معركة الموصل تهدد بحرب إقليمية

الحدث الأحد ٢٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
معركة الموصل تهدد بحرب إقليمية

أنقرة – موسكو – بغداد – ش – وكالات

رغم وجود توافق دولي، وإقليمي، حول ضرورة التخلص من تنظيم داعش الذي يعيش أيامه الأخيرة، إلا أن هنالك مخاوف تثيرها معارك الموصل وصلت إلى درجة التهديد بحربٍ جديدةٍ؛ من ذلك مخاوف روسية أن تكون هذه المعركة، بهدفٍ أساس قائم على طرد مقاتلي التنظيم من الموصل إلى الرقة، بغية عرقلة الجهود التي تقودها موسكو مع دمشق في "مكافحة الإرهاب"، أما التهديد الواضح فتمثل في التحذيرات المتبادلة بين بغداد وأنقرة على خلفية معركة الموصل.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي صعد من لهجته الخطابية ضد بعض دول المنطقة يوم أمس السبت، متهماً تركيا بالعمل من أجل مصالحها في العراق وليس لمساعدته، متسائلا أين كان المتباكون على أهلنا عندما ذبحهم داعش وهجرهم من أراضيهم. وطرح تساؤلات حول أسباب تدمير سوريا وليبيا واليمن داعيا الدول العربية والإسلامية إلى التوحد.
وعن تركيا، قال العبادي: "يوم قلنا لتركيا نريد سلاحا لم ترسل ويوم احتجنا سلاحهم لم يأتوا واليوم يرسلون قواتهم لماذا؟. وإذ أكد أن العراق يريد الخير لكافة الدول العربية، لا سيما لتركيا والسعودية ولا يريد العداء مع أي منها، دعا جميع الدول العربية والإسلامية إلى التوحد.
وفي السياق؛ حذر السفير الأمريكي السابق في العراق، زلماي خليل زاده، من إمكانية نشوب حرب بين العراق وتركيا على خلفية معركة استعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أن وفداً عراقياً زار أنقرة مؤخراً، واتفق على مساهمة تركيا في المعركة، وليس أي شيء آخر.

وأوضح زاده في مقال نُشر بموقع ناشينال إنتريست الأمريكي، أنه التقى خلال الأسبوع الفائت بمسؤولين أتراك، ووقف على أسباب مخاوفهم، وحقيقة الخلاف التركي العراقي، مؤكداً أن أهم أسباب الخلاف هي: التنافس بين إيران وتركيا للهيمنة على المنطقة في ظل الحروب الأهلية التي تشهدها حالياً، وخاصة في العراق وسوريا، أظهر حجم التباين الطائفي بينهما، على الرغم من أن العلاقات التركية - الإيرانية جيدة في مواضع أخرى، فالقوات التركية الموجودة في بعشيقة شمال العراق جاءت باتفاق مع حكومة بغداد، ولكن المشكلة أن هذه الحكومة تخضع للإملاءات الإيرانية.
ولفت خليل زاده إلى أن الأتراك يعتقدون بأن الحكومة العراقية فقدت شرعيتها بسبب الحروب الأهلية التي شنتها، ومنهجها السياسي والطائفي تجاه العرب، والتركمان، وأيضاً في التعامل بشكل انتقائي بين حزبي إقليم كردستان الحزب الوطني الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي غضون ذلك؛ نشرت وكالة الأناضول التركية شبه الرسمية تقريرا أكدت من خلال حق تركيا التدخل في معركة الموصل، لأن "أنقرة عدة أسباب تجبرها على التدخل في التطورات" التي تشهدها المدينة، "تتصل بتطهيرها من الإرهاب بشكل كامل، وتوفير الحماية لها، واحتمالية حدوث موجة نزوح كبيرة منها، واتخاذ تدابير للحيلولة دون نشوب حرب طائفية، إضافة لصلات المدينة التاريخية مع تركيا".
ومع انطلاق عملية تحرير الموصل شمالي العراق من تنظيم "داعش" الإرهابي، الاثنين الفائت، واستمرارها، تزداد حساسية تركيا نحو المنطقة بشكل متسارع.
ودفعت العملية العسكرية لتحرير المدينة الذي يشارك فيها الجيش العراقي والجماعات المتحالفة معه، وقوات البيشمركة، ووحدات أمريكية خاصة، وطيران التحالف الدولي، وحرس نينوى، (وهم متطوعون محليون) إلى تصعيد التوتر بين أنقرة وبغداد.
ورأت الأناضول أن من أسباب التدخل أن الموصل أصبحت مرتعاً لتنظيمي "داعش" و"بي كا كا" الإرهابيين، وأن الجيش العراقي قد يترك الموصل مجدداً، فقبل عامين تمكن تنظيم "داعش" الإرهابي وعبر بضع مئات من مقاتليه القدوم من سوريا، وفرض سيطرته على مدينة الموصل خلال ساعات، وتوسيع نفوذه في المناطق الأخرى المجاورة للمدينة. وخلال هجوم مقاتلي التنظيم صيف 2014، على الموصل فر الجيش العراقي المكون من نحو 60-70 ألف جندي من المدينة دون قتال تاركاً كل شيء خلفه.
وأشار الأناضول إلى أن تركيا الملاذ الآمن لمئات الآلاف من المدنيين؛ حيث أن أكبر صعوبة تواجه عملية تحرير الموصل، هي حدوث حرب شوارع في منطقة مكتظة بالسكان، حيث يعتقد وجود نحو مليوني مدني داخل الموصل. ويمنع التنظيم المدنيين من مغادرة المدينة، ويستخدمهم كدروع بشرية، إلا أنه مع اقتراب المعارك من مركز المدينة ستضعف سيطرة التنظيم على الموصل، الأمر الذي سيدفع المدنيين على الفرار من نار المعارك.