مونديال 2026 : زحمة منتخبات !

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
مونديال 2026 : زحمة منتخبات !

باسم الرواس

سؤالٌ بات يطرح بقوة في أعقاب إعلان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني اينفانتينو بأن النظام الجديد لكأس العالم قد يشهد مشاركة 48 منتخبا ..!
أي متلقي لهذه المعلومة سيجنح نحو الاعتقاد أن مستوى البطولة العالمية الضخمة سيكون مُعرضًا للإهتزاز خصوصا ان رفع عدد المنتخبات يعني "اوتوماتيكيا" ان ثمة دولا "ضعيفة" في المستوى ستسنح لها الفرصة للمشاركة في بطولة كأس العالم اعتبارا من النسخة ما بعد بعد المقبلة عام 2026 .
.. وأمام كَم المعلومات التي تغزو الساحة الكروية سواء عبر وسائل الاعلام او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن التأويل والاجتهاد كان حاضرا بقوة في تحليل الإقتراح الذي تقدم به الرئيس السويسري ل"فيفا" ما اقتضى شرحا مفصلا لخريطة الطريق التي سترسم خط التأهل الى كأس العالم .
يقول اينفانتينو :" نستطيع التفكير بمشاركة 48 منتخبا على ان نحتفظ بنظام ال32 منتخبا. لقد رأينا بان نظام ال32 منتخبا هو مثالي . اما الفكرة الجديدة، فتكمن بتأهل افضل 16 منتخبا الى النهائيات مباشرة لدور المجموعات في النهائيات، ثم يتأهل 16 منتخبا آخر من خلال الملحق الذي يخوضونه في بداية العرس الكروي ".
ويوضح أكثر :" ستكون 16 مواجهة لتحديد هوية المنتخبات ال16 التالية التي تنضم الى دور المجموعات".
ماذا يعني هذا الكلام ؟
يعني ان 16 مواجهة ستقام قبل انطلاق المونديال بدلا من التواريخ المخصصة للمباريات الودية. ويعني أيضا من الناحية الترويجية، اننا سنشهد 16 مباراة نهائية قبل الانطلاق الحقيقي لدور المجموعات.
مقابل وجهة نظر انفانتينو بالتأكيد هناك وجهة نظر مغايرة، فمنذ أن دخلت كرة القدم عصر "البيزنيس" أو إن صح التعبير عصر مَن يربح أكثر .. باتت الهوة تتسع بين الشعوب والقيادة .. فلعبة الفقراء يتحكم بها الاغنياء بحثا عن المزيد .. والعصر الحديث جاء ليقضي على البقية الباقية من المتعة والجمال . عصرٌ جديد اطاحت عبره التكنولوجيا كل شيء حتى المقومات البشرية القائمة على الصواب والخطأ .. وما تقنية اعتماد الاعادة الالكترونية إلا خير إثبات!.
بطولة كأس العالم التي مضى على انطلاقها 86 عاما، سارت بمحطات عديدة وشهدت تقلبات متنوعة وها هي اليوم تخضع مجددا للقراءة الفنية .. وربما التعديل ..
مما لا شك فيه أن الحراك الذي يقوم به الاتحاد الدولي لكرة القدم يكشف الكثير من النقاط المضيئة التي من شأنها ان تصلح لتكون خارطة طريق لكيفية تعزيز نمو اللعبة والارتقاء بالتجربة الكروية للمشجعين واللاعبين وبناء منظمة اقوى. فالحديث عن الإستثمار في اللعبة ولاعبيها ومستقبلها والاضطلاع بدور أكبر في إدارة العمليات التجارية للمسابقات الرئيسة سيساعد على الالتزام بالوعد نحو تحقيق نقلة نوعية .. فلك أن تتخيل عزيزي القارىء ما هي الإضافة التي ستحققها الاتحادات الوطنية بعد الحصول على 100 مليون دولار بصفة سنوية من أجل اتباع نهج احترافي في إدارة كرة القدم .
وبعدما كان مونديال فرنسا 1998، وهو المونديال الاخير للرئيس الراحل جواو هافيلانج، نقطة تحول في عدد المنتخبات المشاركة والتي بلغ وقتها 32 .. يبدو اننا نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها مونديال 2026 .. بطولةٌ قد يكون عدد منتخباتها مرشحا للتمدد أيضا وأيضا ..
حسن الختام :
اي مستقبل ينتظر الجيل الجديد ..؟
هل سينحاز الى القرارات الجديدة .. هل هي لأجله ؟ ام سيتحول الى وقود لنجاحها ..؟