعر بعدها أن من واجبه السفر إلى أفغانستان لتعليم القرآن بعد أن سمع محاضرات لمشايخ دين تدعو لذلك.