كشف مبكر عن السرطان قبل ظهور أعراضه

مزاج الأحد ٢٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
كشف مبكر عن السرطان قبل ظهور أعراضه

ايان جونستون- ترجمة: احمد بدوي

اختبار دم بسيط يمكن أن ينبئ عن وجود السرطان قبل ملاحظة أي أعراض للمرض ما يمكن أن يسهم في إنقاذ آلاف الأرواح. وشبه العلماء الذين توصلوا إلى ابتكار الاختبار الجديد - وكشفوا عنه خلال مهرجان العلوم البريطاني في سوانسي - الاختبار الجديد بجهاز الكشف عن الدخان وذلك أن الاختبار لا يكتشف وجود السرطان بالفعل ولكن التغيرات التي تحدث لخلايا الدم الحمراء عند وجود السرطان.
ويمثل الكشف المبكر عن السرطان عاملا مهما للغاية في نجاح العلاج، وفي حال وجود ورم في أحد أجزاء الجسم تكون هناك فرص أفضل لإزالته عن طريق الجراحة. أما بعد انتشار السرطان إلى الأعضاء الأخرى فتتضاءل فرص العلاج.
ولأن الاختبار الجديد يكلف 35 جنيه أسترليني فقط من الممكن استخدامه لمتابعة حالة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. يقول البروفيسور جاريث جنكينز الذي قاد فريق الدراسة: يمكن تشبيه الاختبار بجهاز الكشف عن الحريق، حيث أنه لا يكتشف وجود الحريق ولكن يكتشف الدخان الذي هو أحد مؤشرات الحريق. والاختبار الجديد يكشف عن السرطان من خلال اكتشاف خلايا الدم المتحوره.
وربما ينطبق القول المأثور "لا دخان بدون نار" على الخلايا السرطانية المتحوره " فلا سرطان بدون تحور الخلايا" كما أن هذا التحور هو القوة الدافعة الرئيسية لنمو السرطان.
وقال الباحثون من كلية الطب في جامعة سوانسي أن الاختبار يمكنه الكشف عن السرطان قبل أن تكون هناك أي أعراض ملحوظة ما يرفع من معدلات التعافي من المرض. ويستغرق الاختبار بضع ساعات مع المعدات المختبرية القياسية. وقد عمل الباحثون على تطوير الاختبار على مدى السنوات الأربع الماضية، وقاموا بدراسة 300 حالة لأشخاص أصحاء ومرضى لديهم علامات ما قبل السرطان ومرضى يعانون من سرطان مرئ. وكشف الاختبار عن التغيرات (الطفرات) في البروتينات الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء. وعند الأشخاص الأصحاء يكون متوسط عدد تلك الطفرات حوالي خمسة لكل مليون، ولكن في مرضى السرطان تكون من 50-100 لكل مليون.
وهذه الطفرات لا يكون لها دور في تطور السرطان، ويصفها الباحثون أنها تمثل أضرار جانبية ناجمة عن هذا المرض. ويشير الباحثون إلى أن الشئ الجيد هو إمكانية مراقبة طفرة خلايا الدم بطريقة بسيطة وفعالة بدون الحاجة إلى تدخلات جراحية.
وقال د. جنكينز أن الكشف المبكر عن أي نوع من السرطان وإزالته جراحيا يمثل أكبر إنجاز ممكن عند تشخيص الإصابة بالسرطان.
وأضاف أنهم بحاجةإلى التأكد عن طريق الأدلة ما إذا كان الاختبار سيعمل مع أنواع السرطان الأخرى رغما عن أنه من الصعب تصور عكس ذلك.
وقال كبير مسؤولي المعلومات العلمية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة الدكتور أيني مكارثي: إن العثور على طرق جديدة للكشف المبكر عن السرطان - وخاصة السرطانات التي يصعب علاجها مثل سرطان المريء - هو أمر حيوي لتحسين إمكانية بقاء المريض على قيد الحياة. وأضاف أن هذا هو السبب أن مثل هذه الدراسة التي استخدمت عينات الدم للكشف عن تضرر الحمض النووي باعتباره مؤشرا على السرطان هو إنجاز جيد ويمكن أن يؤدي إلى تشخيص المزيد من سرطانات المرئ في مراحل مبكرة. وأضاف أن هناك حاجة لدراسات أوسع نطاقا لتأكيد النتائج وموثوقية الاختبار قبل إمكانية استخدامه في العيادات.

الإندبندنت