معرض التراث بحديقة العامرات يروي تاريخ عُمان الخالد

مزاج الخميس ٢٨/يناير/٢٠١٦ ٢٣:٠٠ م
معرض التراث بحديقة العامرات يروي تاريخ عُمان الخالد

مسقط-ش
تختزل القرية التراثية بحديقة العامرات بمهرجان مسقط 2016 الكثير من المشاهدات الحية بزواياها وأمكنتها التي تروي صفحات خالدة من تاريخ عمان الخالد الضارب بجذوره أعماق التاريخ الإنساني، مشاهد تجسد جانبا مهما من تفاصيل حيات الإنسان العماني ترصد بدقة عيشه في بيئاته المختلفة عبر عدد من المراحل والأزمنة الغابرة .
وفي هذه الزاوية ننقل احدى الأمكنة التي تتصاعد منها ابخرة التاريخ الخالد لحكايات ترجع لآلاف السنين، انه المعرض التراثي الذي يسجل حضورا متجددا ومكانا مميزا بين أروقة القرية التراثية بما يضمه البيت من معروضات تراثية خالدة .
حكايات تسردها البنادق والحراب والخناجر والسيوف التي زينت أرجاء البيت التراثي لتحكي قصص تزيد عمرها عن مائتي سنة حرص مرهون بن خليفة بن زاهر البسامي أن يقتنيها طوال فتراته الماضية ليعرضها للمشاهد والباحث عن التاريخ الذي سجله أجدادنا على أرض عمان الغالية حكاية بدأت مع هذا الرجل مع منتصف السبعينيات واستمرت عطاء وبشكل منظم في عام 1989 حينما بدأ بشكل منظم في جمع المقتنيات وترتيبها بشكل عملي كما جاء على لسانه، والذي أكد خلال لقاءنا معه حرصه الشديد على اقتناء كل ماله صلة بالتراث قائلا: إن اهتمامي باقتناء التراث وكل ما يعبر عن تفاصيل تاريخ عمان الخالد كبير وبذلت لذلك أموالا طائلة لشراء معظم المعروضات التي تتواجد بالمعرض، حيث اقمت معرضا خاصا للتراث في ولاية الرستاق ومنذ ذلك الحين وأنا أحرص على المشاركة في مختلف المحافل والمهرجانات ومنها مهرجان مسقط الذي أتواجد فيه بشكل سنوي وذلك بهدف التعريف بجانب مهم من تاريخ السلطنة وحضارتها.
واضافك ونتيجة لجمع المقتنيات التراثية من مختلف محافظات السلطنة سعيت لعرضه من خلال مشاركاتي الدولية في مختلف المهرجانات لذلك أطلق علي لقب (سفير التراث) وهو لقب اعتز به، موضحا أنه شارك في 45 مهرجانا دوليا ومنها المشاركة العاشرة في مهرجان مسقط 2016 الى جانب مشاركاتي في مهرجان صلالة السياحي.
وحول مقتنيات المعرض يقول مرهون البسامي: بالمعرض العديد من المقتنيات الأثرية منها الاسلحة التقليدية القديمة كالدروع القديمة والتي تعود للفتوحات الاسلامية ويرجع بعضها الى عهد الدولة العثمانية الى جانب الحراب التي يرجع تاريخها الى 3 آلاف سنة، كما يوجد بالمعرض عدد من الأسلحة والبنادق القديمة والتي يرجع تاريخها الى عام 1816م كالصمعة، والسلطانية أبو شجرة، وأبو عراقي، وأبو كز، والسادة والزنجباري وأبو فتيلة والرمي والمعدن وغيرها من الأنواع، ويحتوي المعرض على عدد من العملات القديمة كالقرش الفضة والمحمدية وعملات أخرى متنوعة، وفي هذه النسخة من مهرجان مسقط زادت عدد المقتنيات من هذه النوعية وعرض سيف قديم يعود لزمن الإمام أحمد بن سعيد مؤسس دولة آل بوسعيد.
كما يوجد في المعرض خناجر قديمة متنوعة، ويوجد في المعرض ادوات استخدمها العماني في حياته اليومية كالأدوات الزراعية مثل المنجور والدلو النحاسي والمحراث والقراز وغيرها، كما توجد فخاريات متنوعة الاستخدام يعود تاريخها الى 300 سنة، الى جانب الاواني النحاسية المتعددة الأغراض والتي منها دلال القهوة النحاسية المتنوعة، فضلاً عن مختلف الأدوات الزراعية والمنزلية وحلي النساء كالبناجري والخواتم والحروز الفضية، والصمت وأغلب الموروثات التي تتبادر على الأذهان.
وأضاف بان الزائر للمعرض التراثي يجد المناديس المصنوعة من خشب الساج الاصلي التي يعود بعضها إلى مائتي سنة، كذلك أسرة الأطفال «المنز» والمصنوعة من الخشب الاصلي، وهناك أنوع مختلفة من السعفيات كالحصر والشت والسمة والمخرافة والمنسف، وكذلك أنواع مختلفة من المنسوجات والمستخدمة في فراش البيت للجلوس وأغطية للنوم، الى جانب الادوات المشغلة للاسطوانات مثل السنطور (البشتختة) وهي آلة قديمة لتشغيل الاسطوانات وعدد من أجهزة الراديو القديمة، كما يقدم المعرض مقتنيات ومعروضات أخرى قديمة كالبرغام النحاسي، وهو عبارة عن جرس نحاسي وبرغام مصنوع من قرن الوعل، وميزان أبو شوكة بعدة أنواع، وأيضا أدوات نحاسية كالطاسة أبو مرزاب ومجموعة من الدلل النحاسية، ورحى المستخدمة لطحن الحبوب، الى جانب عرض عدد من الطوابع القديمة والتي يعود بعضها الى بدايات اسرة البوسعيدي، وعظام كتف الجمل التي كانت تستخدم لتعليم القرآن الكريم ولوازم الحرب في الحروب الإسلامية والمكونة الدرع وخوذة الراس والترس والسترة والسهم التي تعود الى 450 سنة.