روما – عواصم - ش – وكالات
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني امس الأربعاء إن إيران يمكن أن تقيم علاقات أفضل مع الولايات المتحدة لكن الأمر يتوقف على واشنطن لتغيير موقفها "العدائي" من طهران.
وأضاف "من الممكن أن تقوم علاقات ودية بين إيران والولايات المتحدة. لكن مفتاح هذا الأمر في أيدي واشنطن وليس طهران."
وأدلى روحاني بالتصريحات في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإيطالية روما قبل أن يسافر جوا إلى باريس ليستكمل أولى جولاته في أوروبا منذ رفع العقوبات عن إيران. (
وقال روحاني إن بلاده ترغب في إنهاء التوترات مع المملكة السعودية ، ولكنها لا تنوي تقديم اعتذار عن الاعتداء على سفارة الرياض في طهران.
وقطعت المملكة السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد حادث اقتحام المتظاهرين للسفارة السعودية في طهران هذا الشهر . وكان المتظاهرون قد اقتحموا السفارة بعدما أغضبهم إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر في السعودية.
وقال روحاني خلال المؤتمر الصحفي :"هؤلاء الذين يطالبون باعتذار رسمي من جانبنا ليس لديهم دراية بأبجديات الدبلوماسية".
وأضاف روحاني أنه ينبغي على السعوديين أن يعتذروا عن إعدام النمر وعن قصفهم لليمن
ومع ذلك ، وعد روحاني بأن المحاكم الإيرانية "سوف تدين" الأشخاص الذين قادوا الاعتداء على السفارة السعودية ، واختتم قائلا :"لا نريد تصعيد التوترات ، لأننا لم نتسبب فيها ، لا نسعى إلى المواجهة".
مساعي التقارب
أنهي الرئيس الايراني حسن روحاني امس الاربعاء زيارته الى ايطاليا وتوجه الى فرنسا المحطة الثانية من جولة يسعى من خلالها الى التقارب مع الدول الاوروبية بعد رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي لبلاده.
وشهدت زيارة روحاني الى باريس توقيع عقود تجارية مهمة على غرار ما حصل في روما.
وكانت طهران قد اعلنت في وقت سابق انه سيتم في العاصمة الفرنسية توقيع اتفاق كبير مع عملاق الطيران الاوروبي "ايرباص" يشمل 114 طائرة.
وانهي روحاني امس الاربعاء زيارة استمرت يومين الى روما بتوجهه الى الكولوسيوم برفقة وزير الثقافة الايطالي داريو فرانشسكيني.
ويرافق روحاني في جولته الاوروبية وفد من مئات رجال الاقتصاد بالاضافة الى وزراء الخارجية والنفط والنقل والصناعة والصحة.
ومنذ عودة ايران الى الساحة الدولية الاقتصادية بعد رفع العقوبات بموجب الاتفاق التاريخي حول برنامجها النووي الموقع مع القوى الكبرى، تم توقيع سلسلة من العقود مع شركات ايطالية.
كما التقى روحاني الاثنين نظيره الايطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة ماتيو رينزي الذي حضر معه توقيع سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية. واشار مصدر قريب من اوساط الاعمال الى ان القيمة الاجمالية لهذه العقود بلغت 17 مليارا يورو.
وشارك روحاني في منتدى اقتصادي بين ايطاليا وايران حث خلاله عشرات من ارباب المؤسسات الايطاليين على الاستثمار في ايران. واكد روحاني "ايران البلد الاكثر امانا واستقرارا في المنطقة".
وتوجه روحاني بعدها الى الفاتيكان حيث التقى البابا فرنسيس الذي حث ايران على العمل من اجل السلام في الشرق الاوسط.
واعلن الفاتيكان في بيان ان الحبر الاعظم حث الجمهورية الاسلامية على الاضطلاع "بدورها الهام" لتشجيع "حلول سياسية ملائمة للمشاكل التي يعاني منها الشرق الأوسط، ومواجهة انتشار الإرهاب وتهريب الأسلحة".
وتابع البيان "تم التذكير في هذا الصدد باهمية الحوار بين الاديان وبالمسؤولية في تعزيز المصالحة والتسامح والسلام".
محخطة فرنسا
وشدد بيان الفاتيكان على "القيم الروحية المشتركة" وب"العلاقات الجيدة" بين الكرسي الرسولي وايران المستمرة دون انقطاع منذ 79 عاما. وكان الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي توجه الى الفاتيكان في العام 1999 حيث التقى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
ووصل روحاني الى باريس بعد ظهر امس الاربعاء حيث يلتقي اليوم الخميس نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند وارباب مؤسسات اذ زيارته تتمحور حول الجانب الاقتصادي.
وكان وزير النقل الايراني عباس اخنودي اعلن قبل مغادرة روحاني توقيع عقد كبير مع "ايرباص" حيث "سيتم توقيع اتفاق لشراء 114 طائرة ايرباص خلال زيارة الرئيس الى فرنسا".
ورفض احد المتحدثين باسم ايرباص التعليق على الاعلان لدى سؤاله من قبل فرانس برس.
وقال نائب وزير النقل اصغر فخريه كاشان لوكالة فرانس برس ان ايران "تريد بشكل اساسي شراء طائرات ايرباص ايه 320، وايه 321 وايه 330" لتسلمها هذه السنة وفي العام 2017. واوضح انه "اعتبارا من العام 2020 سنتسلم ايرباص ايه 350 وايه 380. نريد شراء ثماني طائرات ايرباص ايه 380 و16 ايرباص ايه 350".
وكان روحاني اشار قبل توجهه الى اوروبا الاثنين الى مشاريع اقتصادية مع فرنسا "في مجال النقل اذ سيتم توقيع عقود في فرنسا لان علينا تطوير اسطولنا الجوي".
كما اشار الى قطاع السيارات وقال "سيتم على الارجح توقيع عقود مهمة مع بيجو ورينو".
واشارت الرئاسة الفرنسية الى عقد مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء بين روحاني وهولاند.
زيارة كورية
من جانب اخر ذكر المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية امس الأربعاء أن الرئيسة بارك كون هيه تدرس زيارة إيران بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران مؤخرا.
وقال المتحدث باسم المكتب الرئاسي جونج يون كوك للصحفيين امس ، إن بارك تبحث زيارة إيران، مضيفا أنه سيكشف عن تفاصيل مثل الموعد وغيره بعد تحديد ذلك، وفقا لما ذكرته وكالة (يونهاب) للأنباء.
وستكون زيارة بارك المحتملة لإيران هي الأولى لرئيس كوري جنوبي.
ولم يتقرر بعد الموعد لزيارة بارك إلى إيران، غير أن الزيارة من المتوقع أن تكون خلال شهر أبريل أومايو، بحسب يونهاب.
يذكر ان مصدر مطلع قال إن بوسكو الكورية الجنوبية تنوي توقيع اتفاق مبدئي مع شركة صناعة الصلب الإيرانية بي.كيه.بي في مارس آذار لشراء حصة في مشروع مصهر صلب قيمته 1.6 مليار دولار.
كانت الشركتان وقعتا في سبتمبر مذكرة تفاهم لبناء مصنع طاقته الإنتاجية السنوية 1.6 مليون طن في منطقة تشابهار الاقتصادية الحرة بإيران.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه نظرا لسرية الأمر "بعد أن تم رفع العقوبات تنوي بوسكو وبي.كيه.بي توقيع مذكرة اتفاق الشهر القادم في خطوة متقدمة عن مذكرة التفاهم."