هدنة حلب ... مجرد استراحة لمعاودة القتال

الحدث الاثنين ٢٤/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
هدنة حلب ... مجرد استراحة لمعاودة القتال

حلب – ش – وكالات

استؤنفت المعارك في حلب بين الجيش السوري والفصائل المعارضة المسلحة بعيد انتهاء الهدنة الانسانية التي اعلنتها روسيا طوال ثلاثة ايام ولم تسفر عن اجلاء الجرحى من الاحياء المحاصرة.
واستهدف مسلحو المعارضة ليل السبت الاحد احد احياء غرب حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة بوابل كثيف من الصواريخ والقذائف في حين تعرض شرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة لقصف بالقذائف والغارات الجوية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.
واكد مراسل وكالة فرانس برس في شرق حلب سماع دوي قذائف مدفعية خلال الليل هزت المنطقة كلها.
وادى ذلك الى سقوط ثلاثة جرحى في مناطق الفصائل، وفقا للمرصد.
و حلب المنقسمة منذ عام 2012 ويطوق الجيش السوري مناطق الفصائل المقاتلة التي لم تتلق مساعدات انسانية منذ اشهر كما انها مهددة بنقص المواد الغذائية، وفقا للامم المتحدة.

تصعيد بعد الهدوء
وتصاعدت المعركة للسيطرة على حلب امس الأحد بضربات جوية وهجوم بري وقصف في اليوم التالي لتجدد القتال الذي أنهى وقفا لإطلاق النار أعلنته روسيا.
ودار قتال عنيف بين المعارضين وقوات الحكومة السورية وحلفائها على امتداد الجبهة الاستراتيجية في جنوب غرب حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضين قصفوا بكثافة حي الحمدانية الذي تسيطر عليه الحكومة والواقع على هذه الجبهة.
وقال المرصد إن ضربات جوية سورية أو روسية أصابت عددا من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى الغرب مباشرة من مدينة حلب فجر امس الأحد. وأصابت الغارات الجوية كذلك شمال حلب وعمق ريف حلب الغربي.

هدنة بلافائدة
الهدنة الانسانية التي انتهت مساء امس الاول السبت لم تسفر عن مغادرة من يرغب من السكان والمقاتلين الاحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 الف شخص.
ورغم الاوضاع الصعبة، لم تشهد ثمانية ممرات حددها الجيش الروسي خلال الهدنة اي حركة. في النهاية، لم يغادر سوى ثمانية مقاتلين جرحى وسبعة مدنيين منطقة الفصائل.
وكانت روسيا قد اعلنت وقفا لإطلاق النار من جانب واحد اعتبارا من يوم الخميس الماضي رفضه مقاتلو المعارضة واستمر ثلاثة أيام ولم يسفر عن نتائج فيما يتعلق بإجلاء طبي من المدينة أو توصيل مساعدات للسكان.
وحذر تحالف جيش سوريا الحر -الذي قال إنه مستعد لهجوم كبير لكسر الحصار على شرق حلب- السكان داخل المدينة وحولها في بيان أمس الاول السبت وطلب منهم الابتعاد عن المباني العسكرية التابعة للحكومة حفاظا على سلامتهم.
وتوقفت الضربات على المدينة لمدة ثلاثة أيام لكنها استؤنفت في وقت متأخر مساء السبت مع انتهاء اليوم الثالث لوقف إطلاق النار.
وقال تحالف جيش سوريا الحر في بيانات إنه تصدى لعدة هجمات شنتها قوات الحكومة وحلفاؤها على امتداد الجبهة التي تفصل بين الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضين من حلب والجزء الواقع تحت سيطرة الحكومة في وقت متأخر من مساء السبت.

اتهامات
من جانبها اتهمت السلطات الروسية ووسائل الاعلام الرسمية السورية المقاتلين بمنع اي شخص من مغادرة مناطقهم. واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان المقاتلين يستخدمون "التهديدات والابتزاز والقوة الغاشمة" لمنع عبور الممرات.
كما كانت الامم المتحدة خططت لاجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لان "الضمانات المتعلقة بالظروف الامنية" ليست متوفرة. ومع ذلك، طلبت الامم المتحدة من روسيا تمديد الهدنة حتى مساء اليوم الاثنين.
وتقول الامم المتحدة ان 200 شخص من المرضى والجرحى يجب اجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين في حلب.

دمار
من جانبها وحول معاناة المدينة السورية قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الصور التي تنتقل إلى العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة حول الدمار الذي لحق بالجزء الشرقي من حلب جراء المعارك لا تعكس حجم المأساة على أرض الواقع.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الدمار في حي المشهد بحلب كان شاملا, وأعاد للأذهان الدمار الذي حل بمدينة جروزني الشيشانية في عام 2000 , عندما كان يصعب على المرء مشاهدة المنازل المهدمة في جروزني, التي كانت ملاذات آمنة لأشخاص يعيشون فيها مع عائلاتهم وأطفالهم.
وتابعت " حي المشهد لم يكن مجرد مجموعة من المباني والشوارع في حلب القديمة، بل إنه كان يعني الحضارة والذكريات الجميلة للأجيال التي تعاقبت عليه .
وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن الدمار الذي لحق بالجزء الشرقي من حلب أو حلب القديمة, يفوق حتى ما حدث إبان الحملة العسكرية على العاصمة الشيشانية جروزني, التي تحولت إلى دمار بعد أن كانت مجتمعا عامرا بالمنازل والمتاجر والشوارع المزدحمة الصاخبة".