الفنان التشكيلي فيصل البلوشي لـ "الشبيبة": آفاق الفنون أكثر رحابة وتشعبا من التخصص الوظيفي

مزاج الخميس ٢٨/يناير/٢٠١٦ ٢٣:٠٥ م
الفنان التشكيلي فيصل البلوشي لـ "الشبيبة": 
آفاق الفنون أكثر رحابة وتشعبا من التخصص الوظيفي

مسقط-أحمد بن حمدان الفارسي
تزخر ولايات السلطنة بالعديد من الشباب المبدعين والطموحين الذين يمثلون عُمان ويرفعون أسمها عاليا في العديد من المحافل الدولية و الإقليمية.
فيصل بن جلال البلوشي أحد الشباب المبدعين في عالم الفنون التشكيلة نشأ في قرية حدودية تابعة لولاية شناص تبعد عن العاصمة مسقط حوالي ثلاثمائة كليو متر .
"الشبيبة "حاورت البلوشي الذي حدثنا عن موهبته وإبداعاته في الفنون التشكيلة.

ـ حدثنا عن بداياتك في عالم الرسم والفنون؟
البدايات بلا شك كانت في مرحلة التعليم المدرسي ثم تم تعزيزها في مرحلة التعليم الجامعي التي كانت غنيه ومتنوعة بأنشطتها الطلابية المختلفة بحيث كان لتبادل الخبرات بين الطلاب في الأنشطة الفنية الجامعية المشتركة اثرها القوي في تكوين رؤيتي المستقبلية في عالم الفنون الجميلة.

-وظيفتك الحالية مشابهة لعالمك الجميل في الفن التشكيلي، هل الوظيفة جعلتك تبدع في مجال أكثر ?

الفنون التشكيلية والبصرية مجالاتها وآفاقها اكثر رحابة وتشعبا من التخصص الوظيفي ولكن يمكن القول بأن ثمة ترابط إبداعي وبصري بينهما وان هنالك تداخل إطاري داعم من كلا طرفي الممارسة الإبداعية للآخر، الطموح الشخصي كان المشجع والحافز الرئيس للدخول وخوض المجال التشكيلي ومن ثم الوسط الاجتماعي الأسري كان له بصمة إيجابيه للاستمرار في المجال التشكيلي.
- حدثنا عن الصعوبات التي واجهتك في بداياتك؟
قد لا أكشف سرا اذا قلت إنني من البداية كنت مقررا أن اتخذ من العثرات سلما للصعود إلى الأعلى وان لا أقف أمام العثرات والمحبطات خاصة أن الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وعلى رأسها الأستاذة الفنانة مريم الزدجالية رئيسة الجمعية التي تقدم الجهد الكبير مع اي فنان تشكيلي دعما ونصحا وتشجيعا.

-حدثنا عن مشاركاتك الفنية الداخلية والخارجية?
ثمة زخم في المشاركات الداخلية يقابله زهد في المشاركات الخارجية بخصوص المشاركات الداخلية يمكن الزعم بأن هنالك التزام شبه تام بالمشاركة في معظم الأنشطة الفنية في الوسط المحلي بخاصة فيما كانت تنظمه الجمعية العمانية للفنون التشكيلية من معارض وأنشطه مختلفة في مجالات الرسم والحرفيات.
أما بخصوص المشاركات الخارجية فهي محدودة كما اوضحت ذلك سلفا وتتمثل تلك المشاركات بالمشاركة في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس في جمهورية تونس الشقيقة في 2008 والمشاركة الخارجية الأخرى تتمثل في معرض الفن العماني المعاصر بدولة قطر الشقيقة في بدايات 2015.

ما هي الجوائز التي حصلت عليها ؟
من المحفزات لكل حالة إبداعيه سواء كانت في مجال الفن التشكيلي أو الفنون الإبداعية الأخرى هي الجائزة المادية او المعنوية والتي تعطي للمبدع وتؤشر له بأنه في الاتجاه المأمول والصحيح.
ومن الجوائز التي تحصلت عليها خلال الفترة الفائتة جائزة المركز الثاني في معرض الشباب وجائزة المركز الثالث في المعرض السنوي للفنون التشكيلية عام 2011 كذلك في 2014 تحصلت على جائزة المستوى الثاني في المعرض السنوي للفنون التشكيلية إضافة إلى العديد من شهادات التقدير والأوسمة عن مختلف مشاركاتي داخل وخارج السلطنة.

-كم عدد اللوحات التي تمتلكها؟
هناك مجموعة من اللوحات التي امتلكها واللوحات تتنوع بين اللوحات المسطحة والأعمال التركيبية ولوحات التشكيلات الحروفية مختلفة المقاسات ويصل عددها تقريبا إلى أكثر من 60 لوحة وعمل فني.

- ماذا قدمت لك الجمعية العمانية للفنون التشكيلة؟
من لا يشكر الناس لا يشكر الله ومن هذا الباب لابد من ذكر الفضل لأهله وعليه فإن الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ورئيستها مريم الزدجالية داعمة لي منذ بداياتي في انضمامي للجمعية إلى يومنا هذا.

- تعيش في ولاية بعيدة عن العاصمة هل كنت تواجه صعوبات في التواصل؟
شخصيا انظر إلى حياة القرية على أنها معين وثراء بصري وفكري للمبدع سواء أكان تشكيلا أم روائيا أم مسرحيا المشاهدات اليومية لحركة الناس المعيشية بتنوعها وتفاوتها في القرية اعتبرها ملهمات للمبدعين.

- ماهي الأعمال التي قدمتها في معارضك الشخصية؟
يمكنني القول بأن الأعمال في المعرض تعكس جانبين احدهما اجتماعي ويتمثل في توضيح الدور السامي للمرأة والنسوة في المجتمع العماني في فترة ما قبل النفط والجهد الكبير الذي كانت تبذله الأمهات ونسوة المجتمع من تحمل مهام جسام من القيام بالمهام والواجبات المنزلية ومنها اجتماع نسوة القرية يوميا والذهاب بعيدا لسقي الماء في الجحل ولكم أن تتخيلوا ثقل الجحلة خالية فما بالك وهي مملوءة بالماء، والحقيقة إنني اقتبست فكرة جزء من الأعمال المعروضة من هذه المهمة اليومية التي كانت تقوم بها الأمهات والنسوة في فترات سابقة وقد يكون هذا الدور السامي للأمهات سابقا غائب عن الجيل الحالي، لذلك اعتبر تلك اللوحات توثيق لذلك الدور السامي حتى يطلع عليه الجيل الحالي و القسم الأخر من الأعمال يمكن الزعم بأنها تبين جماليات الألوان والضوء والظلال في أودية عمان خاصة عندما تنعكس الوان وإضاءات النخيل والجبال والصخور على مياه تلك الأودية الوادعة بين أحضان الجبال حيث يتمازج ثنائية اللون والضوء مع إيقاع خرير مياه تلك الأودية.