محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahby
alrahby@gmail.com
في الحوار اليومي مع الكتابة، وأشدد على فكرة الحوار، السير بما أستطيع من قدرة بين كلمتي الرأي والاتهام، الرأي يخصّني وحدي، ولا ألزم به أحداً كونه ليس بالضرورة الحقيقة المطلقة، بل مجرد نظر من زاوية لموضوع ما، لو عرفت المزيد من التفاصيل عنه، ربما، سأغيّر نظرتي إليه، لأنه متى عرف السبب بطل العجب، والمقالات قائمة على الحديث فيما يراه كتّابها، بما يعرفونه ويحللونه ويرونه.. حسب معتقدات وأمزجة وأهواء، لا مناص من ذلك وإن قاومها بعضهم.
أما الاتهام فيلزمه عناصر أهمها الدليل الموثق، وإلا عدّ إساءة يمكــن رفع قضية بسببها، ومع ذلك نواجه فـــي عالمنا الراهن من يتهم، ومن يدين، ويطلق الأحكام كيفما أراد، من باب أن «باب الحرية مفتوح على مصراعيه»، خاصة في الزمن التقني.
نعيش حالياً حالة مواجهة، ومحاولة رفع سقف القدرة على الاتهام.. والإدانة، وإصدار الحكم، ومبررات ذلك حاضرة كونها محسوبة على حرية الرأي والتعبير، خاصة إن تمّت من خلال العاملين في حقل في الكتابة، على تعدد مشاربها وتنوّع توجهاتها، فنرى أن تقييد حرية كاتب أو صحفي كونه متهماً بالإساءة هجوم على الحرية وتعدّ عليها من قبل سلطة تقدّم على أنها «غاشمة» وتتفشى حالة استعداء ضدها، بما يوسع المسافة بين مشتركين أساسيين في مفهوم الدولة، وهما الحكومة (السلطة) والمواطنون (المحكومين).
أرى من حقي الكامل القول إن أداء وزارة ما ضعيف وإن الإخفاقات كبيرة وإن الرؤية غائبة في كثير من الخطط وإن انتشار المحسوبية والرشوة يضران بمجتمع نريد العدالة فيه مبنية على الكفاءة وليس على صغائر تضعف الثقة داخل المجتمع المتماسك.
إنما ليس من حقي (أبداً) القول إن المسؤول الفلاني لص، وسارق، ومرتش، وغيرها من الاتهامات الأخلاقية، تلك الخارجة عـــن حدود الرأي (ومساحات التعبير فيـــه) إلى ما يحاكم عليه القانون، ســــواء أكتبته على ورق صحيفة أو.. شاشة حاسوب.
لماذا يعد «العالم الافتراضي» قابلاً لممارسة حرية تخرج عن نطاق ثقافة المجتمع، تلك الحريصة على العادات والتقاليد واحترام الآخر، بما يعنيه الآخر من معنى: المسؤول، والمختلف ديانة وقومية وجنسية ومذهباً؟!
كأنما نرفع من أنفسنا ونحط من قدر الآخر؟ نحن المنزّهون وذلك «الآخر» محض زيادة في قائمة البشرية ينبغي إزالتها من الوجود الإنساني!
نتابع على صفحات «الحواسيب والهواتف الذكية» كتابات يطلقها كثر، بينهم محبطون ومهزومون، مدفوع بعضهم بحماسة مع غياب وعي، يتطاولون بالانتقاص من أولئك «الآخرين»، كل من لا يعجبهم محسوب على «الشر» المطلق.
وخلال لحظـات تنتقل إشاعة أو موضوع يكيل الاتهامات لشخص أو مذهب أو دولة، مع أنه لو طبقنا «قل خيراً أو اصمت» لنلنا مكاسب تصبّ في صالحنا أولاً..
وللحديث بقية.