زراعة الخشخاش اهم مصادر تمويل طالبان الافغانية

الحدث الأحد ٢٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٠:٢٤ م
زراعة الخشخاش اهم مصادر تمويل طالبان الافغانية

كابول – ش
"تدر الضرائب على الافيون 800 مليون الى مليار و200 مليون دولار سنويا لحركة طالبان".
وتسجل زراعة الخشخاش التي تعد من مصادر تمويل حركة طالبان، اتساعا في افغانستان اكبر مصدر في العالم للافيون في ظل زيادة الانتاج وفشل خطط الاتلاف.
وتشير التقديرات السنوية التي نشرتها الامم المتحدة الاحد الى ان المساحات المخصصة لزراعة الخشخاش زادت بنسبة 10 % في خلال عام.
وبذلك، صارت المساحات المزروعة بهذه النبتة نحو 200 الف هكتار، ما يزيد الانتاج بين 4800 طن وستة الاف طن، فيما كان العام 2015 حوالى 3300 طن، وكان ذلك العام الاول الذي يسجل فيه انحسار في الانتاج بعد ست سنوات من الارتفاع المتواصل.
وتتركز زراعة الخشخاش خصوصا في شمال البلاد، لكنها تنتشر بشكل عام في 21 من اصل 34 ولاية في افغانستان، وهو ما يثير قلقا كبيرا، بحسب اندريه افيتيسان المسؤول عن وكالة مكافحة المخدرات التابعة للامم المتحدة في كابول.
في ولاية بلخ الشمالية، المحاذية للحدود مع اوزبكستان، ارتفعت المساحات المزروعة من 204 هكتارات الى الفي هكتار في عام واحد، لتكون نسبة الزيادة 921 %، اما نسبة الزيادة المتوسطة في الولايات الشمالية السبع فهي 324 %.
تفسر هذه الظاهرة بارتفاع انتاجية الهكتار الواحد بشكل كبير، وذلك بسبب "الظروف المناخية المثلى"، ففي الولايات الجنوبية والغربية التي يزرع فيها 93 % من الخشخاش ارتفعت انتاجية الهكتار الواحد من 16 كيلوغراما الى 22.
وتشير الامم المتحدة الى ان هذه التقديرات تبقى منقوصة، اذ ان الحالة الامنية المضطربة لا تتيح التوجه الى كل المناطق لتقدير الكميات بدقة.

حلقة مفرغة
رغم كل ذلك يرفض المسؤول الاممي في كابول الحديث عن فشل في مكافحة المخدرات، ولا يرى ان هذه الارقام تعبر عن تدهور في هذا المجال، ولاسيما اذا قورنت باعوام سابقة. ففي العام 2014 بلغ الانتاج في هذا البلد 6600 طن، و5500 في العام 2013.
لكن المسؤولين الافغان في مكافحة المخدرات يعربون عن قلقهم حيال ان يكون ارتفاع الانتاج مؤشرا على ازدياد نشاط حركة طالبان التي تمول جزءا كبيرا من انشطتها من خلال الضرائب المفروضة على مزارعيه.
ويقول الجنرال باز محمد احمدي نائب وزير الداخيلة المكلف مكافحة المخدرات "الافيون يمول معظم النزاعات في افغانستان، حيث ما تجدون الافيون، توجد المعارك".
وفي الاتجاه المعاكس ايضا، يؤدي تدهور الاوضاع الامنية الى عجز الدولة عن اتلاف محاصيل المخدرات، بحسب المسؤول.
فولاية هلمند المحاذية لباكستان مثلا تعد من اكثر المناطق اضطرابا في افغانستان، وتفلت من قبضة الحكومة، وتشكل ارضا خصبا لزراعة الممنوعات.
في ظل الواقع المضطرب، كان نشاط اتلاف زراعات المخدرات شبه معدوم في الاشهر الماضية، اذ لم تنفذ حملات سوى في سبع ولايات بدل اثنتي عشرة، وشملت 355 هكتارا فقط، وهي مساحة ضئيلة مقارنة مع المساحات المتلفة العام 2015 والبالغة 3760 هكتارا.
ويقول باز محمد احمدي "مع الوسائل التي نملكها، لا يمكننا ان نكافح زراعة الخشخاش في مناطق مضطربة".
منذ الربيع الماضي، تحذر القوة الاميركية المساندة للقوات الافغانية من وفرة محاصيل الافيون التي تتيح لحركة طالبان ان تكثف هجماتها على المدن الكبرى.
ازاء هذه الحلقة المفرغة، التي تغذي فيها الاضطرابات زراعة المخدرات وتغذي عائدات المخدرات الاضطرابات، تأسف الوزيرة المكلفة شؤون مكافحة المخدرات سلامات عظيمي لنقص الاموال المرصودة لهذه الغاية.
وتقول "مشكلة المخدرات اقليمية ودولية، وهي تتطلب مساهمات اقليمية ودولية".
ويشير الخبير الغربي الى مشكلة اخرى، وهي ان ثلاثة ملايين الى اربعة ملايين افغاني يعتاشون من زراعة الخشخاش، اي ما يشكل 10 % من اجمالي السكان.
وكثيرا ما يواجه المزراعون حملات اتلاف المحاصيل بشكل عنيف، بحسب الامم المتحدة.