خلال العقود المقبلة .. 400 - 900 كم من مساحة السلطنة ستختفي .. تعرف على السبب

بلادنا الثلاثاء ٢٥/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٤٥ ص
خلال العقود المقبلة .. 400 - 900 كم من مساحة السلطنة ستختفي .. تعرف على السبب

مسقط - سعيد الهاشمي

أفادت المديرية العامة للشؤون المناخية بوزارة البيئة والشؤون المناخية بوجود دراسات توضح عدداً من التأثيرات السلبية المحتملة للتغيرات المناخية على السلطنة خلال العقود المقبلة، والتي لا تقتصر على الأنواء المناخية الاستثنائية «الأعاصير المدارية»، وإنما هناك تغيرات بطيئة شديدة التأثير على العديد من القطاعات الحيوية مثل الموارد المائية والثروة السمكية والتنوع الأحيائي والإيكولوجي، والفيضانات في المناطق الحضرية، وارتفاع مستوى سطح البحر وتآكل الشواطئ.

وتؤكد وزارة البيئة والشؤون المناخية أنه وعلى الرغم من قلة البيانات والمؤشرات والدراسات العلمية المتكاملة بشأن مخاطر تغير المناخ واستنفاد طبقة الأوزون، إلا أن التقديرات العلمية تشير إلى أن السلطنة ستكون عرضة لمخاطر وتأثيرات تغير المناخ مع قابلية تضرر القطاعات الاجتماعية والاقتصادية وقد تشمل تأثيراتها بعض النظم البيئية مثل الغطاء النباتي والتنوع الأحيائي وتناقص أشجار القرم والشعاب المرجانية، وما يشكله ذلك من تناقص في الثروة السمكية. ومن المتوقع أن تشمل تلك التأثيرات كذلك تغيراً في مستوى سقوط الأمطار وما يصاحبها من ازدياد في حدة الجفاف والتصحر، وتقلص الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى التأثير على السكان ومشاريع البنية الأساسية المقامة في المناطق الساحلية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات.وبحسب البلاغ الوطني الأول للسلطنة، المرسل لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، قد يتسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بأن تغمر المياه مساحة قدرها 400 كيلو متر مربع من المساحة الإجمالية للسلطنة في حال ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل 0.2 متر. بينما يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل خمسة أمتار إلى غمر ما يقارب 900 كلم مربع من السلطنة. ولا تعد التغيرات المناخية غريبة عن السلطنة تاريخياً إذ يشيرالأستاذ المشارك بقسم الآثار بجامعة السلطان قابوس د. محمد بن علي البلوشي إلى أن المرئيات الفضائية التي التقطت للمناطق المختلفة في السلطنة توضح أن المناخات الرطبة سادت في فترات طويلة من تاريخها الجيولوجي، حيث يمكن رؤية ذلك في القنوات والأودية والخوانق المائية والكهوف والتضاريس التي نحتتها المياه عبر الزمن.
ويضيف البلوشي: «يمكن القول إن تأثيرات المناخ تركت بصماتها على الكثير من المواقع الأثرية في عمان، وأن الكثير من المواقع التي تعد اليوم صحراء قاحلة كانت موائل لكثير من الكائنات في فترات سابقة، وربما ستكشف لنا الدراسات مستقبلاً عن وجود مواقع مطمورة أسفل الرمال أو مغمورة بالمياه». ويؤكد البلوشي أن تغيير مستوى سطح البحر متغير عبر الزمن، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من الباحثين توصلت إلى أن مستوطنات الصيادين الأثرية في رأس الحمراء تأسست عندما كان مستوى سطح البحر أقل بخمسين إلى خمسة وعشرين متراً أسفل المستوى الحالي لسطح البحر.