حلب ... من لم يمت قتلا مات جوعا

الحدث الأحد ٢٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
حلب ... من لم يمت قتلا مات جوعا

حلب – ش – وكالات

هدوء مشوب بالحذر ساد مدينة حلب بشمال سوريا امس السبت في ثالث أيام وقف لإطلاق النار أعلنته روسيا من جانب واحد ويقضي بوقف القتال أثناء النهار لأربعة أيام متتالية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن عمليات الإجلاء الطبية وتوصيل المساعدات لم تنفذ بعد.
وذكر أنه لا توجد تقارير عن ضربات جوية سورية أو روسية على الجزء الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة منذ أن بدأت روسيا وقف إطلاق النار الخميس الفائت .
لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنه لا يمكنهم قبول وقف إطلاق النار لأنهم يرون أنه لا يفعل شيئا لتخفيف معاناة من اختاروا البقاء في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب.
ويعتبر المقاتلون وقف إطلاق النار جزءا من سياسة حكومية لتطهير المدن من المعارضين السياسيين.
ودعا الجيش السوري وروسيا السكان ومقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصر إلى مغادرة المدينة عبر ممرات معينة والذهاب إلى مناطق أخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة مع ضمان سلامتهم لكن عددا قليلا من مقاتلي المعارضة أو المدنيين استجاب فيما يبدو.
وقال زكريا ملاحفجي وهو مسؤول في جماعة فاستقم المعارضة التي تتخذ من حلب قاعدة لها "بالنسبة للخروج من المعابر ما في أحد. أغلب الناس رافضة الخروج. قسم بسيط حاول الخروج. النظام ضرب قذائف على هذه المنطقة فما أحد قدر يطلع."

اشتباكات متفرقة
وأشار إلى استمرار القصف والاشتباكات بمستويات عادية في أجزاء من المدينة.
وذكر المرصد أن تقارير أفادت بأن اشتباكات متفرقة اندلعت بين مقاتلين من المعارضة والحكومة السورية والقوى الحليفة لها أثناء فترة الهدوء على الجبهات كما سقطت بعض القذائف على الجزء الغربي الخاضع لسيطرة الحكومة وشرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.
وحلب ساحة قتال رئيسية في الصراع السوري الذي دخل عامه السادس. ويريد الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من الجيش الروسي السيطرة على المدينة بالكامل.

موسكو تتهم
من جانبها اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا امس السبت، المسلحين فى حلب بعرقلة عمليات إيصال المساعدات الإنسانية وخروج السكان من المدينة.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن زاخاروفا قولها فى تصريح صحفى " أن روسيا تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية وإخراج المدنيين والأطفال، المحتاجين إلى مساعدات طبية، من المناطق المحاصرة".
وأشارت إلى أن المسلحين من مختلف التنظيمات الإرهابية يعرقلون خروج المدنيين المحاصرين.
ودعت زاخاروفا كل الدول التى لها التأثير على المعارضة المسلحة فى سوريا والإرهابيين إلى الضغط من أجل كبح جماح المسلحين.

جهود فشلت
من ناحية أخرى قال المرصد السورى لحقوق الانسان (مقره لندن) أن الجهود الأهلية فى أحياء حلب الشرقية، الخاضعة تحت سيطرة النظام، فشلت فى إخراج الجرحى، وأن المرصد لم يسجل حتى الآن خروج أى شخص عبر المعابر هناك.
وذكرت قناة (الغد العربى) الإخبارية اليوم السبت، أن الأمم المتحدة خططت لإجلاء جرحى- صباح أمس الاول - لكن فى نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لأن الضمانات المتعلقة بالظروف الأمنية ليست متوفرة، وطالبت من روسيا تمديد الهدنة حتى مساء غد الاثنين .
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تقول أن "200 شخص من المرضى والجرحى يجب اجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين فى حلب، وان عمليات القصف المكثفة على شرق حلب أوقعت نحو 500 قتيل و2000 جريح، كما أدت إلى تدمير البنى التحتية المدنية، بما فى ذلك مستشفيات.

انهيار وشيك
حول كارثية الوضع الانساني بالمدينة وقبل عدة ايام قال وكيل الامين العام للشؤون الانسانية والاغاثة والطوارئ ستيفن اوبراين إن الأيام التي سبقت وقف اطلاق النار شهدت تصعيدا عسكريا كبيرا في سوريا، مضيفاً أن "الوضع الإنساني في حلب يوشك على الإنهيار الكامل".
وشدد اوبراين, في مؤتمر صحافي في نيويورك، على "الحاجة الى هدنة لوقف الكابوس الحاصل في شرق حلب".
ونوه اوبراين إلى أن "320 مدنيا بينهم 100 طفل لقوا مصرعهم، وأصيب 765 شخصاً في حلب منذ انتهاء اعلان هدنة الثالث والعشرين من سبتمبر الفائت .
وانهارت تلك الهدنة في سوريا, والتي دامت لمدة اسبوع, بموجب الاتفاق الروسي – الامريكي , في محاولة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات, في وقت تبادلت القوات النظامية ومصادر معارضة مراراً, الاتهامات بخصوص "خرق نظام الهدنة", وسط مساعي دولية لاحياء الهدنة واتهامات بين موسكو ووانشطن بعدم الالتزام بالاتفاق.
وأشار اوبراين إلى أن "شبكات المياه متضررة في شرق حلب جراء قصف النظام السوري وحلب تشهد شحا في المعدات الطبية والغذاء والماء".

مأساة انسانية
وشهدت عدة احياء في حلب خلال الفترة الفائتة تصعيدا عسكريا وغارات جوية مكثفة, اسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح, وحدوث اضرار مادية, وذلك بعد إعلان الجيش النظامي بدء عملية عسكرية في حلب, وذلك في الوقت الذي تطالب فيه المنظمات الدولية بإجلاء الجرحى والمصابين.
وقال نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا رمزي عز الدين رمزي، في وقت سابق إنه "يجب إجلاء مئات المصابين من شرق حلب المحاصر في سوريا"، منوهاً أن "المستلزمات الطبية تنفد كما أن الطعام لا يكفي سوى ربع السكان".
وتعاني العديد من المناطق السورية لاسيما حلب اوضاع انسانية مأساوية, نتيجة الحصار المفروض عليها, وسط تبادل المعارضة والنظام المسؤولية حول تدهور الاوضاع الانسانية, ومطالبات اممية بضرورة السماح في بايصال المساعدات للمناطق المحاصرة.
في اواخر سبتمبر الفائت وصف كارلوس فرانسسيكو رئيس بعثة “منظمة أطباء بلا حدود” لشمالي سوريا، الوضع الإنساني في مدينة حلب بـ “المأساوي”.
ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن فرانسسيكو قوله إن ” محاصرة حلب والقصف والقتال الدائر في الجزء الشرقي في المدينة تسببا في الوضع المأساوى والمعقد فيها حاليا”.