الجامعة العربية تشيد بسياسة السلطنة

الحدث السبت ٢٢/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٣:١٦ م
الجامعة العربية تشيد بسياسة السلطنة

القاهرة - خالد البحيري

أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس قطاع الأمن القومي العربي السفير خليل إبراهيم الذوادي أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – استطاع أن يبني دولة حديثة في مدة زمنية وجيزة، بها كل مقومات التقدم والنهضة من بُنى أساسية، وطرق حديثة، وطفرة معمارية، فضلا عن النهوض بالعنصر البشري العماني، الذي أصبح يحتل مكان الصدارة بين أشقائه من دول مجلس التعاون الخليجي، وبقية الأقطار العربية.

عوامل النجاح
وقال في حوار حصري مع الشبيبة من مكتبه بضاحية مصر الجديدة شمال شرق القاهرة: إن أحد أبرز عوامل النجاح في التجربة العمانية هو إيمان جلالته بالتنوع الثقافي والفكري وإعطاء الحرية بمفهومها المنضبط للجميع، دون تفرقة، وهو ما يفسر جانبا مهما من تجربة التسامح والتعايش في البلاد.
وأضاف: أن السلطنة بسياستها الحكيمة دولة ذات وزن كبير في العلاقات الإقليمية والدولية، ومستقرة سياسيا وأمنيا ومجتمعيا، وتنعم بعلاقات مميزة مع الجميع، ومليئة بالخيرات فهي تطل على ثلاثة واجهات بحرية هي: بحر العرب والخليج العربي والمحيط الهندي، ونتمنى لها دوام الخير والاستقرار وأن يمد الله في عمر جلالته فهو رجل بنى وطنه مستخدما العلم والتعليم كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
وشدد على أن الثقة التي تحظى بها السلطنة من الأطراف الدولية تجعل أطروحاتها متوازنة ومحل تقدير في الجامعة العربية سواء على مستوى المندوبين الدائمين أو وزراء الخارجية، وممثلي السلطنة على مستوى القمة في اللقاءات العربية.

تهديدات مزعجة
عربيا؛ قال الذوادي إن مفهوم الأمن القومي العربي يتسع ليشمل كافة المجالات الأمنية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، والغذائية، ولم يعد هناك ما يحول دون تأثر دولة بما تعانيه دولة أخرى حتى لو كانت بعيدة عن حدوها جغرافيا، فالمنطقة العربية وحدة واحدة تتأثر دولها جميعا بما تمر به أي منها.
وأضاف: المنطقة العربية تمر بمرحلة "مهمة وحرجة" يتعرض فيها الأمن القومي العربي لتهديدات كبيرة منها ما هو متعلق بتأثيرات التغيرات التي حدثت في بعض الدول مثل سوريا واليمن وليبيا، وما هو متعلق بزيادة معدلات التجارة في السلاح والمخدرات، وتكون بؤر إرهابية في العديد من بلداننا.
ولفت إلى تشكيل الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط لجنة "الحكماء العرب" المعنية بقضايا ضبط التسلح وعدم الانتشار النووي وفقا لقرار مجلس الجامعة العربية في دورته الـ145 بعمل مراجعة شاملة للسياسات العربية ومواقفها من مجالات عدم انتشار السلاح النووي ودراسة كل البدائل المتاحة للحفاظ على أمن الدول العربية والأمن القومي العربي وعرض الموضوع على دورة مجلس الجامعة العربية الوزارية في مارس 2017.
وعبر عن ثقته بأن لجنة "الحكماء العرب" ستدعم أعمال لجنة كبار المسؤولين العرب المعنية بقضايا الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.

المسألة اليمنية
وفيما يتعلق بالملف اليمني قال الذوادي إن الجامعة العربية تدعم الشرعية في اليمن، والتحالف العربي يسعى بكل قوة نحو الحل السياسي ولم يكن اللجوء للحل العسكري هدفا بحد ذاته، وإنما لإفساح المجال للحل السياسي، ولدينا وساطات كثيرة للبدء في حل سياسي لكن التعنت من جانب الحوثيين يفشل المساعي السلمية.. ونحن كجامعة عربية هدفنا يمنا موحدا، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار بعيدا عن الطائفية والمذهبية والتدخلات الخارجية، فاليمن دولة كبيرة وذات تاريخ عريق وشعبها يستحق حياة أفضل بعيدا عن الحروب والنزاعات التي تأكل الأخضر واليابس.

الملف العراقي
وفي سياق الأحداث الجارية في العراق قال الذوادي: مستقبل العراق يقرره أبناؤه، لكنه ما زال يعاني ولديه مشكلات كبيرة للغاية على رأسها الإرهاب والطائفية، وهدفنا الأساسي أن نحافظ على عروبته من التشرذم أو انسلاخ الهوية، ودعم استقراره ووحدته الترابية، فهو قوة هائلة وعلى مدار تاريخه هو بلد موحد ويتماس جغرافيا مع العديد من الدول، وبالتالي استقراره يعم على الجميع.
وأوضح أن التنوع الموجود بالمنطقة العربية هو مصدر من مصادر القوة وليس العكس، لكن إذا تم النفخ في الطائفية سوف يجد المتآمرون على بلادنا المناخ الملائم وبالتالي تجدهم يدعمون طوائف بعينها، ويغذونها ويدعمونها بالسلاح أحيانا.