ناجون من مذبحة صبرا وشاتيلا: الاحتلال قطع جثث الأطفال الفلسطينيين

الحدث الثلاثاء ٢٥/أكتوبر/٢٠١٦ ١٩:٥٢ م
ناجون من مذبحة صبرا وشاتيلا: الاحتلال قطع جثث الأطفال الفلسطينيين

وكالات - ش

ما زالت ملامح مجزرة صبرا وشاتيلا تدور في مخيلة وليد العوض، أحد الناجين منها برفقة مجموعة كبيرة من العائلات الفلسطينية هناك، بالإضافة لمجموعة أخرى من أصدقائه الذين حاولوا الدفاع عن سكان المخيم، قبل تحول مهامهم لمهام إغاثية بعد نفاذ الذخيرة من المجموعة.
فما زالت المشاهد المؤلمة التي شاهدها العوض تتجسد أمامه، بعد حصار لمخيمي صبرا وشاتيلا لثلاثة أيام، خلفت ما يقارب 3500 شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي ومساعدة الميليشات اللبنانية، برئاسة وإشراف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق المجرم آرئيل شارون، ليسجلوا بذلك أبشع جريمة على وجه البشرية.
ففي تاريخ 17/9/1982، سمح لوحدات جيش لبنان الجنوبي (لحد) وقوات من الكتائب اللبنانية بدخول المخيم تحت حماية الجيش الإسرائيلي والتقدم نحو المنازل في مخيم صبرا وشاتيلا، ومعظم هذه المنازل مصنوع من الاسبتست والصفيح.
وبدأت المجزرة بفرض حصار كامل على مخيم صبرا وشاتيلا، ومنع سكان المخيم من الخروج منه، فيما سمح في الوقت ذاته لدخول المخيم، وبعد إحكام حصار المخيم بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي باجتياح المخيم وقتل سكانه من الأطفال والرجال والنساء بإطلاق الرصاص على أجسادهم والتأكد من قتلهم بأكثر من 20 رصاصة في الجسد الواحد.
وليد العوض القيادي في حزب الشعب الفلسطيني، كان وقت المجزرة داخل المخيم ويبلغ عمره حينها 18 عاماً، وشكل مجموعة خلال بدء فرض الحصار على المخيم لمقاومة الاحتلال والدفاع عن اللاجئين في المخيم.
ويقول العوض عما دار داخل المخيم انذاك: "انطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي نحو المخيم بقتل جميع السكان، وإطلاق الرصاص على رؤوس الأطفال قبل الناس والتأكد من قتلهم، وتكدست الجثث في الشوارع خلال ثلاثة أيام، ونفذت الذخيرة من المجموعة، وبدأنا بنقل السكان من منزل لمنزل ومحاولة توفير أماكن آمنة لهم".
ويشير العوض إلى أن الميليشيات المسلحة في لبنان ساعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي في قتل اللاجئين الفلسطينين بالسلاح الأبيض "سكاكين وبلطات"، وذلك بعدما اجتمعوا في ليلتهم على زجاجات الخمر، ودخولهم المخيم بعد ذلك في حالة سكر شديد، وانطلقوا في تهشيم رؤوس الاطفال والنساء والرجال، حتى وصلت المجزرة في نهايتها لتقطيع اللاجئين الفلسطينيين.
وترأس شارون هذه المجزرة في صبرا شاتيلا، وذلك بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام العبرية في ذلك الوقت، وقام بمراقبة المجزرة وإعطاء الأوامر للجنود من خلاله وجوده في نقطة مراقبة عالية على سطح أحد المباني المرتفعة في صبرا وشاتيلا، بمرافقة رجال القناصة الإسرائيليين، والذين قتلوا مئات الفلسطينيين قنصاً.
بدوره، قال العقيد فهيم حليلو، والذي قتلت والدته داخل المخيم، بأن والدته قتلت بالسلاح الأبيض من الميليشات اللبنانية، وذلك بحسب إفادة إحدى الناجيات من المجزرة له.
وفي رواية الناجية من المجزرة له قالت:' تجمع في منزل أم فهيم المكون من غرفتين ما يقارب 20 امرأة مع أطفالهن من الذين غادروا أزواجهن مع قوات الثورة، وحينما طرقت الميليشات اللبنانية باب المنزل، خرجت أم فهيم لهم ومنعت دخولهم، فبادروها بضربة بالسلاح الأبيض برأسها، وقسم رأسها نصفين، وانطلقوا فيما بعد باتجاه باقي النساء داخل المنزل، وتم إعدامهن وقتلهن".
الناجية الوحيدة التي روت ما شاهدته داخل المنزل، فقدت الوعي بعدما شاهدت المجزرة بأم عينها خلال أيام المجزرة الثلاثة، واستفاقت لأوقات قصيرة خلال المجزرة ثم عاد ليغمي عليها، بعدما غطت الدماء ساحات المنزل وارتفعت أعلى من الجثث.
وفي نهاية المجزرة في اليوم الثالث قام المجرمين بإعادة التأكيد على الشهداء وقتلهم آخر مرة برصاصة في رأسهم، وتصفية الجرحي وتقطيع أجسادهم بالسلاح الأبيض، وبدأوا بالانسحاب من المخيم بإعلان الانتصار على قوات الثورة الفلسطينية.