زاهي وهبي
لا أكتبُ لِأُثيرَ الإعجابَ،
أكتبُ لِأُحِبَ،
لِأَتنفَّسَ،
لِأَحيَا،
اللغةُ رئتايَ.
*
ما من شجرةٍ أكثر اخضراراً وثماراً من شجرةِ المعرفة.
*
الكلمةُ الطيبةُ مُعْدِية،عدواها مُرْضِيَةٌ لا مَرَضِيَّةٌ،المُصابُ بها لا يرجو شِفاءً لأن إصابتها شافية. بذرةٌ هي، تنبتُ ولو في أثلامِ الريح.
*
العتمةُ لا تَمْحُوها العتمةُ، يَمْحُوها الضوء. الكراهيةُ لا تَمْحُوها الكراهيةُ، يَمْحُوها الحُبّ.(*)
*
أقْصَرُ الطُّرِقِ إلى الله رِضا الأمهات.
*
مُذْ رَحَلَتْ أمي صِرتُ آراها في المنام.
فَصَارَتْ تخرجُ مِن مناماتي لِتَطمَئنَّ أن غطائي جيدٌ ونومي مريحٌ وأحلامي سعيدة.
*
تقولين أُحِبُّكَ،
أحِسُّ يَدَ أمي تُدَثِّرُني في ليلةٍ باردة.
*
الواحدةُ بَعْدَ مُنتَصَفِ الشَّوْقِ، قبل مَطْلَعِ القصيدة.
*
الأشواقُ كَالنجماتِ تزدادُ توهجاً في حُلْكَةِ الليل.(*)
*
مُضْنِيَةٌ مِثْلَ أَرَقٍ مُزْمِنٍ،
مُؤْنِسَةٌ مِثْلَ نَجْمَةٍ في لَيْلِ القَوافل.
*
ضحكتُك تُذَوِّبُ حزنَ المساءِ في كوبِ شاي.
*
طوبى للشاي.
مؤنسُ العصاري الناعسة،
صديقُ الأوقاتِ المُحَلّاةِ بالحنين.
*
وحدها يَدُكِ الصغيرةُ تعيدني طفلاً على أرجوحةِ السنين.
*
مُذْ تفتَّحَ اللَّوْزُ في ابتسامتِك ما عادَ الربيعُ يغادرُ فصولي.
*
تحت المطرِ كان لقاؤهما الأول،
من يومِهَا ارتدى الشتاءَ وصادَقَ الينابيع.
*
مُذْ تعانَقنا صارت البراعمُ تتفتَّحُ بين يديَّ.
*
صوتُها موسيقى مُذابةٌ في ينبوع.
*
الأنهارُ تدفقتْ في طريقِها إليك
لِيُنشِدَ العالمُ
قطرةً
قطرةً
أغنيةَ الماء.
*
حين تُغَادِرينَ لا يبقى من الليلِ سوى عتمتِهِ.
*
الشَّغَفُ، أن تسقطَ صريعاً أو سريعاً بالنظرةِ القاضية.
*
عالِقٌ في عُنقِ الذاكرة، لا إذا تقدمتُ نجوتُ، ولا إذا تراجعتُ عدتُ حيث أتيت.
*
في الجنوبِ،
تستلقي الشمسُ على الجباه
يطلعُ النهارُ من مواويلِ الأمهات
في الجنوبِ،
ينزوي الموتُ خائباً
تنتصرُ عصافيرُ الحياة.
*
في الجنوبِ،
رائحةُ أنبياء،
ترابٌ تنحني لِعناقِهِ السماء.
في الجنوبِ،
أصدَقُ ما كَتَبَ العربُ
أبجديةُ نصرٍ بدماءِ الشهداء.
*
عرفتُ حروباً وأهوالاً وما كَسَرَني سوى ابتسامة.
*
لا القصائدُ تُوقِفُ حرباً،
ولا الأغاني تُرْجِعُ الغائبين،
نَكْتُبُ لِنَحيا.
* المُشار إليه بنجمة تنويعٌ جديدٌ لِتغريدةٍ سابقة.