سياسات «الفيدرالي» الأمريكي وقوة الدولار تهددان اقتصاد العالم

مؤشر الجمعة ٢١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٣:٥٤ م
سياسات «الفيدرالي» الأمريكي وقوة الدولار تهددان اقتصاد العالم

مسقط -
أشار رئيس الاقتصاديين ورئيس شؤون المعلومات لدى «ساكسو بنك»، البنك المتخصص في التداول والاستثمار عبر الإنترنت ستين جاكوبسن- إلى أن العالم قد يكون مقبلاً على ركود خلال السنة المقبلة كنتيجة لانتقال محور تركيز البنوك المركزية من برامج التسهيل الكمّي إلى السياسات المالية القائمة على أموال «المروحيات النقدية» غير المباشرة. وبحسب رؤية جاكوبسون، فإن سعي البنوك المركزية المتزايد لاستخدام أموال المروحيات النقدية غير المباشرة سيؤدي لنشوء «تيارات» اقتصادية قوية من شأنها التسبب بمزيد من التقلّبات والمخاطر مع تعزيز قوة الدولار.

ويعلّق جاكوبسن، ، قائلاً: «يرتفع احتمال تعرّض الاقتصاد الأمريكي للركود بشكل كبير كنتيجة لارتفاع قوة الدولار وعزم بنك الاحتياطي الفيدرالي على زيادة أسعار الفائدة خلال ديسمبر المقبل. وسيكون هذا الركود بمثابة تحدٍ حقيقي لصانعي السياسات، ولعل أسوأ ما في الموضوع أنّه يأتي بالتزامن مع العديد من الانتخابات السياسية الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة».

ركود في مختلف أنحاء العالم.

ويضيف: تشير توقعاتنا في ’ساكسو ستراتس‘إلى أن عام 2017 سيشهد تراجعاً في الأسواق الناشئة وفي أسواق النفط والذهب والفضة، مقابل تحسّن سعر صرف الدولار الأمريكي. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن نشهد ارتفاعاً في مستويات التضخّم والنمو المدفوعين بتحوّل سياسات البنك المركزي الأمريكي من التسهيلات النقدية اللامتناهية نحو اعتماد المروحيات النقدية غير المباشرة، ولكن هذه السياسة ستستمر خلال فترة الركود فقط».ولا شك أن تعرّض أضخم اقتصاد عالمي للركود سيكون له آثار واسعة النطاق، وأبرزها أنّ تراجع أداء الاقتصاد الأمريكي قد يحدّ من النمو العالمي، وربما قد يفضي حتّى إلى ركود في مختلف أنحاء العالم.

تدفقات كبيرة

وفي سياق حديثه عن الشرق الأوسط، يقول جاكوبسن: «شهدت سوق السندات في الشرق الأوسط تدفقات كبيرة، علماً أن معظم الاستثمارات تتمحور حول ’جني الأرباح‘ عبر أسعار الفائدة الإضافية التي يجنيها المستثمر من خلال بيع سندات أقل ربحية مقابل سندات أكثر ربحية، وهو توجّه قد ينعكس رأساً على عقب إذا ما ارتفعت أسعار الفائدة وأصبحت أكثر جذباً في الولايات المتحدة».
ويضيف: «علاوة على ذلك، فإنّه من المرجح أن تصل أسعار نفط غرب تكســـــاس الخـــــام إلى قمـــة بين 50 - 53 دولار للبرميل خلال العـــام القـــادم، الأمر الذي سيتسبب بمــزيد من الضغوط على المنظومات الاقتصادية للدول المنتجة للنفط (مثل الســعودية) وسيــؤدي إلى عجوزات في ميزانياتها، وذلك لأن الطلب الإجمالي على النفط ســـيرزح تحت ضغوط شديدة إذا ما تحققّــــت توقعـــاتي حيال ركود الاقتصـــــاد الأمريكي».
ويردف جاكوبسن بالقول: «بالنظر إلى العوامل الخارجية التي ستؤثّر على اقتصادات الشرق الأوسط، فإنّني أتوقع أن يكون عام 2017 حافلاً بالتحديات في المنطقة، وأنصح بالتركيز على تنويع المنظومات الاقتصادية وتحقيق توازن أفضل بين أسسها».