مبادرة "نوفمبر المجيد" .. تصل آفاق العالمية

ناصر اليحمدي

منذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد استطاع بحكمته البالغة ورؤيته الثاقبة أن يستحوذ على إعجاب وحب بل وعشق الشعب العماني .. فقد أحب قائدنا المفدى وطنه وشعبه وبذل في سبيل رقيهما ونهضتهما الجهد المضني الذي لمسه الشعب الوفي فذاب عشقا في الأب القائد وبادله حبا بحب لأنه كما يقال إن المشاعر تكون "من القلب للقلب" أي ما يخرج من القلب من حب المحب ينفذ إلى قلب المحبوب مباشرة والعكس صحيح.
الشيء الجميل أن شعبية مولانا حضرة صاحب الجلالة أبقاه الله تخطت الحدود العمانية وصارت هناك الكثير من الشعوب تكن كل الاحترام والحب لجلالته.
ومبادرة "نوفمبر المجيد حول العالم" التي دشنها معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية مؤخرا والتي أطلقتها إدارة الموقع الإلكتروني "عمان قابوس" تعتبر مؤشرا هاما وترجمة حية ليعبر كل إنسان حول العالم عن فرحته بالعيد الوطني السادس والأربعين وامتنانه لحضرة صاحب الجلالة المعظم على ما قدمه من تضحيات وإنجازات عظيمة للوطن والعالم أجمع .. لاسيما أن هذه المبادرة الرائعة تتيح المشاركة بثلاثين لغة عالمية حتى يتسنى لكل شعب أن يشارك بلغته الخاصة به فيعبر كيفما يشاء عن ولائه وحبه للقائد المفدى.
لاشك أن هذه المبادرة تخرج بالموقع وبمناسبة احتفال السلطنة بالعيد الوطني المجيد من إطار المحلية إلى العالمية .. فهي تتيح للشعوب المختلفة التعرف على المناسبة الوطنية المجيدة سواء في موعدها أو قيمتها الغالية لدى الشعب العماني الوفي الذي يعتبر هذه المناسبة عيدا حقيقيا ويعظمها في نفسه أيما تعظيم.
إن القائمين على موقع "عمان قابوس" يستحقون كل الإشادة والتقدير على هذا المجهود الرائع الذي يبذلونه من أجل التواصل مع العالم إلكترونيا وتوضيح ما يكنه الشعب من حب وولاء للقائد المفدى .. فهذا الموقع يبرز الملامح الشخصية المتميزة لحضرة صاحب الجلالة المعظم حفظه الله ورعاه وما تحقق على يديه الكريمتين من إنجازات تشهد بها الأبصار طوال مسيرة النهضة المباركة .. كما أنه يتناول حياة جلالته أبقاه الله بالتفصيل منذ مولده مرورا بطفولته وشبابه ومراحل دراسته المختلفة ويسرد اهتمامات جلالته وغيرها من المناقب التي تبرهن على عظمة شخصية جلالته وثقافته العميقة وفكره الثاقب .. إلى جانب تضمنه لمقتطفات من إنجازاته وجولاته ودور السلطنة الفعال على الساحة الإقليمية والعالمية بالإضافة إلى موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية وجائزة السلطان قابوس لصون البيئة وغيرها مما يضيء السجل الحافل للقائد المفدى.
في رأيي أن هذا الجهد الرائع من القائمين على موقع "عمان قابوس" يستحق أكثر من جائزة .. فقد سبق وحاز الموقع على جائزة أفضل موقع الكتروني في فئة الشخصيات المهمة في العالم العربي أكثر من مرة وهو يستحقها عن جدارة وأكثر ونتمنى له المزيد من التوفيق والحصول على العديد من الجوائز.
إن مشاركة شعوب العالم فرحة الشعب العماني بالعيد الوطني المجيد مبادرة تبرز اسم السلطنة في جميع المحافل وعلى كافة المستويات ونحن على ثقة بأنها ستحقق رقما فلكيا في عدد المشاركات .. ونحن إذ ندعو أبناء الشعب الوفي داخل السلطنة وخارجها وكل محب لبلادنا وقائدنا المعظم الدخول إلى الموقع والمشاركة في هذه المبادرة حتى نثبت للعالم أجمع أن القوة والشموخ ليسا بالسلاح وفرض الهيمنة إنما بالحب والمودة واتخاذ السلام والتعايش الإيجابي بين البشر أيا كانت انتماءاتهم أو لونهم أو جنسيتهم .. فالله خلقنا جميعا سواسية كأسنان المشط لا يفرق بيننا إلا تقوى القلوب.
كل الشكر نقدمه للقائمين على موقع "عمان قابوس" وندعو الجميع للمشاركة على العنوان الإلكتروني , www.oman-qaboos.net

* * *
غوتيريش والتركة الثقيلة
يستعد بيتنا الدولي الكبير الأمم المتحدة لتغيير قيادته بعد أن شارفت فترة رئاسة بان كي مون على الانتهاء .. وقد تم اختيار البرتغالي أنطونيو غوتيريش مؤخرا ليكون الأمين العام التاسع في تاريخ الأمم المتحدة الممتد على مدى أكثر من 60 عاما الذي يتولى قيادة المنظمة الدولية وهو ما يجعلنا نتساءل ماذا يستطيع غوتيريش أن يقدم للعالم وهل سيستطيع أن يحقق ما لم يستطع سلفه تحقيقه وهل سيتمكن من إقرار السلام وإغلاق الملفات المفتوحة على مصراعيها والتي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ؟.
لقد كان غوتيريش مفوضا سابقا لشئون اللاجئين بالمنظمة الدولية وشغل من قبله منصب رئيس وزراء البرتغال ويتحدث أربع لغات بطلاقة أي أن خبرته في السياسة كبيرة ولكنه لم يحقق تقدما يذكر في مشكلة اللاجئين التي تفاقمت في السنوات الأخيرة بعد اشتعال الحروب في سوريا والعراق وأفغانستان رغم محاولاته الملموسة في هذا المجال حيث إنه كان يطالب باستمرار الدول الثرية بمساعدة اللاجئين ولكن لم يستجب له أحد .. وهو ما لا يعطينا الأمل في قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة تقضي على التوترات حول العالم.
إن هناك تركة ثقيلة تنتظر غوتيريش خلال الخمس سنوات المقبلة فالأزمات التي تضرب أماكن كثيرة حول العالم تحتاج لمعجزة كي تحل ودور الأمم المتحدة أصبح ضعيفا ويدها مرتعشة وسط الضغوط التي تمارسها عليها الدول العظمى التي تغل يد المنظمة الدولية باستخدام حق النقض الفيتو الذي تشهره في وجه أي حل تتوافق عليه دول العالم وهو ما يجعلها كالريشة تتقاذفها الدول العظمى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بريطانيا وأمريكا وروسيا وفرنسا والصين كيفما تشاء.
لاشك أن المنظمة الدولية تحتاج إلى ثورة إصلاحية تعيد لها دورها المنوط بها .. فهناك بعض الدول تتحدى الشرعية الدولية وتنتهك القوانين بكل صلف وبجاحة وبالرغم من ذلك لا تستطيع الأمم المتحدة التصدي لها ومعاقبتها على انتهاكاتها .. كما أن هناك الكثير من الملفات الساخنة لم تتخذ المنظمة الدولية فيها قرارا حاسما بل تخرج اجتماعاتها بقرارات مشبوهة ومشوهة لا تحل الأزمة من جذورها ولا تراعي مصالح الشعب الذي يكتوي بنارها بل الدول العظمى التي تسيطر على الأمور.
إن الأمين الجديد سيكون مسئولا عن آلاف الموظفين وعشرات الآلاف من جنود حفظ السلام الذين ينتشرون في شتى أنحاء العالم بالإضافة إلى مليارات الدولارات هي ميزانية المنظمة الدولية إلى جانب مسئوليته عن إرساء العدل والسلام حول العالم .. فهل سيكون على قدر المسئولية ؟.
نتمنى أن يكون غوتيريش قويا ودوره فعالا ويستطيع أن ينهض بالمنظمة الدولية ويعيد لها مجدها الذي كان .. وأن يكون محايدا حتى يتمكن من إيجاد حلول للأزمات التي تعج بها الساحة العالمية خاصة أن الأمم المتحدة صارت إحدى أدوات السياسة الخارجية الأمريكية حيث تضغط واشنطن دوما على أمينها كي تخدم سياستها المصالح الأمريكية .. فهل سيستجيب غوتيريش لمثل هذه الضغوط ؟!.. هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة .. وإن غدا لناظره قريب.

* * *
من فيض الخاطر
ارتباك التصرفات يأتي نتيجة ضياع الرؤية وغموض الهدف أو عدم وجوده .. فيتجه الإنسان إلى فعل ما يتصور أنه يسعده حتى لو كان فيه الألم في حقيقته .. ويبتعد عما يتصور أن فيه الألم حتى لو كان يحوي السعادة ..
لكن من الضروري توافر النية والإرادة القوية حتى تتضح الرؤية ويصل الإنسان إلى الهدف المنشود .. نظف نيتك كل يوم قبل نومك .. تلك التي لا يعلمها أحد سوى الله سبحانه وتعالى وأنت.

* * *
آخر كلام
الشجرة التي تستظل بها زرعها من عاش قبلك .. رد الجميل بزراعة شجرة أخرى يستظل بها من يأتي بعدك.